في هذا الكون كان هناك ولايزال بشر عظماء من نوع خاص في فهمهم وتعاملهم مع القضايا والأمور ذات الارتباط الوثيق بالهموم والمشاكل التي تواجه العناصر التكوينية والتكوينات المجتمعية: الأرض باعتبارها الوطن والبشر التي عليها كمكون اجتماعي وهم عناصر التكوين في مجتمع هذا الوطن الغالي وما بينهما من منظومة علاقات وفي مقدمتها تلك العلاقات الإنسانية الراقية الجميلة المليئة بالحب والإخاء والوفاء وتليها العلاقات المجتمعية الأخرى سياسية واجتماعية.. الخ.
هذه النخبة قليلة ونادرة الوجود كفصيل نخبوي يتميزون بخصوصيات وخصائص في التكوين الشخصي من حيث الوعي الثقافي السياسي والاجتماعي وسعة الصدر ظاهرة فيهم من خلال التعامل العقلي والمنطقي مع الرأي والرأي الآخر وتقبل الآخر كيفما كان وكما هو عليه بعيدا عن الاختلافات والتناقضات والخلاف الذي لا يفسد للود قضية.. ويظل العقل حاضرا ومنفتحا على الآخر يستمع له ويتقبله يحاوره ويناقشه كوسيلة مناسبة وسلمية تبحث عن إيجاد صيغ إيجابية وقواسم مشتركة تقرب ولا تبعد تجمع ولا تفرق للوصول الى ما يمكن ان يحقق توافقا بين الآراء ووجهات النظر.
وفي ظل الأوضاع المعقدة والأزمة السياسية التي تعيشها بلادنا وبوادر الانفراج التي ظهرت مع التوافق والاتفاق بالتوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وما هو ملاحظ من تنفيذ المرحلة الأولى من المبادرة والولوج نحو تنفيذ المرحلة الثانية التي هي المرحلة الأكثر تعقيدا وصعوبة من حيث ما تحتويه من التزامات محورية في طريق الانتقال السلمي والسلس نحو بناء قواعد وأسس اليمن الجديد بتوحيد الجيش وإعادة هيكلته على أسس علمية منهجية تتطلب السمو فوق الصغائر لما فيه المصلحة العليا للوطن ممن سيكونون في دائرة الهيكلة التي هي خطوة في الطريق التصحيح تعيد الأمور والأوضاع الخاصة بالقوات المسلحة الى نصابها الصحيح والقانوني من أجل بناء جيش وطني يمني ولاؤه للوطن والشعب يعيد الاعتبار للثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر الخالدة في وجدان وضمير الشعب وقرارات فخامة الاخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي تأتي في السياق الوطني والضرورة الوطنية لخلق الأجواء والمناخات المناسبة في إطار المؤسسة العسكرية التي شهدت الكثير من الاختلالات والقصور في الجوانب البنيوية الهيكلية والتابعية والولاء الشخصي الضيق، وما هي الخطوات الفعلية والجادة لاستعادة الهوية والولاء الوطني للجيش بقرارات فخامة الأخ رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن بشأن إعادة الهيكلة وهي قرارات شجاعة تخرج جيشنا الوطني من النفق المظلم الذي ظل فيه يعيش حالة من الاغتراب وبعيدا عن الولاء الوطني حيث كان منقسما على نفسه خاضعا لولاءات شخصية وجهوية قبلية ضيقة واليوم يعود الى الحاضرة الوطنية ثقافيا وولاء والتزاما وانضباطا عسكريا إداريا لوحدة القيادة في أداء المهام والواجبات الدستورية والقانونية المناطة بالجيش الوطني اليمني في الحماية والدفاع عن أمن وسلامة الأراضي اليمنية على امتداد ساحة الوطن الكبير والحفاظ على الوحدة الوطنية وسلمها الاجتماعي.
وبهذه القرارات يستعيد الجيش الوطني اليمني وحدته وقوته وعزته ومكانته وتأتي في سياق التوجه العام للقيادة السياسة ممثلة بفخامة الاخ رئيس الجمهورية لتهيئة الظروف الآمنة والمستقرة لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل الوسيلة والخيار السلمي الهام لوضع القواعد الأساسية لبناء الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون في يمن حر ديمقراطي مدني حضاري حديث وفقا للمبادرة الخليجية التي تمثل خارطة الطريق لإخراج اليمن من الأزمة والوصول الى بر الأمان بسلام، وهناك الكثير من الجهود المبذولة من قبل فخامة الأخ رئيس الجمهورية من خلال رعايته واهتمامه بالإعداد والتحضير لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومتابعاته الدؤوبة للجنة الفنية أولا بأول لمعرفة النتائج المحققة وما تم الوصول إليه، والمؤشرات الأولية طيبة وتلوح في الأفق بوادر صحية وتفاعلات إيجابية مؤكدا بما لا يدع مجالا للشك صواب النهج ومنهجية العمل التوافقي والإجماع على الخطوط الرئيسية لموضوعات الحوار المفتوحة أمام الجميع لوضع الرؤى والمناقشات المفتوحة والاستعداد التام وبصدور واسعة للاستماع والقبول بالآخر، وكم هو جميل ان نرى عقلاء اليمن حاضرين في هذا المحفل الوطني الواسع والنخب السياسية المثقفة المحصنة سياسيا وثقافيا وتعمل بجهد وطني مشترك لما فيه الحفاظ على المصلحة الوطنية العليا للوطن والمواطن وتجنيب البلاد والعباد المخاطر المحدقة والخروج بحزمة من الحلول والمعالجات التي ستنتج الحلحلة المناسبة. كما ينبغي لها ان تكون للوصول الى بر الأمان.
ومع كل هذه الجهود وما يتطلع إليه أبناء الشعب يظهر هناك من يعكر صفو الحياة بأعمال إرهابية إجرامية مدانة تستهدف خيرة أبناء الوطن وتدمير المنشآت ومحطات توليد الكهرباء وأبراج نقل الطاقة وأنابيب النفط والغاز.. الخ. وكلها محاولات بائسة ولن يكتب لها النجاح بل ستتحطم على صخرة القوات المسلحة والأمن وذلك الاصطفاف الشعبي الوطني الواسع الذي أعلن بكل صراحة ووضوح تأييده الواسع للقيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وحشد الهمم وتشكيل ملحمة البطولة والفداء انتصارا للإرادة السياسية والشعبية في مواجهة كل أعمال الفساد والإرهاب والأعمال الانتهازية الفوضوية التخريبية الساعية الى عرقلة وتعطيل السير الحثيث نحو تحقيق الوصول الى غايات وأهداف الثورة الشبابية الشعبية للتغيير السلمي في الحرية والعدالة والمساواة الاجتماعية في يمن حر ديمقراطي مدني حضاري حديث وسينتصر اليمن أرضا وشعبا وستفشل كل المحاولات البائسة والمؤامرات لقوى التخلف والظلام الانتهازية وان غدا لناظره قريب.. وتغمد الله الشهداء الأبطال بواسع رحمته وادخلهم فسيح جناته وألهم ذويهم الصبر والسلوان.
الأمل بالعقلاء انتصاراً للشهداء
أخبار متعلقة