بادئ ذي بدء يجب التنويه الى أن هناك فرقاً بين مسمى الحكومة ومسمى الدولة ، فالدولة هي البلد والقُطُرْ الذي تنتمي اليه ، وتحمل هويته وتاريخه وهو ثابت لايتغير مسماه ولا مكانه، والدولة أو البلد يجب أن يكون لها مكان خاص مقدس في نفس كل من ينتمي اليها، فحب الوطن من الإيمان ، والمكانة هنا ليست لها علاقة بمن يحكمه فالحاكم هنا مؤقت والبلد باق للأبد ، وحتى من لم يكن في الأصل منها وهو فقط حاصل على جنسيتها وهويتها يفترض منه أن يعطيها حباً ورعاية مثلما أعطته هويتها .أما مصطلح الحكومة فهو يمثل السلطة التنفيذية ، من الوزراء والمسؤولين والذين يخططون ويرسمون سياسة البلد ومستقبل البلد والشعب ، شباب اليوم وجيل الغد ، وهم أنفسهم يكونون سبب تعاستنا وسعادتنا وتلك حقيقة .والحقيقة التي لامناص منها أنه ما من حكومة في الكون وفي أي بلد الا ولها سلبياتها وإيجابياتها ولاتوجد حكومة ولن نجد حكومة كاملة الأوصاف الا عند ابن خلدون وهنا نكون قد ولجنا الى زمن ليس زمننا وعصر ليس بعصرنا، والأماني والخيال شيء والواقع والحقيقة شيء آخر .والشيء الثابت أن المواطن لة مطالب مشروعة يريدها أن تكون ملموسة ومحسوسة ويشعر بها ويعايشها في بلده وأولها وأهمها الأمن والاستقرار ، ومن ثم يتبع ذلك أمور حياتية شتى، فالأمن والأستقرار مطلبان مرتبطان ببعضهما البعض، حيث لا استقرار بدون أمن ، ولا أمن بدون استقرار، وهنا أعني بالأستقرار بالمصطلح السياسي ، كأحزاب وهيئات ومؤسسات مجتمع مدني ، واذا وجِد كل ذلك يبدأ المواطن في عرض مطالبه من الحكومة ، والتي من المفترض أنها تمثل مصالحه وأحلامه في وطنة، من كهرباء وماء ومواصلات ومراكز علم وتطبيب وعمل ، وخدمات أخرى.هنا يكون المواطن أمام خيارين، أما أن يكون مستقراً نفسياً وراضياً عن الحكومة حيث يجد كل مطالبة بيسر ، سهولة ويلمس العدل والمساواة فيأمن على مستقبلة ومستقبل أطفاله، فنجده في هذه الحال مواطناً صالحاً حريصاً على أمن وأمان البلد، فهو هنا يتفاعل ويتعاون مع الحكومة وقوانينها ومؤسساتها بشكل ايجابي . أو أنه يعاني فيتذمر ويغضب ويعارض ويتمرد ، بل ويصل في أحايين كثيرة الى أن يكون مخرباً ومجرماً ، حيث لايرى ولايلمس الأمن والأمان وتحقيق وتوفر مطالبه وحقوقه كمواطن، فيعاني من ضنك الحياة ومشقتها ، وخصوصاً اذا ماصار تغييراً على مستوى السياسة ونظام الحكم ، فتحصل هنا المقارنة بين الماضي والحاضر، وفي هذه الحال ينعدم الاستقرار في البلد ، ويكره الناس الوضع، وتزيد معاناتهم في أبسط الأمور ، فتجد الحكومة صعوبة في اقناع الناس والمواطنين في التعامل والتعاطي والتعاون معها ، حيث تنعدم الثقة ، مما يصعب على المسؤولين أحياؤها في أنفسهم ، كل ذلك مصدره عدم وجود أمن وأمان واستقرار وعدالة ومساواه ، كل ذلك نتيجة تحكم متنفذين باسم الدين والقبيلة ، كل ذلك بسبب وجود فئات من المتنفذين والمسؤولين ينظرون الى البلد وكأنها مزرعة من مزارعهم والشعب يعمل لديهم كعبيد لايحق لهم أن يتكلموا أو يعترضوا، ينتج من كل ذلك انعدام المساواة وتفشي الفساد وانعدام سلطة القانون على الجميع ، هنا يسيطر عامل عدم التعاون مع الحكومة على عقلية الكثير من المواطنين ، لن تستطيع الحكومة التخلص منها الا بالتعامل مع الجميع بشكل متساو ، حيث لا كبير ولا صغير أمام القانون ، هنا لن يستطيع من يرى نفسه أنه شيخ قبيلة وصاحب جاه أن له سلطة على الحكومة وقوانينها ، لكن ان استمرت الحكومة تكيل بمكيالين مع المواطنين فلن ترى تعاوناً من الشعب ، وسيستمر المواطنون في خلق المشاكل والقلاقل والتي تنعكس سلباً على استقرار وأمن البلد بل ووحدة كيانة ومن هنا تبرز معاداة الحكومة فاذا عُرِفُ السبب بطل العجب.
|
آراء
لماذا تغييرالحكومة .. !؟
أخبار متعلقة