كل من تربى في أحضان مصفاة عدن ، وكل من عايش عامليها وأسلوب حياتهم العملية والفكرية ، بل أن كل من كان له نصيب في إلقاء نظرة ثاقبة على النظام الإداري والقيادي لهذه المنشأة العريقة يلمس جيداً أن هذا التكوين الاقتصادي والمجتمعي يـُـعـَدُّ رمزاً مصغراً لدولة وحكومة ووطن يمتد اتساعه لأبعد مما يمكن للمرء النظر إليه.
وكما هو الحال فإن كل المناسبات الوطنية يكون لها لدى المصفاة وقيادتها وأفرادها شأن كبير.. فإذا كانت تركيبة هذا المجتمع العمالي الخاص نوعياً من ذكور وإناث ، فإن للمرأة نسبة واضحة وفاعلة في الجانب العملي وتسيير أمور الإدارة وحتى العمل الإنتاجي .
ومن الطبيعي أن تلقي مناسبة كيوم المرأة العالمي بظلالها على مصفاة عدن التي تعـِدُ لهذه المناسبة العدة سنوياً لتكريم المبرزات من القطاع النسوي كحافز تشجيعي لهن ، باعتبارهن جزءاً لا يتجزأ من النشاط اليومي للعمل والإنتاج إلى جانب رفيقها الرجل الذي أُعطي له هو الآخر أكثر من فرصة ومناسبة لمثل هذا التكريم .
وفي الثامن من مارس الجاري تم تكريم 73 عاملة من عاملات شركة مصافي عدن في جو احتفالي متميز حضره المدير التنفيذي للشركة ونوابه ووكيل محافظة عدن ومدير مديرية البريقة وبعض رموز الإعلام ، حيث لاحظ الجميع ذلك الاهتمام الخاص الذي توليه قيادة الشركة لهذا القطاع من مجتمعها العمالي ، رغم المنعطفات الخطيرة التي مرت بها الشركة وبعض الظروف القاسية التي تحاول جاهدة تجاوزها من خلال التماسك القوي بين كل أفرادها وفي كل القطاعات دون استثناء.
وإن كانت هذه المنشأة الاقتصادية المهمة تعتبر أنموذجاً مصغراً للدولة والوطن بطبيعتها الخاصة جداً ، فإنها أيضاً تمر بالظروف والمناخات نفسها التي تخيم على هذا الوطن ، فتتأثر بالتالي مباشرة بشكل ايجابي أو سلبي من خلال منتوجها الذي يلامس كل فرد من أفراد المجتمع وكل مربع - مهما صغر - من خارطة الوطن المسجى في غرفة العناية المركزة تحت رعاية كبار الاختصاصيين في علاجات القلب والمخ والأعصاب ، وأطباء التغذية العاجزين عن القيام بمهامهم البطولية في ظل بقاء أذرع أخطبوط الفساد التي لا زالت تعبث بكل خيرات ومقدرات هذا الوطن المتألم والمتأزم !!
مارس المرأة . . . وامرأة المصفاة !!
أخبار متعلقة