الحوثيون يبدو انهم لم يقرؤوا الواقع بشكل صحيح ولم يمتنعوا في نواميس وقوانين التاريخ ولم يتعظوا من الأمم والشعوب والجماعات السابقة التي سادت ثم بادت فهم اليوم يسبحون ويعومون ضد التيار وضد الأمواج العاتية ويظنون أنهم يحققون مكاسب وهم على العكس من ذلك يعّرون ويكشفون أنفسهم ومراميهم الخبيثة أمام الشعب ، لأنهم يقفون أمام طموحات وآمال ومستقبل هذا الشعب الصابر عليهم وعلى مغامراتهم المتهورة التي تجعل الشعب والمجتمع يقف صفاً واحداً في وجه من سيقف في طريق تطوره وازدهاره وفي طريق التغيير لهذا الواقع المنفلت والمأزوم .إن الحركة الحوثية حركة ارتدادية ورجعية تطمح إلى عادتنا إلى عصور الاستبداد والعبودية وتقديس الفرد وتقسيم الناس إلى سادة وعبيد ، و صنف نقي وطاهر وصنف ملوث ومخلط أو مختلط ، ونحن اليوم ندعو ونحلم بمجتمع مدني تسوده الحرية والمساواة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ولا فرق بين سيد وعبد ولا بين ابيض أو اسود إلا بالتقوى ، وكلنا لآدم وآدم من تراب والتقوى كما يعلم الجميع من اختصاص رب العالمين هو يعلم من هو صاحب التقوى ومن هو التقي لأننا نحكم على الناس بالظاهر والله يعلم بالسرائر ... إنا نود هنا أن نذكر الحوثي وجماعته بأن الله سبحانه وتعالى يقول في محكم تنزيله : (( ولا تزكوا أنفسكم وهو أعلم بمن أتقى)) وهذا الحوثي وجماعته جزء من المجتمع اليمني يتصرف وكأنه دولة داخل دولة ، دون احترام لهذه الدولة التي يسمونها الجمهورية ولها حكومة شرعية وبرلمان ورئيس شرعي ومحترم ، ومجتمع يبلغ تعداد سكانه الـ :( 25 ) مليون نسمة .لقد تحول هذا لحوثي وجماعته إلى فئة باغية وطاغية في الأرض ، في الوقت الذي يلملم فيه مجتمعنا جراح أزمته ويعيد ترتيب أوضاعه ، ويحاول أن يعيد الأمن والاستقرار والطمأنينة إلى كل فرد من أفراده ، يأتي الحوثي وجماعته ليصطادوا في الماء العكر ، ويقفوا كحجر عثرة في طريق هذا الاصطفاف الوطني حول رئيس البلاد الذي يحاول جاهداً إخراج البلاد إلى بر الأمان .إن الحوثي وجماعته يظنون أن الشعب عاجز وغير قادر على إيقافه وإيقاف تمرده وخروجه على الإجماع الوطني ، من أجل ذلك يظن أنه بعربدته تلك هنا وهناك سينتصر في الأخير ، بل سيهزم وسيفقد ثقة المجتمع ، ولن يكون له مستقبل سياسي ولا لجماعته التي يغرر بها ويوردها المهالك ويستفز النظام والسلطة والحكومة إلى الدخول معه في حرب جديدة تضاف إلى الحروب السابقة العبثية التي راح ضحيتها الأبرياء من أبناء هذا الشعب الصابر والمحتسب ، الصابر على نزوات وشطحات هذا الحوثي الذي يتشجع بدعمٍ من جهات خارجية يمكن أن تبيعهُ وتستغني عنه ، هذه الجهات بمجرد تحسين العلاقات بينها وبين النظام والحكومة والدولة اليمنية وحينها سيكون منبوذاً هذا الحوثي هو وجماعته داخلياً وخارجياً ، بل ومعزولاً ومهمشاً بين أهله وذويه واصحابه ومعاونيه ومن يقف معه اليوم ضد الوطن الذي يحتضنه ويعيش تحت سمائه ويتنفس هواءه ويشرب من مائهِ ويعيش من خيراته ، وهو اليوم للأسف يعمل ضد تطوره ونموه وأمنه واستقراره ، ويعرقل مسيرة التسوية السياسية فيه .إن المجتمع المحلي والإقليمي والدولي يستنكر كل ماتقوم به حركة الحوثي من محاصرة للعاصمة صنعاء ، وما قامت به من تدمير في عمران وما قامت به من تهجير العشرات من أماكنهم ومساكنهم ، وماتقوم به في الجوف وفي مناطق متعددة من البلاد ، وتظن أنها تعمل لصالح الوطن ، وهي لاتعلم بأن العالم يراقب ويشاهد ماتقوم به هذه الحركة التي تعيش في أوهامها وأحلامها وأمجادها الماضية الغابرة ، التي لايمكن أن تستعاد إلا في أحلام (( دونكيشوت )) الذي حلم بأنه يخوض المعارك والجيوش ويحقق الانتصارات تلو الانتصارات وهو مضرجٌ بالدماء حتى الركب ، وكل هذا حدث وهو يحلم ويغطُ في نومٍ عميق و إلى جواره حمارهُ الذي كان يتخيلهُ في حلمه ذاك , وفي منامهِ أحد أشهر الخيول والأحصنة التي كان يخوضُ بها تلك المعارك والانتصارات .إن المراقب لما تقوم به الحركة الحوثية سيجددون عناءً بأنها حركة ارتدادية تعمل ضد المستقبل وضد التاريخ وضد تحقيق طموح وآمال الشعب اليمني العظيم ، وتسعى جاهدةً إلى إثارة الفوضى والقلاقل وصنع الازمات والمشاكل داخل البلاد وتعمل على تفكيك وزعزعة أي تقارب أو اصطفاف وطني يعمل على تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية داخل الوطن وكأن هذه الحركة نبتة شيطانية سلطها علينا إبليس ، تمثل في جهات خارجية وداخلية لاتحب لليمنيين الخير ولا النماء ولا التطور ولا تريد لنا أن نعيش حياةَ هادئةَ ومطمئنة ممثل بقية الشعوب الأخرى الآمنة والمستقرة .ختاماَ لمقالنا هذا نود أن نذكر الحوثي وجماعته بأن هنالك مثلاَ شعبي ترددهُ قبائل اليمن يقول :)) حـــرب الـقبيلي علــى الــدولة عــسر ))
|
آراء
الحركة الحوثية ارتدادية ومعيقة
أخبار متعلقة