فلنبدأ مقالنا هذا بمناشدة العقلاء والأوفياء والمخلصين لهذا الوطن اولاً بتقوى الله سبحانه وتعالى ومراقبته في السر والعلن فهم أهل الإيمان والحكمة وأرق قلوباً وألين أفئدة كما وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم ودعا ليمننا بالبركة والخير، فهل بقى من هؤلاء الناس الطيبين الموصوفين بمثل هذه الأوصاف في يمننا اليوم كي ينقذوا البلاد والعباد من الانزلاق في الفوضى والاقتتال والتخريب والتدمير؟ فكل مشكلة لها حل وكل حل لا يكون الا بالانتظام في الحوار السلمي الحضاري والاصطفاف مع دعوة الأخ/ الرئيس لبناء اليمن الجيد القائم على العدالة والمساواة والأخوة والحرية، ونذكر الجميع بإننا هذه الأيام في اشهر حرم وهذه الأشهر لها حرمتها عند الله سبحانه وتعالى فلا يجوز لاحد ان يقتل فيها وإن رأى قاتل أبيه وهذا ماكان يفعله اهل الجاهلية قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم إذا دخلت الأشهر الحرم كفوا اسلحتهم عن القتال لحرمة هذه الاشهر عندهم عند لله سبحانه وتعالى فكيف بعد مجيء الاسلام، الا تكون هذه الاشهر اشد حرمة عند المسلمين؟ وإن كنا لا نرى قتل الانفس وسفك الدماء على الاطلاق الا بالحق كما قال الله تعالى في قوله (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق) الإسراء /33 فينبغي على كل الأطراف المتصارعة ان تبحث لكافة المشاكل والفتن عن حلول ومخارج تؤدي الى استتباب الأمن والسكينة والهدوء والإستقرار وتحقيق الحد الأدني من طموحات وآمال وأماني هذا الشعب.فنحن شعب مسلم ندين بدين الإسلام وعلينا ان نتحلى بأخلاق وفضائل هذا الدين القويمن ولا يشهر بعضنا بالسلاح على بعض لقول الرحمة المهداة (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) وينبغي على ولاة الأمر والقادة السياسيين والمفكرين والعلماء وكافة شرائح المجتمع ان يحرصوا على إرضاء ربهم ثم المحافظة على وطنهم وشعبهم اذا كانوا صادقين في نواياهم واقوالهم وافعالهم حتى تتطابق هذه النوايا والاقوال مع الافعال لقوله سبحانه وتعالى (ياايها الذين آمنوا لما تقولون مالا تفعلون كبر مقتاً عند الله ان تقولوا مالا تفعلون) الصف / 2-3 وينبغي عليهم ان يتسابقوا الى تجيب هذا الوطن الحروب والمآسي والدمار بدلاً من الإقتتال وهم إخوة مسلمون كي يتقوا النار التي توعدهم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال (إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار) فإلى متى سيظل هذا الشعب يعاني مرارة الأزمات كإرتفاع الأسعار وانقطاع الكهرباء وتقطعات الطرقات والقتل هنا وهناك الا يكفيه ماهو فيه من نكد العيش وكثرة البطالة؟ومتى سيرتاح الناس ويأمنون على انفسهم وأموالهم واعراضهم؟ومتى سيعود المياه الى مجاريها في بلادنا ونعيش كبقية خلق الله بأمن وأمان واستقرار؟ فإن لم يتحرك ويبادر العقلاء بإيجاد الحلول المناسبة والجذرية لهذه الأزمات المتكررة والمتلاحقة لإنقاذ البلاد من الانهيار والاقتتال والتفرغ لبناء هذا الوطن الذي دمرته الأنانيات والمكايدات وحب الذات فإن الأمور ستكون وخيمة لا تبقى ولا تذر، اليس فينا رجل رشيد يترك المكابرة والعناد والإصرار على قوله ورأيه ويدلى بدلوه ويقدم لنا قرارات مصيرية صائبة تطمئن لها النفوس وتبعث فيها الأمل والحياة من جديد، وتخرج البلاد من هذه الورطة التي هي فيها حتى يتنفس الناس الصعداء؟ متى سيترفع هؤلاء المتنفذون فوق مصالحهم وأطماعهم الضيقة ويفكرون بشكل أوسع بمصلحة وطنهم وتشعبهم؟ إننا نشاهد اليوم بلادنا وهي تسير على حافة الهاوية، لذا فإننا نطالب كل ما بيده الحل والعقد بالا يقف مكتوف الأيدي متفرجاً على بلاده وهي تنهار وتعيش حالة من الفوضى ولا يشارك او يساهم مع المخلصين الشرفاء من ابناء هذا الوطن المعطاء في صنع بصمة له او شيء يذكر به ويكتب له في ميزان حسناته بإنقاد اليمن، والا فهو يعد مساهماً ومشاركاً في صنع هذه الازمة والمحنة ومدان بتوسيع الجرح وزيادة معاناة الناس الذين بدؤوا يتململون ويتضجرون ويتذمرون من كثرة هذه الأزمات، وترى البعض منهم محتقنين في الشارع الذي يكاد ان ينفجر في أي لحظة من اللحظات فلا يمكن بعد ذلك تدارك الموقف او السيطرة عليه.فهلا فكر عقلاؤنا ومسؤولونا يوماً ما بأن فوقهم رقيب وحسيب عليهم وجبار ومنتقم وانهم سيقفون بين يديه للحساب والعقاب ؟! ام ان شهوات وملذات الدنيا قد اعمت ابصارهم واصمت آذانهم وختمت على قلوبهم وحجبت عقولهم عن رؤية حجم الكارثة التي ستحل بالوطن والشعب ولا سمح الله بذلك، فإن لم نتداركها فإنها سوف نعض بعد ذلك على اصابعنا نادمين ولات حين مندم فبلادنا امانة في اعناقنا ينبغي ويجب ان نحافظ عليها بأموالنا وأنفسنا ومهجنا والسعيد من اتعظ بغيره وبما يحدث في العراق وليبيا وسوريا والصومال.
|
آراء
اليمن أمانة في أعناقنا
أخبار متعلقة