ما هو أصل الخلاف بين السلطة في مصر، الرئيس محمد مرسي، ومعه جماعة الإخوان ومعه، بعض التيارات الإسلامية، وبين أغلبية الشعب المصرى؟ ماذا يريد كل طرف؟ وما هو الهدف الحقيقى لكل منهما؟ بداية يخطئ من يتصور أن الخلاف بين الرئيس محمد مرسي وبين المعارضة، سواء كانت جبهة الإنقاذ أو غيرها!
الحقيقة الواضحة، وكما عرفها وأحس بها ولمسها المصريون، أن الطرف الأول، وهو الرئيس مرسي وخلفه جماعة الإخوان والجماعات التى تؤيده وتقول إنها إسلامية، هدفهم الحقيقى تحقيق الدولة الإسلامية أو دولة الخلافة الإسلامية، كما يقولون عنها.. إسلامية.. إسلامية!
أما أغلبية المصريين، وفيهم أغلبية من المسلمين الوسطيين وفيهم أيضا ملايين من المسيحيين، فإنهم يريدون دولة مدنية متحضرة تحكمها الشريعة الإسلامية ونظام حكم ديمقراطى يحقق الكرامة والحياة الأفضل لكل الناس على حد سواء.
تلك هى حقيقة الخلاف والاختلاف، ومن هنا جاء الصراع والانقسام، ووصلت الأمور إلى ما وصلت إليه الآن، وأصبحت مصر تعيش وتنام وتقوم على حافة بركان وتوتر دائم ومتزايد، ما يحدث اليوم أن السلطة الحاكمة في مصر لا تريد أي معارضة من أي شكل، وتطلب من المصريين، أن يلتزموا بمنهج السمع والطاعة الذي تسير عليه جماعة الإخوان.
المطلوب من المصريين أن يقتنعوا رغم أنوفهم أن رئيسهم هو الحاكم الصالح، وأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان، ويكون وسيكون وما يحدث الآن، أن السلطة الحاكمة، مرسي ومن معه، أصبحوا في ناحية، وأغلب الشعب المصري في ناحية أخرى، والأدهى أنه وأنهم يريدون أن يفرضوا إرادتهم بالقوة على الشعب المصري، وهم يقولون نحن جئنا بالصندوق، ولن نذهب إلا بالصندوق، بينما هم أكثر الناس معرفة بحقيقة هذا الصندوق الملعون الذى جاؤوا عبره.. صندوق الزيت والسكر.. صندوق الذين عصروا الليمون على أنفسهم.. صندوق الجنة والنار.. صندوق المطابع الأميرية، وأيضا صندوق التيارات المتأسلمة وجماعات التطرف والجهاد الذين كانوا في الماضى مضطهدين ولا صوت لهم، والذين كانوا نزلاء دائمين في السجون والذين قتلوا السادات وأصبحوا اليوم أحرارا ونجوما في الفضائيات وعلى المنصات الذين أصبح نظام الإخوان الراعي والحامي لهم!
هذا هو الذى يحدث اليوم.. فماذا سيحدث غدًا؟
كل طرف يحشد قواه ويستنفر مؤيديه.. طرف من يقولون إنهم إسلاميون ويستقوون بأمريكا وهذا من غرائب وعجائب الدنيا، فأمريكا طاردت وقتلت الإسلاميين في كل مكان بالعالم، لكنها مصالح أمريكا أولاً ومصلحة إسرائيل هي التى تجعل العم سام يؤيد اليوم الشيخ إخوان!
أما الضحية الوحيدة في هذا الخلاف، فهي مصر التي ضعفت وهانت وتمزقت وأصبحت على وشك السقوط في دوامة حرب أهلية لا يعرف أحد سوى الله متى تبدأ أو متى تنتهي، وكم ستكون فاتورة تلك الحرب القادمة لا محالة، لك الله.. ياوطن!
لك الله.. يا بلدي!
أخبار متعلقة