تعد نقاط مبادرة اللجنة الوطنية الرئاسية التي أقرها اللقاء الوطني الموسع بالإجماع تحريكاً للأزمة التي تشهدها البلاد لحلحلتها وانفراجها حيث ان هذه المبادرة تضمنت العديد من النقاط الهامة التي تدعو إلى بسط سيادة الدولة وفرض هيبتها على كل التراب اليمني وتشكيل حكومة وحدة وطنية من جميع الأطياف على أساس الكفاءات والشراكة والنزاهة واختيار وتعيين الوزراء في الوزارات السيادية من قبل الأخ الرئيس على وجه التحديد. كما يتضمن برنامج الحكومة الجديدة إعادة النظر في السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية وتنفيذ حزمة من الإصلاحات العملية واتخاذ قرارات مزمنة لمعالجة آثار رفع الدعم عن المشتقات النفطية وتحسين التحصيل الضريبي والجمركي وإنهاء الازدواج الوظيفي والقضاء على كل مظاهر الفساد والعبث بالمال العام كما يتضمن رفع الحد الأدنى للأجور والتزام المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة بتبني سياسة إعلامية وخطاب إعلامي بناء وايجابي وداعم للعملية السياسية بشكل عام وعدم تبني ما يدعو إلى الصراعات المذهبية والطائفية والمناطقية أو التحريض على الكراهية والعنف كما تؤكد هذه المبادرة على التزام جميع المكونات والفعاليات السياسية بنبذ العنف والتطرف والأعمال المخلة بأمن واستقرار البلاد وبفض الاعتصامات واستكمال بسط وسيطرة الدولة على محافظة عمران ووقف المواجهات المسلحة في محافظة الجوف وغيرها من المحافظات.كما يدعو اللقاء الوطني الموسع الحوثيين للمشاركة في هذا الحل الوطني تجسيداً للشراكة الوطنية وحفاظاً على أمن واستقرار ووحدة الوطن من خلال تنفيذ ما عليهم من التزامات في هذا الاتفاق تفادياً لانزلاق البلاد ودخولها في حرب اهلية لا تبقي ولا تذر لا سمح الله وفضح وتعرية من يقفون في طريق إتمام التسوية السياسية والانتقال السلمي في البلاد وإظهار من هو مع الإجماع والاصطفاف الوطني ومن شذ وشق الصف وعصا الجماعة. فاحتواء الأزمة وتداعياتها على هذا النحو ـــ أعني الحوار الوطني والخروج بهذه النقاط ـــ يُعد بحد ذاته إنجازاً وطنياً هائلاً يلبي طموحات وآمال الشعب في تهدئة النفوس واستقرار الأوضاع، وبهذا يظهر لنا جلياً مدى الإيمان والحكمة المتجسدة في هذا الشعب مصداقاً لقول الذي لا ينطق عن الهوى (الايمان يمان والحكمة يمانية) وذلك لقدرته ومرونته على حل اصعب القضايا في أحلك الظروف والتحديات المعقدة بإيجاد الحلول المناسبة والمرضية للجميع، ومن هنا أيضاً تتجلى هذه الحكمة بادية للعيان في شخصية قائد هذا الشعب الأخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هاي بحنكته وثباته ورسوخه وخبرته السياسية الطويلة وصبره وحلمه الدائم ونظرته الثاقبة والفاحصة لمواجهة التحديات في مثل هذه الظروف الحرجة والصعبة والمنعطفات الخطيرة والمتشعبة وبذلك يضيف إلى رصيده هذا الإنجاز الوطني بالخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر لإنقاذ هذا الوطن من كارثة محققة كانت كقنبلة موقوتة تنتظر من ينتزع فتيلها قبل انفجارها.لابد أن هذا الشعب سيفخر بمثل هؤلاء الرجال الذين قل أن تجد مثلهم في هذا الزمن وهم يضعون بصمات مضيئة لهم في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر لحبهم لوطنهم وشعبهم وإخلاصهم وتفانيهم .. فما على المخالفين والرافضين أو المعرقلين لهذه المبادرة الوطنية التي أجمع عليها الجميع والكثير من السياسيين في الداخل والخارج وسارعوا إلى تأييدها ومباركتها للخروج من هذه الأزمة والسير بالوطن إلى بر الأمان .. فما عليهم إلا التفاعل والقبول بما خلصت إليه هذه المبادرة من بنود ونقاط صائبة وموفقة من هذا الاجماع الوطني لإنهاء التوتر الحاصل اليوم في البلاد.فهل سيستجيب لهذا الإجماع الوطني العاقلون المحبون لوطنهم وينخرطون فيه ويشاركون في رسم الخريطة المستقبلية لليمن؟أم سيستمرون في عنادهم ومكابرتهم ومقاومتهم للدولة والحكومة يغردون خارج هذا السرب رافعين شعارات بمطالب مخالفة للإجماع تتنافى مع المصلحة العليا للوطن ولا تخدم إلا فئة او طائفة أو قبيلة او جهة أو حزباً بعينه دون الغير.
|
مقالات
نعم (للمبادرة) لا للمكابرة
أخبار متعلقة