هي لا تشبه القيادات التقليدية ، عرفتها عن كثب ، شديدة التأثر امام القضايا الانسانية ، ربما تدهشك باهتمامها بتفاصيل شخصية عادية جدا ، او شخص معاق كبير في السن يحمل من ذكريات العمر مواقف تعبق بتقاليد الماضي ، ترى في اختلاف المواقف السياسية رحمة في إطار ما هو إنساني ووطني وعقلاني ، تفيض شبابا وحيوية ومرحاً ، كثيرة هي الادوار الدرامية التي عاشتها ، رافقت في مسيرتها السياسية قادة اليمن شمالا وجنوبا ، وكلما كانت اكثر قربا من الحاكم كانت اكثر خدمة للمكلومين والثكالى في الطرف المعارض، تمد يدها بشجاعة وانسانية لزرع ابتسامة او مسح دمعة، لا ابالغ حين وصفتها بالام تريزا ، روت لي مرة احدى الحالات التي استبد فيها القلق وبلغ حد اليأس ، لتغادر الى الحديدة لمقابلة زعيم جنوبي تستوضح منه اسباب مغادرته البلد ، تستشعر القلق والازمة وتبادر لوضع الحلول وتواجه وتتصل وتنسق وهي في حالة من التفكير المتصل حتى تنفرج او تصل الى رؤية موضوعية ، اكثر مايقلقها الضبابية وعدم وضوح الرؤية، ترى في المناصب مناسبات حقيقية للتواصل وخدمة الناس بمن فيهم الغرماء . رغم مرافقتها لمواكب الزعماء لا تملك منزلا شخصيا لها ولا رصيد في البنك ، باعت بقعة ارض لها لعلاج والدتها . إنها فائقة السيد التي تتلمذت على يد الفقيد عبدالله عبدالرزاق باذيب، ومن خلاله عرفت جمال بساطة الكادحين والفقراء وتغنت بأحترام الجماهير واحترام شجونها وتطلعاتها.
حين تذكر في مجلس ما عدني او صنعاني سرعان ما يؤكد الحضور على مواقفها النبيلة في طرح قضية ما يظن الرهط انها مسكوت عنها سياسيا ، قوية رغم ما تملكه من دعة عاشت اكثر من 20 عاماً في مجتمع صنعاء المحافظ تناقش رجال القبائل الاجلاف وتفرض عليهم احترامها ، اكثر ما وصفت به انها (امرأة بعشرة رجال ) ، لا افشي سرا لو قلت انها تتابع للافراج عن عدد من السجناء المنتسبين الى الحراك الجنوبي وغيرهم ، حينما وقفت ضد احدى الشخصيات القيادية في محافظة عدن وقفت لوحدها بشجاعة نادرة ، تكره (الغمغمة) السياسية والضحك على ذقون الناس خاصة فيما يخص حق الناس في انتخاب من يحكمهم . كشخصية اجتماعية وسياسية لها في كل مديرية وعزلة دار ومرحبون، ولها خارج الوطن قصور ترحب بها من الهند حتى مصر ، لهذا هي لا تملك منزلا كما اسلفت ولا يفصلها عن الناس جدار نفسي او مادي ، عاشت للناس ودخلت قلوبهم قبل منازلهم ، لهذا حين صدر القرار الخاص بتعيينها مستشارا في رئاسة الجمهورية لشؤون المرأة ، في إعتقادي إن القرار قاصر بعض الشيء إذ انه من الاجدر إن يكون لشؤون الاسرة وهذا ليس تقليلا من المرأة او من القرار بل لان المعينة بموجب هذا القرار معنية بطبعها وبأخلاقها بكل فرد في المجتمع لها مواقف لا تحصى مع ابناء واسر السياسيين الذين صاروا ضحايا تقلبات الطقس السياسي ذكورا واناثاً شبابا وشيبا ، تجد نفسها في هذه الاجواء تتبناهم نساء ورجالا دون منة او كلل ، وحين يتطلب الموقف السياسي منها انحيازا لاحد الفرقاء تعيش في اتعس اوقاتها ذلك انها تعرف من السياسة شقها الانساني الاجتماعي والحقوقي ذلك انها أمراة وطنها الناس.
امرأة وطنها الناس
أخبار متعلقة