- الشيخ حميد الأحمر أمين عام اللجنة التحضيرية للحوار الوطني يقول في إحدى مراسلاته للواء علي محسن صالح قائد الفرقة الأولى مدرع إن الشراكة في (( بناء الدولة المدنية الحديثة )) دفعت الأمانة العامة للجنة للوقوف بإجلال أمام مواقفكم الوطنية تجاه الثوار وصدقكم في ((بناء الدولة اليمنية الحديثة)).. وبعد مزيد من الاطراء ابلغ الشيخ حميد قائد الفرقة أن الأمانة العامة للجنة التحضيرية أبلغت رئيس الوزراء بصرف مبلغ رسمي شهريا لمواجهة مرتبات جنود حماية الحرم الجامعي حتى يتم تثبيتهم رسميا، وتحويل مرتبات الجنود المنضمين إلى الفرقة من وحدات أخرى إلى حساب الفرقة إلى حين يتم الانتهاء من تجميعهم في لواء مستقل، وأن تقوم الحكومة بدفع المبالغ المالية التي اقترضها علي محسن لمواجهة الاحتياجات التي واجهته طيلة شهور الثورة. وطلب الشيخ من اللواء كشفا بأسماء من يريد تعيينهم على مستوى نائب وزير ووكيل و مستشار وعدد من السفراء بحسب نسبة شركاء المشترك .
ومن جانبه فإن قائد الفرقة الأولى مدرع - حسب مراسلات أخرى تسربت صور منها- يوجه وزراء المشترك في حكومة الوفاق الوطني بتعيين مدراء عموم مديريات ومكاتب وزارات بناء على ترشيح منه.. وهناك وثائق أخرى تضمنت توجيهات لا تقل سوءا، وهو إقصاء الشركاء. وكله باسم بناء الدولة المدنية الحديثة.. ومعروف أن الدولة المدنية تحكمها مؤسسات لا أشخاص حتى لو كانوا ذوي مناصب تنفيذية عليا، فما بالك عندما يكون هؤلاء الأشخاص ليسوا ذوي اختصاص ولا مسؤولين في الحكومة ومع ذلك يمارسون وصاية على الحكومة من خارجها ويضعون أنفسهم مصدر التوجيهات للحكومة بحكم نفوذهم القبلي والعسكري؟.
يقال إننا في زمن ثورة وتغيير.. بينما اعتق التقاليد والممارسات المتخلفة صارت تتجذر بفضل هذه الثورة وهذا التغيير.. أي ثورة وأي تغيير.. لا معنى للتغيير إن لم يحل الجديد محل القديم. لقد كانوا يتحدثون كثيرا وبمرارة الدور الطاغي للأفراد وعن عدم إعمال مبدأ سيادة القانون وعن الفشل في بناء دولة المؤسسات.. وها هم يفشلون في أول تجربة اتيح لهم فيها أن يكونوا بناة دولة.. إنهم لا يريدون دولة ناهيك عن دولة مدنية حديثة. كل ما سعوا إليه إزاحة منافسيهم ليس أكثر.. ولا يزالون يشغبون في موضوع بقايا النظام وقد ولى من كانوا يسمونه النظام وبقوا هم يمثلون النظام السابق.. فمن هم بقايا النظام إن لم يكونوا هؤلاء بشحمهم ولحمهم؟
ولا نلوم هؤلاء لأن ذلك هو دأبهم دائما ولا يمكن أن يتغيروا.. ولا يتنازلوا عن ارثهم بوصفهم صناع الرؤساء والحكومات.. ولكن اللوم على رئيس الوزراء والوزراء في حكومة الوفاق الوطني الذين لا يمكن أن يعدوا رجال دولة اذا هم قبلوا بوصاية المشايخ وكبار العسكر.
الأوصياء على حكومة الوفاق
أخبار متعلقة