عندما تقف حائرا وأنت تتابع المشهد الذي يدور حولك وتتساءل وتفكر وعندما تستنتج الكارثة الحقيقية التي ابتلي بها وطننا العليل و يتكالب عليه الشياطين من كل حدب وصوب يمارسون مؤامراتهم بأقذر الوسائل ويبررون ذلك بأن هذه سياسة في هذا البلد اسقطوا القيم والأسس المتعارف عليها وقيل ان السياسة هي وسيلة للدفاع عن المصالح وكيفية تحقيقها، وقيل فيها أيضاً ان الغاية تبرر الوسيلة وغيرها الكثير مما قيل من هذا القبيل في قاموس السياسة عبر التاريخ الإنساني الطويل عن العمل السياسي، ولكن ليس هناك قول عن أن تكون السياسة والعمل السياسي بعيداً عن المصداقية والشفافية وقول الصدق في التعامل مع الآخرين فالسياسة ليست قذرة بل القذارة في سلوك السياسيين فالسياسة اصطلاحا تعني رعاية شؤون الدولة الداخلية والخارجية، وتعرف إجرائيا بأنها دراسة السلطة و تقسيم الموارد في المجتمع وعرفها الشيوعيون بأنها دراسة العلاقات بين الطبقات، وعرف الواقعيون السياسة بأنها فن الممكن أي دراسة وتغيير الواقع السياسي موضوعيا وليس الخطأ الشائع وهو أن فن الممكن هو الخضوع للواقع السياسي وعدم تغييره بناء على حسابات القوة والمصلحة.هذه هي السياسة فأين قذارتها ما دامت تؤدي خدمات إنسانية نبيلة وتبني مجتمعات وأوطاناًً ؟نحن في هذا البلد ابتلينا ببعض قذارة السلوك لدى بعض السياسيين ممن أذا اؤتمن خان وإذا وعد اخلف فصارت صفة النفاق هي صفاتهم والسياسة جلبابهم لممارسة النفاق وبالنفاق افسدوا السياسة فاضروا الوطن وجرحوا المواطن في كل العهود والاتفاقيات يوقعون وللعمل يعرقلون، أي أننا في هذا الوطن نفتقد للمصداقية وتشير هذه الكلمة في الخطاب السياسي إلى مدى التزام شخصية سياسة أو مؤسسة أو هيئة بوعودها ومدى جديتها . إذ يؤدي الالتزام والجدية إلى ارتفاع المصداقية أو مدى قابلية الآخرين لمنح ثقتهم ويؤدي عدم الالتزام والجدية إلى انخفاضها . وينطبق نفس المبدأ على العلاقات الدولية فإذا كانت السياسة الخارجية لدولة ما لا تستقر على رأي فإن ذلك يؤثر على مصداقيتها. وقد فهم بعض مراهقي وهواة السياسة اليوم من الأقزام الذين يتطفلون على هامش الحياة السياسية ويرتزقون على خيرات الوطن ان الكذب والدجل والمراوغة والتهرب من الالتزامات هي سياسة وسياسة حصيفة وبهذا المفهوم الخاطئ افقدوا الساحة السياسية في الوطن المصداقية وهي شرف الكلمة والوعد الذي يقطعه الإنسان على نفسه وعندما تغيب المصداقية تبتذل السلوكيات وتسقط المبادئ وندخل في وحل الفتن والصراعات .في بلدي يتنافسون كقوى سياسية في تقديم المبادرات للمصلحة الوطنية وبالتطبيق العملي لها يتبرؤون فكم اتفاقيات وحوارات وأخرها الحوار الوطني ومخرجاته التزمت بها الأطراف السياسية الموقعة فاليمن اتصفت بخرق كل الاتفاقيات المعقودة بين القوى السياسية قبل ان يجف الحبر الذي كتبت به وندخل في مناورات ومناكفات واتهامات وتنتهي بحروب مدمرة وللأسف بعضهم يعتبرها شطارة او سياسة حيث ان كثيرين يمتدحون المناور والمتنصل لكل اتفاق يعقده حتى مع نفسه أي انه كاذب بدرجة امتياز ومراوغ ذكي وزعيم فهلوي.ما نحن فيه اليوم هوا فقدان المصداقية وشرف الكلمةـ لهذا فإن الوطن يئن وتؤجج فيه صراعات وهم ذاتهم يتقدمون بمبادرات لعلاج هذه الصراعات وفي لحظة ينقلبون عليها كلها بسبب انفتاح أبواب البلد على مصراعيها في الماضي والحاضر أمام أقزام السياسة للقفز على كراسي الحكم والاستحواذ على مقدراته وتسخيرها لصالح أغراضهم الحزبية والفئوية والشخصية بامتياز. لا أعرف لماذا لا يأخذ هؤلاء الأقزام من هذه التجارب عِبراً ودروساًَ للخروج من مأزقهم السياسي الذي لا يحسدون عليه..؟ لماذا يصرون كل هذا الإصرار على الاستمرار بالسير في طريق السقوط في الهاوية وبالتالي الاستقرار في سلة مهملات التاريخ كما فعل من سبقوهم من أصحاب السلطة الخائبين الفاشلين ولكن ما العمل إذا كان هذا هو منطق وفلسفة الفاشلين والضعفاء في الحياة وهناك من يصطف حولهم ولا يسمعون إلا لأنفسهم ويقبلون الارتزاق من فتات الأقوياء خبزاً معجوناً بالذل والهوان والمال الحرام على حساب تعاسة أبناء شعوبهم. كيف للأخ الرئيس عبدربه منصور هادي ان لا يعاني وهو يحاول أن يخلق شراكة حقيقية مع هؤلاء الذين يعيشون وهم الاستحواذ والإقصاء والثراء غير القانوني ومنغمسون في وحل الفساد وعدم المصداقية إنه حقاً يعاني بشدة من التأمر والدسائس والمبررات التي يصنعونها بأيديهم ليدخلوا البلد في أتون حروب وأزمات شاملة لن تبقي عليهم .أي أننا لسنا بحاجة لتوافق بل لمصداقية في هذا التوافق لان البعض يتوافق معك ويوقع على التزامات ولكنه ينقلب عليها بسهولة ودون خجل لأنه يفتقد للمصداقية وشرف الكلمة يفتقد للوطنية الصادقة وفي كل اتفاقياته يعود بنا إلى المربع الأول ونبقى نلف حول قضايانا ونستجر صراعاتنا دون أن نتجاوزها ومخرجات الحوار اليوم معاقة بسبب هذا السلوك السيئ العقيم .وعليه فإنه ينبغي أن تستوعب الجماهير مصالحها وتصطف حول الأخ الرئيس ومخرجات الحوار البرنامج السليم الذي اتفق عليه الجميع ويعيق تنفيذه البعض.. علينا ان نشكل الحصن المنيع لتنفيذ مخرجات الحوار .
|
آراء
السياسة و النوايا الصادقة
أخبار متعلقة