نظم مركز الدراسات والبحوث اليمني امس بصنعاء بالتعاون مع المعهد الأمريكي للدراسات اليمنية حلقة نقاش بعنوان “مخرجات الحوار الوطني: مخاطر التعثر والفشل وآفاق التنفيذ”.وفي الافتتاح أشار رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح إلى أنه “في هذا المناخ المحموم ينبغي على الباحثين أن يوجهوا جهودهم لدراسة الأسباب التي أدت إلى ما نحن فيه، والبحث عن مخارج تعيد إلى الوطن استقراره وسكينة أبنائه والعمل الجاد على ترسيخ معاني الوحدة الوطنية الجامعة بين المكونات السياسية دون تفريق أو تمييز بين أبناء العائلة اليمنية الواحدة” .وأضاف “إذا كانت الخلافات قد وصلت إلى درجة غير مقبولة فإن حب الوطن سيتغلب على ذلك كله، ويجعل الجميع يشعرون أن الوطن أمانة في اعناقهم جميعاً، وستكون العودة إلى مخرجات الحوار مدخلاً صحيحاً بوصفها خارطة طريق متفقاً عليها من قبل كل المكونات التي شاركت في مؤتمر الحوار ».فيما أوضحت المدير المقيم للمعهد الأمريكي للدراسات اليمنية الدكتورة سلوى دماج، أن هذه الحلقة تأتي “في ظل تعقيدات كبيرة وتباينات حادة بين القوى والمكونات السياسية والاجتماعية المختلفة في أزمة مثلما تحمل في طياتها تهديدات قد تطال استقرار البلد والحياة بشكل عام في اليمن، إلا أنها أيضاً قد تشكل عودة ضرورية لما تم إنجازه بعد عمل كبير خاضته تلك المكونات والقوى السياسية على مدار شهور من العمل في مؤتمر الحوار الوطني وخلاصته المتمثلة في وثيقة الحوار”.وفي الحلقة ألقى الباحث في مركز الدراسات والبحوث اليمني الدكتور عبد الوارث أنعم، ملخصاً لورقته العلمية تناول موضوع حلقة النقاش، مبيناً في هذا الصدد أن مخرجات الحوار الوطني تواجه اليوم معوقات وصعوبات كبيرة لتنفيذها.وأشار إلى أن القوى التي تعيق تنفيذ هذه المخرجات كانت طرفاً أساسياً في الحوار، وهي بالتالي ملزمة بمخرجاته.. مؤكداً أن على القوى المؤمنة بمشروع الدولة المدنية والمواطنة المتساوية والتغيير أن تنتصر لمشروعها العادل الذي يخدم مصالح الشعب اليمني، عن طريق الارتقاء إلى مستوى الحدث والعمل في إطار اصطفاف وشراكة وطنية واسعة.وفي المداولات أثرى عدد من الباحثين والناشطين السياسيين النقاش عبر مداخلات متعددة، ومنهم الدكتور عبد البحش، الدكتور طه الصنوي، جمال العواضي، قادري أحمد حيدر، والدكتور معن دماج.إلى ذلك أشار نائب رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني الدكتور همدان دماج إلى أن هذه الحلقة هي بداية سلسلة من الندوات وحلقات النقاش التي يقيمها المركز بالشراكة مع عدد من مراكز البحوث ومنظمات المجتمع المدني لتسليط الضوء على مخرجات الحوار الوطني “التي تتعرض لمحاولات خطيرة لتجاهلها من قبل بعض القوى السياسية التي تستغل ما طرأ على ميزان القوى الداخلية والإقليمية من تغيير بعد انتهاء المؤتمر، وباتت تدفع المشهد السياسي في اليمن إلى حالة من العنف وتأجيج أسباب صراعات مسلحة تهدد السلام الأهلي واستقرار اليمن”.
