لا نريد أن يظن البعض أننا ضد المحافظ وحيد رشيد، لأن بعض الظن إثم.. والإثم يعود لصاحبه بالطبع.. وكل نفس بما كسبت، إما لها أو عليها.. وهكذا نحن عندما نتحدث أو ننتقد إنما لإصلاح خلل أو عطب وتقويم إعوجاج. والأمر شورى، وإن لم يكن كذلك فإننا نسقط قاعدة إسلامية : (وشاورهم في الأمر) ثم (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)..
ولأن الكمال لله وحده سبحانه وتعالى.. فإن البشر خطاؤون.. (وخير الخطائين التوابون)، ومن تاب عن ذنب فلا ذنب له.. وسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون.. وأصفح عنهم لأن الصفح تسامح، والتسامح من شيم المؤمنين الأتقياء والأنقياء فإن اخترت فاختر الله وأن استعنت فاستعن بالله، وشاور من حولك بعد الله سبحانه وتعالى.. وقدر البشر ومصالحهم ولا تضاعف مصاعبهم لتصبح عبئاً عليهم وعليك، لأنك في سدة الأمر ومحاسب أنت عند الله، وعند البشر من حولك وخلفك ومن جنبك وأمامك.
هنا عندما نسترسل في النقد لما حصل لتربية عدن، إنما ذلك من باب ما أسلفنا فالزبد يذهب جفاء.. والإصلاح، بعد الثورة، لا يكون إلا لصالح الناس جميعاً، ومن غير المنصف أن ينفرد المرء برأيه حتى ولو كان سديداً، فالمهم أن يرتقي لمصاف العقلاء الذين قالوا: قوموني، ولو رأيتموني غير صالح فلا تبخلوا علي بالمجاهرة ومواجهة الأخطاء، أو فلتعزلوني لو كنت لا أصلح لقيادتكم، هكذا تعلمنا، وهكذا هي إرادة الله للناس (وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).. وقد قال أحمد شوقي الأمير المتفرد:#3
(رأي الجماعة لا تشقى البلاد به .. رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها)
ونحن.. والله يشهد، إننا محبون لمحافظنا، لكننا لا نريده أن يقع في الخطأ، حتى ولو كانت نيته طيبة، وهي كذلك فعلاً.. وإن كنا قد أخطأنا في القول فإننا نعتذر له مرة أخرى، وألف مرة، لكننا نريده أن يستمع للعقلاء، وقد أكبرنا فعله وهو يحمل أداة النظافة كنموذج لأبناء عدن ليقتدوا به، ثم أنه صنع مع اللجنة العسكرية لوحة جميلة، ما كانت لترى النور لولا تكاتف الطيبين كلهم في إعادة فتح الشارع الرئيسي (مدرم) وتفهم مشكلات الشباب وخاصة أولئك الذين قتلتهم آلة الموت ظلماً وعدواناً.. ولكننا نضيف إلى ذلك إسناد المهام الخاصة بالبيئة وشرطتها إلى الشباب العاطل عن العمل، ليعتاشوا ثم ليلعبوا الدور المطلوب منهم بعد مرحلة المماحكات والحرب والدمار ثم الثورة التي كيفما كانت، لابد لها من أن تنتصر على كل قديم بال وظلامي..الخ.
وأخيراً وهو لب الموضوع وعلى عجالة.. نتمنى على المحافظ، وعلى هيئته الاستشارية المشكلة مؤخراً.. إعادة النظر في وضع تربية عدن من منظور علمي أخلاقي مهني وبالمفاضلة التي هي أساس مطلبنا من الثورة التي قضت على الماضي البليد.. نقول ليس عيباً أن يتراجع المحافظ عن تكليف أصدره، بل العيب التمادي في عدم الاستماع للعقلاء، (وأصلحوا ذات البين) بالعدل والإنصاف، حتى لا تضيع التربية، ويكفي الفترة التي مرت وظهرت فيها أمور لا يقبلها حتى رجل الشارع، فما بالنا بالتربويين العظام!
المقترح عملي وسليم، وهو متمثل باختيار أحد التالين - وهم من الكفاءات المعتد بها - ليكون مديراً للتربية بعدن، وهم: حسين عبدالله بافخسوس، عبدالمجيد عراسي، فيصل عبده علي، مايسة محمود عشيش، حسن محمود عبدالرزاق، عوض نبهان، سالم مغلس، عثمان كاكو..#3
واعتقد شخصياً وبعيداً عن التسلسل في السياق أن هؤلاء من الكفاءات التي تحتم على القيادة في المحافظة.. والمجلس الاستشاري في المقدمة، والمجلس المحلي أولاً، أن يعوا ما يدور، وأن رفض التغيير نحو الأفضل والأحسن والأجود يعني فشل الإجماع، وذهاب رأي الاجتماع الشوروي.. ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه، والمثل يقول (من ضحك لك.. بايضحك عليك).. والله من وراء القصد..وهو المستعان.
حتى لا نفقد الزمام
أخبار متعلقة