أعتقد جازماً بأن رئاسة الغراء 14أكتوبر وهيئة تحريرها، وكذا بقية عمال و موظفي مؤسستها للطباعة و النشر، لم يتمكنوا من مغادرة مبنى الصحيفة ودار النشر الخاص بها، إلا عودة للنوم في منازلهم على مدى أكثر من شهر من الزمان، اعتكافاً فيهما بهدف جعل مناسبة الذكرى 45 لميلاد صحيفتهم ليس تظاهرة إعلامية فحسب، بل و كرنفالاً بهيجاً «حلموا بإقامته ليشاركهم فيه القُراء وزملاء المهنة والمهتمون»، فثابروا بتجرد وترفع عن الماديات وصغائر الاهتمامات الذاتية، تأمهم بكل حب وحنان روح الفريق، تلك التي استطاع أن يخلقها بنفوسهم قائد ذلك الفريق المتميز في نجاحاته، «رئيس التحرير» الأستاذ/احمد محمد علي الحبيشي الذي يعلم كغيره علم اليقين حقيقة مفادها، إن مقومات عدة يجب أن يتوافر عليها حائزو النجاح و التميز الاحترافي والمهني، في أي حقل أو مجال يمارسون فيه مهنهم بما في ذلك المجال السياسي، لعل أول تلك المقومات هي الرغبة إلى حد العشق للمجال، تليها الموهبة في ذات المجال ثم التأهيل العلمي و المهني المناسبان، اللذان يفتحا للعاشق فضاءات لا حدود لها في النجاح، أم اقتران النجاح بالتميز فإنه يشترط عليه امتلاك إرادة و روح كفاحية مثابرة، تطلب النجاح بتميزو لا ترتضى بديلاً عنه.
في الحقيقة إن ما دفعني لكتابة هذه الأسطر هو خوفي من أن يغبن ذلك العمل الرائع، و الجهد المتميز الذي انصب طيلة تلك الفترة المشار إليها آنفاً، لإخراج الصحيفة في يوم ميلادها«الخامس و الأربعين»، على ذلك النحو الذي خرجت به محتشدة بملاحق صادمة فاق ما احتوته من مادة صحفية وإعلامية، المتوقع بل وحتى المتخيل في إطار افتراضي لما سيكون عليه شكل و محتوى هذا «العدد الاحتفالي والخاص»، على سبيل المثال الملحق الذي اشتمل على الصفحات الأولى من الصحيفة، و قوامه أكثر من 36 صفحة شكلت روزنامة تاريخية استحضرت مسيرة التحولات المحورية، أحداث و وقائع تغيب زعامات و ظهور زعامات جديدة حسب تسلسلها الزمني في الحدوث، كما جاء بصدر الصفحة الأولى من الصحيفة في ذات اليوم المشهود، في استعراض مهني و سياسي حصيف دوَن لتاريخ الجنوب المعاصر «منذ يوم صدورها الأول إلى ما قبل قيام الوحدة بيوم»، ومن يوم الوحدة دوَن لتاريخ «الجمهورية الثانية» على امتداد مساحتها الطبيعية إلى يوم 19يناير2013م.
كل ذلك الذي تناولناه كوم وإعادة إصدار العدد الأول من الصحيفة بشحمه و لحمه شكل كوماً آخر، لجهة ما يحمله من دلالات عدة لا تفوت القارئ اللبيب أو المتابع المهتم، وهو ما يؤكد مصداقية تلك الحقيقة السالف ذكرها عن «النجاح المقترن بالتميز»، والذي لا يتم بلوغه دون إجتراح المآثر و انجاز الأعمال الملحمية إيثاراً للرسالة المهنية على نوازع الذات المتطلعة و الغرق في قاع الأنانية الصرفة .
ختاماً :ــ
لكم منا جميعاً رئاسة وهيئة تحرير و عمال وموظفي الصحيفة و دار الطباعة و النشر، ألف ألف تحية إجلال و تقدير على كل ما أنجزتموه من فعل ثقافي / تنويري، وجهد إبداعي مهني متميز مضاف إليه وقوفكم الصارم مع كل ما يخص الشأن العام، من قضايا إشكالية أوصعوبات تعترض المسيرة التنموية لوطننا، كما لا يغيب عن بالنا ذكر دفاعكم عن مصالح أوسع فئات المجتمع معاناة و عسف و حرمان، أما تكاملكم المجتمعي مع منظمات المجتمع المدني، فذلك موال لا بل سيمفونية وضعتم ألحانها بحرفية تنذر مجاراتها في الصحف الرسمية و الأهلية ، حفظكم الله و أنار أبصاركم وبصيرتكم...اللهم آمين
رئـيـس مـنـتـدى عـدن الأهلي/الاجتماعي
حتى لا نبخس الناس أشياءهم
أخبار متعلقة