قد يكون من السابق لأوانه الحديث عن ملامسة الواقع في الحديدة لقرارات جلستي مجلس الوزراء التي عقدت بها خلال يومي 5و6 فبراير الجاري، في زيارة استثنائية ناديت بها شخصياً في أكثر من مقال، وحمدت الله ان لاقت تلك الدعوات المتكررة آذاناً صاغية من قبل حكومة الوفاق الوطني، لأن الحديدة تستحق ذلك لمكانتها الجغرافية والسكانية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والأثرية.
ان الاحتياجات التي تمس حياة المواطنين في محافظة الحديدة هي الاساس في الزيارة، لهذا فإن مصادقة المجلس على نتائج اعمال اللجنة الوزارية المكلفة بمراجعة الاحتياجات العاجلة للمحافظة في مجالات المياه والصرف الصحي والكهرباء والصحة العامة والنقل، غاية في الأهمية، كونها ستساهم في الرفع من مستوى تلك الخدمات.
ولكون الصرف الصحي من المآسي التي تعاني منها الحديدة، ولا أخفيكم سراً ان المدينة فاضت فيها مجاري الصرف -غير الصحي- وبصورة لافتة للنظر خاصة مع انعقاد المجلس لجلستيه في الحديدة، وكأنها تريد ان تقول للمسئولين انظروا إلي وارحموا المواطنين من شري.. ولهذا فإن تكليف المجلس لوزارة المياه والبيئة والسلطة المحلية بالمحافظة بإعداد دراسة شاملة لمنظومة الصرف الصحي لمدينة الحديدة على ان تواجه تكاليف اعداد الدراسة من قبل وزارتي المالية والتخطيط والتعاون الدولي، بما يؤدي الى تنفيذها وفقا لأسس علمية تكفل تلبية الاحتياجات القائمة والمستقبلية، هو ما تحتاجه الحديدة، شريطة ان يؤخذ بالحسبان التوسع المضطرد والمتزايد للسكان، وحتى لا تكون التوسعة فاقدة لمحتواها في الاجل القريب.
الكهرباء بدورها إحدى أكبر المشاكل التي تقض ظهور سكان الحديدة، فخدماتها سيئة وفواتيرها مرتفعة وشبكاتها منتهية، ولذا نتمنى في البداية ان يكون الكلام المتداول على السنة السكان بأن دولة رئيس مجلس الوزراء وجه بتخفيض 50 بالمائة من الاستهلاك على الفواتير خلال العام المنصرم، والى جانب امنياتنا ان يكون الخبر صحيحاً، كما نرجو ان تراجع الحكومة التعرفة للتيار الكهربائي، فالمحافظة نارها ملتهب وسكانها ضعفاء لا يقوون على تحمل تلك الفواتير الكبيرة.
الصحة وخدماتها لا تقل أهمية عن الكهرباء والمياه والصرف الصحي، ولهذا فإن الحديدة في حاجة ماسة الى جوار اعادة تأهيل مستشفى العلفي، الاسراع في اقامة مستشفى الحديدة العام.. فالحديدة اصبحت المستشفيات الخاصة فيها اكثر من البقالات، ورغم خدماتها المتدنية مقارنة بأسعارها الخيالية، إلا انها لا تعدوا عن كونها مشرحة لا اقل ولا اكثر.
جامعة الحديدة يقال ان بها كلية للطب، ولا ندري اي كلية هذه التي لا يوجد بها مستشفى جامعي، والغريب اننا سمعنا ان الجامعة تسعى لإقامة قناة فضائية، مع ان الحاجة لإنشاء مستشفى جامعي هو الأفضل.. ولهذا نتمنى ان يتم انشاء هذا المستشفى، لا لشيء إلا لكي يساعد على ان تكون في الحديدة مستشفيات حكومية كثيرة يستطيع ان يلجأ اليها المواطن المسكين.
تراث الحديدة يتهاوى بل وهناك غفلة تامة عنه، ومدينة زبيد تسير بسرعة كبيرة نحو خروجها من لائحة التراث العالمي، ونتمنى ان تكون خطوات الحكومة اكثر سرعة منها، حتى تنتشلها من واقعها المزري، هي وبقية مدن تهامة كالخوخة واللحية والزيدية، وكل القلاع والمدبات... كذلك فإن اراضي حرم مطار الحديدة تنتظر وبفارغ الصبر الايام العشرة التي اعطاها المجلس كمهلة لإفراغها من الاستحداثات التي تمت عليه من قبل النافذين مدنيين وعسكريين.. على ان يتم مد الطريق الواصل بين الطريق البحري الى مدخل مدينة الدريهمي، فمن العيب ان تحرم المنطقة من بضعة كيلو مترات تبقيها كما هي عليه الان خارج زمن التطور .
نتمنى ان تأخذ قرارات مجلس الوزراء مجراها السريع في التنفيذ، وألا تحرم المدن البعيدة عن مركز المحافظة عن الاستفادة من المتطلبات التي سيتم توفيرها.. فالحديدة التي انتظرت طويلا حتى تأتيها جلسة مجلس الوزراء، ليس بوسعها الانتظار مدة اطول لكي يتم تنفيذ تلك المتطلبات.. مع شكرنا وتقديرنا لدولة رئيس مجلس الوزراء الاستاذ محمد سالم باسندوة على زيارته القيمة، ولكن شباب الحديدة المساهم في التغيير كان ينتظر ان يلتقي بهم في قاعة من قاعات المدينة، مع امنياتنا ان تتكرر الزيارة، ليتم لقاؤه بهم.
* أستاذ مساعد بجامعة البيضاء
الحديدة تنتظر التنفيذ
أخبار متعلقة