لأن الإخوان لا يعترفون بالقوميات.. بل بالأممية.. فلا ضير عندهم أن يستعينوا بالأجانب.. بحثاً عن دعم يأتيهم منهم.. أو يجندوا منهم ما يشاءون من قوات.. ويكفي ما أعلنه مرشدهم السابق بأنه «طظ في مصر»، ولا ضير عنده أن يحكم مصر مسلم من ماليزيا!
ولا يمكن الفصل بين هذه الأفكار والاستعانة بالأجانب كأفراد.. أو حتى بالدول الأجنبية من أجل مصالح الطرفين. وتجربتهم مع الانجليز في بداية نشأة الجماعة مؤكدة.. ثم مع الأمريكان ومنذ سنوات، وهذا أيضاً مؤكد.. وربما هم هنا يؤمنون أكثر بالجامعة الإسلامية - كفكرة سياسية - أكثر من إيمانهم بالجامعة العربية.
< وهذا كله سمح لهم بالاستعانة بجنود من غير المصريين، بجانب من يمكنهم تجنيدهم من المصريين. وهذا سر وجود جنود ـ بين جماعات الإخوان العسكرية ـ من أفغانستان وباكستان واليمن والسودان.. فضلاً عن أن الإخوان هم الذين أسسوا منظمة حماس لتكون ذراعهم العسكرية، أو الشوكة الكبرى في الجسد المصري.. من الشرق، وليس سراً أن أكثر من نصف الأسلحة التي تم تهريبها من ليبيا ودخلت إلى مصر، قد ذهب إلى حماس والباقي مازال تحت أيدي الإخوان داخل مصر وكلا الموقفين خطير..
< وما أقوله لا يأتي من فراغ.. بل تؤيده عدة ظواهر.. منها ظهور أعلام تنظيم القاعدة هذه الأيام في شوارع القاهرة وميادينها ـ بالذات في شارع وميدان رمسيس منذ أيام ـ وما ظهر في سيدي جابر بالإسكندرية في واقعة إلقاء الصبية والفتيان من فوق سطح البيت الذي بات مشهوراً.. وقبلها وحتى الآن ظهور أعلام القاعدة في شمال سيناء علناً وفي المظاهرات حتى في مدينة العريش، عاصمة المحافظة.. ومازالت هذه الأعلام تؤرقني وتؤرق الأمن وقد تزايدت هذه الأيام منذ تولي الإرهابي المصري أيمن الظواهري قيادة تنظيم القاعدة العالمي، خلفاً لأسامة بن لادن بعد أن لقي الأخير مصرعه..
< هنا نتساءل: ما هي العلاقة بين تنظيم الإخوان.. وتنظيم القاعدة، وما هو الحبل السري الذي يربط بينهما، وهل هو فقط مخطط الإخوان الذي تم مع أمريكا لسلخ سيناء، أو على الأقل المساحة الكبيرة المتاخمة لقطاع غزة وجنوب فلسطين.. ومنحها للفلسطينيين ليقيموا عليها أرضهم لتصبح بديلاً لأرضهم التاريخية.. ويتم تهجيرهم من الضفة الغربية إلى هنا في هذه الأرض المصرية.. وبذلك ينفذ الإخوان مقولة الاستعمار الصهيوني العالمي: أرض بلا شعب «التي هي سيناء» وشعب بلا أرض «الذين هم الفلسطينيون» حتى تنعم إسرائيل بالراحة الأبدية من الفلسطينيين ومشاكلهم..
< وبذلك تتحول المنطقة إلى بؤرة فاسدة ونواة لدولة تصدر العنف والإرهاب للعالم كله.. تنفيذا لمخطط كونداليزا «الفوضى الخلاقة».. وأن يتجمع هنا ـ في شمال سيناء ـ كل المشاغبين وكل المنظمات الإرهابية ليسهل بعد ذلك تحريكها لتهديد الأمن القومي لأي دولة ترفع عصا الطاعة!!
ونربط هنا بين تصريحات محمد البلتاجي، القيادي الإخواني في تهديده الشهير بأنه بمجرد إعادة الدكتور مرسى إلي قصر الرئاسة سيتم إيقاف العمليات العسكرية في سيناء.. فهل بعد ذلك نجد من ينفي العلاقة السرية بين الإخوان وتنظيم القاعدة.
بل هل ينفي واحد منهم ان من قاموا بتهريب محمد مرسي وزملائه الإخوان من سجون وادي النطرون كانوا من جنود حماس.. وأعضاء الجماعات الجهادية في سيناء.. بل هل ينكر الدكتور محمد بديع، مرشد الإخوان أنه كان يتحرك تحت حراسة وحماية جنود من حماس.. حتى وهو يخطب في اعتصام رابعة العدوية.. وأن عدداً من قناصة حماس تشير الأصابع إلى دورهم في موقعة الجمل وبعض عمليات القنص والاغتيال منذ أحداث محمد محمود وماسبيرو.. واغتيال الصحفي الزميل أبو ضيف!!
< وهل لجأ الإخوان إلى الاستعانة برجال حماس في عملياتهم بعد أن عجزوا عن تدبير الجنود والقناصة المطلوبين لهم من بين المصريين.. ولهذا تشير الأصابع إلى هؤلاء المرتزقة في عمليات اغتيال جنودنا المتعددة في سيناء، في رمضان قبل الماضي.. ثم منذ أيام وأيضاً في سيناء وكذلك اختطاف عدد من ضباطنا وجنودنا هناك.
ولقد عرف العالم فكرة الجنود المرتزقة.. وعرفتها مصر القديمة عندما دخل الخدمة في قواتها جنود من الإغريق ومن الليبيين وغيرهم.. ولكن أشهر هذه الفرق هي «الفرقة الأجنبية الفرنسية» التي أنشأتها فرنسا من العناصر الشرسة من كل مستعمراتها في آسيا وأفريقيا وغيرها ووفرت لهم كل سبل الحياة الرغدة.. وهي الفرقة التي أذاقت الجزائريين الأمرين خلال حرب استقلالها عن فرنسا.. وكانت حجر عثرة أمام الجنرال ديجول نفسه، بعد أن تمردت عليه.
< ألا قاتل الله هؤلاء المرتزقة لأنهم شر ما أنبتتهم الأرض.
الإخوان.. وجيوش المرتزقة
أخبار متعلقة