رغم مساحات الحزن الطاغية على حياتنا مما يعم من أحداث مؤلمة تحاول اختزال كل ما هو جميل ومفرح في جحيمها.. الا اننا مازلنا نحتفظ في صدورنا بهذا الجمال.. ونصنع دوائر البهجة في أعماقنا.. ذلك الشعور هو ما تبقى.. ولن تستطيع أي قوة انتزاعه منا.
وحتى يظل متقدا فينا فأرجو من كل ذي قلب أن يفهم كليماتي ان وجدت تجاوبا مع مفاهيمه فلا يسهم او حتى يساعد في الاسهام في تشويه صورة عدن الجميلة.. هذه المدينة الحنونة اللامة لنا جميعا في حضنها على اختلاف المشارب والمنابع والجذور.
هذه الزفات العرائسية التي تعقب انتهاء حفلات الزواج لماذا دخل فيها عنصر السلاح واطلاق النار.. حتى وصل الأمر إلى حصد عدد من الأرواح.. وفجأة تنقلب إلى مآتم بل وعناوين وروزنامات للموت.. فأي فرحة لأهل العرس والعريسين إذا ختم الحفل بقتل من أحبوهم.. يا للكارثة ! .
واطلاق النار في الاعراس ظاهرة غريبة.. وغريبة جدا تتنافى وحضارة عدن العاتية والرائعة.. نقيم زفات وندور حول ضريح العيدروس رحمه الله تيمنا به.. ولكن دون أي ضرر أو ضرار.
ولكن وآه من (لكن) تغير الوضع فبعض الناس رؤيتهم للحياة- وهم دخيلون على عدن - ان اطلاق أكبر قدر من الاعيرة النارية والألعاب النارية يعتبر شيمة جميلة ترفع من قدره عند الآخرين. وربما هذا هو الشعور بالنقص والدونية بعينه أمام شموخ عدن وإنسانها الرافض لكل سلوك يتنافى وطابعها الحضاري.
الحادثة الأخيرة التي مازالت التحقيقات تجري فيها حول مقتل بعض ممن كانوا في زفة عرائسية امام محطة العاقل بخور مكسر خير دليل على مأساوية الوضع الذي وصلنا إليه.
المدينة مليئة بالنقاط العسكرية المتأهبة وهم من ابنائنا ايضا، ولم يأت بهم النظام من اسرائيل.. كذلك لا تخلو المدينة من المندسين ومثيري الشغب الذين يندسون بين سيارات الزفة ويطلقون النار احيانا على العسكر ما أدى الى ردة فعل تعني اضرب على أي هدف او أي بشر من قبلهم حتى لو كان العريس ذاته.
فالمثل يقول “اذا المتحدث مجنون، وجب على المستمع ان يكون عاقلا”.
في ظل هذه الظروف المستطيرة آمل من الاهالي ان يفرحوا باولادهم ويقيموا اعراسهم وبدون اطلاق اعيرة نارية.. ارجوكم ولو أدى الامر الى الغاء هذه الزفات التي تعم الشوارع وتعرض الناس المارة لخطورة الرصاص المرتد.. فالرجولة لا تعني التباهي بهذه الظاهرة الخطيرة .. بل الرجولة تكمن في السلوك الحكيم وتقدير العواقب.. وحتى لا يخدشوا حياء مدينتنا الجميلة.
زفات عرائسية تقتل البهجة
أخبار متعلقة