قصر الاتحادية بأسواره وحجارته وساكنه هو الأهم والأولى والأعظم من دم الأبرياء الذي أريق أمامه على أيدي أفراد وزارة الداخلية التابعة للإخوان وبرصاص ميليشيات الظلام.. هذا هو رأى تجار الدين ودعاة الفتنة وسارقي الثورة الذين جأروا بأصواتهم التي تشبه نعيق البوم وبكلماتهم السوداء كالقبور في محاولة لتزييف الرأي العام وتضليله بجرأة ووقاحة لا نظير لها، والافتئات على آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول الكريم في حرمة دم المسلم التي هي أشد عند الله من حرمة الكعبة المشرفة. وقد «كبرت كلمة تخرج من أفواههم، إن يقولون إلا كذباً».
الذين قالوا إن «الرئيس خط أحمر» وبأن لقصر الاتحادية حرمة حتى لو أريقت دماء آلاف الشباب الغاضب والمتظاهر في التحرير وفي محمد محمود وفي بورسعيد والسويس وأمام أسوار الاتحادية جزاؤهم جهنم خالدين فيها وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذابا عظيماً. والإسلام ورسوله أبرياء منهم وما هم إلا مخادعون ومنافقون.
نعم قصر الاتحادية لديهم أهم من الكعبة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بها «ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله من حرمتك ماله ودمه وأن نظن به إلا خيراً) والذي قال عنها أيضاً: «لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون من قتل المسلم».
وروى عنه أيضاً: «والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا»، و«من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة، لقى الله يوم القيامة مكتوبا في جبهته: آيس من رحمة الله».
برر هؤلاء ما هو أعظم الذنوب بعد الشرك بالله وهو قتل مسلم بغير حق وأباحوا لمليشياتهم ووزارة داخليتهم سفك دماء الأبرياء وسحلهم وتعريتهم التي هي حرام كحرمة يوم عرفة إلى يوم القيامة. بل جعلوا من شعارهم «أعدوا» أداة لقتل الشباب الذي لولاه ولولا ثورته العظيمة ما صعد رئيسهم إلى العرش وما خرجوا من السجون وقبضوا على زمام الحكم في مصر. لكن حساب الله سريع ودماء «ورد الجناين» من شباب مصر الأنقياء لن تضيع هدراً، فصبراً جميلاً والله المستعان على ما يقولون ويكذبون.
كاتب مصري
«القصر» أهم وأعظم من دم الأبرياء..!
أخبار متعلقة