يقضي أبناؤنا الطلاب والطالبات ما يقارب ربع عام في إجازة صيفية طويلة، الأمر الذي يحتم علينا كأولياء أمور أن نبحث لهم عن أنشطة مناسبة تقيهم شرور الانزلاق في متاهات يجهلون عواقبها.
فالمتبارون في ميادين المراكز الصيفية، يستقطبون أكبر عدد من أبنائنا لميادينها... وهناك سيجد أبناؤنا بُسطاً خضراء وفضاءات رحبة سيفرحون ويمرحون في تلك المساحة الخضراء والفضاءات الرحبة، وهم لا يعلمون أن تحت الأبسطة الخضراء حيوانات وعقارب سامة قد تؤدي بهم إلى الهلاك.
كذلك الحال هناك أقبية ومراكز تعد سلفاً من قبل متخصصين لاستقطاب أولادنا إليها تحت مبررات ترسيخ العقيدة، وتعزيز روح الانتماء، وتنمية الثقافة، وبناء شخصية متوازنة .....إلخ، كل هذه الأهداف ما لم تكن غاية فهي مطلب لنا جميعاً، أما إذا كانت مُطية لمآرب وأجندات يتم من خلالها استغلال هذه الفسحة الزمنية من عمر أولادنا لتحقيق أهداف تخدم قوى معينة، فهي كارثة وقنبلة موقوته آجلة الانفجار.
هذا العام - بالذات- يختلف صيفنا في اليمن من حيث عدد المستقطبين، ومن حيث فترة الاستقطاب التي توافق ذروتها دخول الشهر الكريم. هذان الاختلافان العددي والزمني، سيخلقان جواً مغايراً لمفهوم العطلة الصيفية، وعلى إثر ذلك ستكون المخرجات غير المأمولة!
كذلك ثمة شريحة متغلغلة في أوساط المجتمع اليمني - ذكور وإناث- ممن يجيدون فن القصة الخرافية، والذين يعتبرون موسم العطل الصيفية منتدى لإبراز حصيلتهم الزاخرة بشتى أنواع الخرافات؛ نتيجة لفهمهم الخاطئ للأحداث والظواهر التي تمر بهم، هؤلاء هم اقل ضرراً - وإن كانوا متخصصين بالنشء الصغير- عن غيرهم.
جاءتني ابنتي - صغيرة السن- من مركز أو ملحق لجامع تديره مجموعة من النسوة لغرض التحفيظ، وهي باكية خائفة مرعوبة من مقطع فيديو ممنتج عُرض على شاشة جوال احدى المشرفات على هذا المركز، يفيد بأن العروسين اللذين غرقا في سد كمران بفعل «جني» هو من جذبهما لقعر البئر بطريقة موحشة.
فعل كهذا وإن كان ممنتجاً بطريقة احترافية من فيلم «أكشن» أمريكي، وكان عرضه - عفوياً- على اطفال في مثل هذه السن، فإنه يؤكد الخرافة التي تجري مجرى الدم في عقول بعض المشرفين على مثل هذه المراكز الصغيرة... وبالتالي يجعلني- بصفتي ولي أمر- أن أعيد النظر في ذهاب طفلتي لمثل إلى مثل المركز.
كما أنه يجب على الجهات المسئولة ذات الاختصاص أن تعيد النظر في بعض المواقع المتخذة كمراكز صيفية، وأن تساهم إعلامياً (تلفاز- إذاعة- جريدة..) في تسليط الضوء على المراكز الصيفية أسوة بغيرها من المهرجانات والمسابقات، كي يكون أولياء الأمور على دراية تامة بما يحدث داخل هذه المراكز، وبالتالي تحد من شياطين الإنس الذين يعملون دائماً في الأماكن المظلمة.
هذا العام.. صيفنا غير
أخبار متعلقة