عشرات الضحايا بقصف حكومي لمستشفى ومدرسة بالعراق
بغداد/متابعات:سقط نحو خمسين شخصا بين قتيل وجريح في قصف للطيران الحكومي العراقي استهدف مستشفى ومدرسة يقطنها نازحون في مدينة الحويجة جنوب غرب كركوك، بينما سيطرت قوات البشمركة الكردية على جبل قرب الموصل بعد معارك مع عناصر تنظيم الدولة الإسلامية.ففي الحويجة الواقعة شمال بغداد، أوضحت الأنباء أن قصفا للطيران الحكومي استهدف مستشفى المدينة، مما أسفر عن مقتل سبعة من النساء والأطفال وإصابة عشرين آخرين، وأشارت المصادر إلى أن القصف استهدف قسم الولادات، وأن من بين القتلى أطفالا خدجا وامرأة حاملا.وأشارت صفحة الثورة العراقية الكبرى إلى سقوط قتلى وجرحى -أغلبهم من النساء والأطفال- جراء سقوط برميل متفجر على مستشفى الحويجة.كما استهدف القصف الجوي الحكومي مدرسة تأوي نازحين في ناحية العباسي، مما أوقع سبعة قتلى و11 جريحا بين النازحين، وشمل القصف أيضا منزل أحد السكان في قرية تل علي، مما تسبب في مقتل ثلاثة من أبنائه.من جانبه، قال مركز إعلام الربيع العراقي إن الطيران الحربي العراقي قصف السوق الشعبي في قضاء رواه القديمة بمحافظة الأنبار غرب العراق، دون ذكر تفاصيل عن عدد الضحايا.في غضون ذلك، قالت مصادر بقوات البشمركة الكردية إن 28 من عناصر تنظيم الدولة إضافة إلى سبعة من قوات البشمركة قتلوا في مواجهات مسلحة جرت في جبل زردك المطل على ناحية بعشيقة الواقعة شمال شرق محافظة نينوى.في هذه الأثناء، قالت مصادر بقوات البشمركة الكردية إنها سيطرت أمس على جبل زردك المطل على ناحية بعشيقة الواقعة شمال شرق الموصل بعد معارك عنيفة مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، مما أسفر عن مقتل 28 من أفراد تنظيم الدولة وسبعة من عناصر البشمركة.وأشارت المصادر إلى أن مسلحي تنظيم الدولة انسحبوا عقب هذه المعركة باتجاه ناحية بعشيقة، وتمكنوا من إخلاء العدد الأكبر من قتلاهم قبل انسحابهم، بينما بقيت جثث أخرى ملقاة على أرض المعركة.وكانت قوة من البشمركة مدججة بالآليات الثقيلة تقدمت صباح أمس وبغطاء جوي من مقاتلات أميركية للسيطرة على جبل زردك وناحية بعشيقة التي تسعى القوات الكردية للسيطرة عليها بعدما تمكن تنظيم الدولة الإسلامية من إحكام سيطرته عليها قبل أكثر من شهر.وفي التطورات الميدانية الأخرى، أفاد ناشطون بسيطرة مسلحين على ناحية ينكجة بقضاء الطوز، إثر اشتباكات أوقعت عشرات القتلى والجرحى بصفوف القوات العراقية.كما سيطر المسلحون على القرى المحيطة ببلدة آمرلي وسليمان بيك بمحافظة صلاح الدين، وفق ما أفاد به موقع العراق نيوز. في حين تحدث المجلس العسكري عن إسقاط طائرة مسيرة في منطقة العجيلة التابعة لناحية يثرب بالمحافظة نفسها.وكان الجيش العراقي مدعوما بقوات البشمركة والمليشيات كسر مؤخرا حصارا لمدة شهرين فرضه المسلحون على بلدة آمرلي التركمانية شمال بغداد، كما استعادت القوات العراقية والكردية في الأسابيع الأخيرة سلسلة من البلدات الشمالية من تنظيم الدولة.سياسياً أعلن ائتلاف الوطنية الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي أنه تم اختيار الأخير رسميا لمنصب نائب رئيس الجمهورية لشؤون المصالحة الوطنية، وهو أول منصب يتسلمه علاوي بعد 8 سنوات من حكم رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي.وقالت “انتصار علاوي” المتحدثة باسم الائتلاف إن “وفد ائتلاف الوطنية حسم بمفاوضاته مع التحالف الوطني الشيعي (أكبر كتلة في البرلمان)، منصب نائب رئيس الجمهورية لشؤون المصالحة الوطنية للدكتور اياد علاوي”.وأضافت أن “إياد علاوي شدد على حصوله على منصب يمكنه من القيام بإعادة تنظيم مشروع المصالحة الوطنية في العراق مجددا لإنقاذ البلد من الفوضى التي تمر بها نتيجة للسياسات الخاطئة لنوري المالكي”.وأشارت “علاوي” إلى أن “باقي مناصب الائتلاف في التشكيلة الوزارية لم تحسم بعد، ولم نسلم لغاية الآن أي قائمة تضم مرشحين لرئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي”.وكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم، كلف العبادي، في 11 من الشهر الماضي، بتشكيل الحكومة رسميا، وبحسب الدستور العراقي، فإن العبادي مطالب بتشكيل الحكومة في غضون 30 يوما من تاريخ التكليف.ويتوقع محللون سياسيون أن تكون مهمة العبادي في تشكيل الحكومة “أصعب وأكثر تعقيدا” من سلفه نوري المالكي الذي قاد الحكومة العراقية على مدى 8 أعوام، واتسمت فترة حكمه بسلسلة من الأحداث التي جعلت منه شخصية معزولة داخليا من الكتل السياسية.وقدمت الكتل السنية قائمة مطالب الى التحالف الوطني، واعتبرت مشاركتها في الحكومة “مرهونة بتلبية المطالب والتعهد بتنفيذها” على مراحل، وأبرزها تلبية المطالب السابقة للمحافظات السنية شمالي وغربي العراق وهي: إطلاق سراح المعتقلين، وإيقاف القصف على المدن، وسحب الجيش من المدن ومنح الحقوق للمحافظات السنية وفقا للدستور.وبينما طالب “التحالف الوطني” بحقيبة الدفاع والخارجية إلى جانب منصبي نائبي رئيسا مجلس البرلمان والوزراء، أعلنت القوى السنية تمسكها بحقيبة أمنية كالدفاع أو الداخلية إلى جانب وزارات سيادية.وبدأ العبادي مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة مع الأطراف الرئيسية السياسية في العراق، وأبرزها القوى السياسية السنية والكردية وسط اضطراب أمني واسع تشهده العديد من المحافظات العراقية.