يغرينى الدكتور عصام العريان بالتعليق على آرائه، خاصة أنه لا يترك مناسبة إلا ويتحدث عنها.
وعلى طريقته احتفل أمس الدكتور عصام بالذكرى الثانية لرحيل مبارك بإطلاق جملة من الآراء التى يبث فيها السم فى العسل بحديثه عن زمن مبارك، وكعادته يستغل مثل هذه المناسبات لـ«التلطيش» فى عبدالناصر، فيعطيك مؤشرا بأن جمال عبدالناصر هو قضيته الأصلية كما هى قضية جماعته فى أى هجوم، وليس مبارك، والمعنى فى ذلك لا يخفى على أحد، فجمال عبدالناصر هو الضمير الحاضر لدى المصريين والعرب وكل شعوب العالم الإسلامى، والعالم الثالث.
تشويهات «العريان» وثأره بدت فى كلامه على صفحته على الـ«فيس بوك» بمناسبة ذكرى تنحى مبارك بقوله: «تخلى الرئيس السابق وريث ناصر والسادات عن منصب رئيس الجمهورية»، وقوله: «مبارك لم يعترف بالشعب أبداً ولم يتملقه كسابقيه».
هكذا يغمز «العريان» بوضعه عبدالناصر والسادات ومبارك فى «سلة» واحدة، وهكذا يعتبر أن علاقة عبدالناصر بشعبه كانت «تملقاً»، وبالمصادفة جاء هذا الرأى المشوه، بعد ساعات قليلة من بث الإعلامية منى الشاذلى فى برنامجها «جملة مفيدة» لفيديو من رحلتها إلى أعالى النيل فى أوغندا وإثيوبيا، عندما زارت إحدى القرى النائية الفقيرة هناك، لتفاجأ فيها بصورة معلقة لجمال عبدالناصر وبجواره أحد الزعماء الأفارقة، وبقدر ما تعد هذه الصورة التى تأتى من خارج الحدود رداً على أكذوبة التملق التى ذكرها «العريان»، فإنها تعكس أيضاً بقاء عبدالناصر ضميراً حيا رغم أنف الإخوان.
لا أحد يدفع يا دكتور عصام لهؤلاء الفقراء أموالاً حتى يحتفظوا بصورة لعبدالناصر رغم رحيله منذ 43 عاماً، كما لا يدفع أحد أموالاً للمتظاهرين الذين حملوا صور عبدالناصر أثناء خروجهم للثورة ضد حكم مبارك، ويواصلون خروجهم الآن ضد حكم الإخوان حاملين الصور نفسها.
المعنى الأصلى فى هجوم «الإخوان» على عبدالناصر، هو أنهم لا يجدون تجربة سياسية تؤرقهم إلا تجربة جمال عبدالناصر، لأنها باقية فى ضمير المصريين وكل شعوب العالم التى تسعى للحرية والاستقلال والكرامة، وما يحدث الآن على الأرض من «الإخوان» يدفع الكل إلى الحنين لهذه التجربة، وترك سلبياتها، والأخذ من إيجابياتها، وأهمها أن قائدها جمال عبدالناصر لم يكن يتملق شعبه أبداً بل كان صادقاً معه، ولهذا سيبقى خالداً كضمير لهذا الشعب، ومؤرقاً ومقلقاً لـ«العريان» وفريقه.
قلق العريان وجماعته من عبدالناصر
أخبار متعلقة