الوفد الفلسطيني يتهم إسرائيل بإفشال المفاوضات..
القاهرة / غزة / متابعات :غادر الوفد الفلسطيني المفاوض القاهرة صباح أمس الأربعاء بعد انهيار الهدنة بين المقاومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي, واتهم إسرائيل بأنها أضمرت إفشال المفاوضات, في حين قالت تل أبيب إنها لن تفاوض تحت تهديد الصواريخ.وقال رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض عزام الأحمد مساء أمس الأول في تصريح للصحافة بالقاهرة إن المحادثات الرامية للتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد فشلت.وأضاف أن الجانب الإسرائيلي كان لديه "قرار مبيت لإفشال المفاوضات", موضحا أن إسرائيل أعلنت انهيار المفاوضات بينما كان الوفد الفلسطيني يتشاور مع الوسيط المصري.وأضاف الأحمد "سنرحل غدا (أمس) لكن لم ننسحب من المفاوضات. عندما ترى مصر أن الجو مهيأ نحن مستعدون للعودة". وتابع "قدمنا الورقة الفلسطينية وإسرائيل لم ترد. ولن نقبل العودة إلا عندما تأتي إجابة إسرائيل على ورقتنا".وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد استأنف غاراته على قطاع غزة بناء على أمر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي سحب وفده المفاوض من القاهرة بذريعة إطلاق ثلاثة صواريخ على بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع.لكن موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) نفى صحة الرواية الإسرائيلية, ووصف الحديث عن إطلاق الصواريخ الثلاثة بأنه ذريعة لاستهداف شخصية كبيرة من حماس، في إشارة إلى القائد العام لكتائب عز الدين القسام محمد الضيف, الجناح العسكري لحماس.وكانت الحكومة الإسرائيلية عبرت عما يشبه الرفض للمطالب الفلسطينية الرئيسية, وعلى رأسها إنشاء ميناء بحري في غزة, وتفعيل المطار. وعرضت مصر صيغة اتفاق لوقف إطلاق النار ترجئ قضيتي الميناء والمطار إلى ما بعد شهر من سريان الهدنة.من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس وعضو الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة عزت الرشق للجزيرة إن المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل تواجه انسدادا حقيقيا. وحمّل الرشق إسرائيل مسؤولية فشل المفاوضات بسبب ما سماه أسلوب الغطرسة والمساومة على حقوق الشعب الفلسطيني.وفي السياق نفسه, اعتبر مسؤول العلاقات الخارجية في حماس أسامة حمدان أن الجانب الإسرائيلي كان يحاول خلال المفاوضات خفض سقف توقعات الوفد الفلسطيني فيما يخص مطالب الشعب الفلسطيني، المتمثلة أساسا في إنهاء العدوان والحصار وبدء الإعمار والنقاط الأخرى.وقال إن تل أبيب كانت تراهن على إطالة أمد التهدئة والمفاوضات لكسر الموقف الفلسطيني الذي وصفه بأنه كان موحدا. وأضاف حمدان أن إسرائيل كانت تريد أن تنتزع في المفاوضات ما لم تستطع نيله بالحرب على قطاع غزة.وكان المتحدث باسم حماس فوزي برهوم قال أمس إن نتنياهو أُعطي الوقت الكافي للاختيار بين استمرار الحرب وإنجاز اتفاق التهدئة فاختار إفشال مفاوضات القاهرة والعودة للتصعيد، مضيفا أن "عليه أن يستعد لدفع ثمن حماقاته".من جهته, رفض متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي الاتهامات الفلسطينية بأن تل أبيب هي من خرقت التهدئة، وأضاف المتحدث أن إطلاق الصواريخ من غزة يجعل "من المستحيل استمرار المفاوضات".وقد حملت الولايات المتحدة المقاومة الفلسطينية مسؤولية خرق الهدنة, وتحدثت عن "حق" إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وأدانت متحدثة باسم الخارجية الأميركية إطلاق صواريخ من قطاع غزة, قائلة إن حركة حماس هي التي تتولى المسؤولية الأمنية في قطاع غزة.ودعت المتحدثة نفسها إلى وقف فوري لإطلاق النار. وكانت واشنطن اتخذت موقفا مماثلا إثر انهيار هدنة سابقة خلال العدوان الإسرائيلي الذي بدأ في الثامن من يوليو الماضي.من جهته, أدن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خرق الهدنة التي رعتها مصر بين الفلسطينيين والإسرائيليين, وأعرب في بيان عن خيبة أمله جراء تجدد القتال بين الطرفين.وقال بان في بيان إن آمال الناس في غزة وآمال الإسرائيليين في أمن مستدام تعتمد على المحادثات في القاهرة, ودعا الوفود المتفاوضة إلى أن ترقى لمستوى تلك الآمال من خلال التوصل إلى تفاهم فوري على وقف دائم لإطلاق النار.ميدانياً استهدفت المقاومة الفلسطينية أمس محطة الغاز الإسرائيلية في عرض البحر قبالة سواحل غزة، ومدنا إسرائيلية بالصواريخ، فيما فشلت إسرائيل باغتيال محمد الضيف قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) الذي فقد زوجته ونجله في إحدى الغارات الاسرائيلية أمس أودت بحياة 19 شهيدا وأكثر من مائة جريح.وقالت كتائب القسام إنها قصفت محطة الغاز الإسرائيلية للمرة الأولى بصاروخين من نوع قسام.من جانبها، قالت مراسلة الجزيرة في غزة إن دفعة جديدة من صواريخ المقاومة استهدفت أمس البلدات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع.وسبق ذلك إعلان القسام إطلاق عشرات الصواريخ على إسرائيل من بينها صاروخان على تل أبيب، وثالث على مدينة القدس.وأكدت حماس أنها أطلقت أربعين صاروخا على الأقل نحو إسرائيل، مستهدفة القدس ومنطقة تل أبيب، بما في ذلك مطار بن غوريون.من جانبها، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قصفها مدينة أسدود بثلاثة صواريخ غراد، كما سمع دوي صفارات الإنذار في عسقلان وأسدود، حيث سقطت صواريخ المقاومة.من جانبه، أكد مصدر في حركة حماس نبأ محاولة استهداف منزل الضيف واستشهاد زوجته ونجله. وكانت إسرائيل قد نفذت في الماضي خمس محاولات لاغتيال الضيف الذي يقود الجناح العسكري لحركة حماس منذ عام 2002.وأسفرت الغارة الإسرائيلية على المنزل الذي يعود لعائلة الدلو عن جرح 45 شخصا آخرين، كما أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة.وقد تم ظهر أمس الأربعاء تشييع جنازة زوجة الضيف ونجله عقب دعوة للمشاركة فيها أطلقتها حماس عبر قناة الأقصى الفضائية التابعة لها.واعترفت إسرائيل بمحاولتها اغتيال الضيف، وقال وزير الداخلية الإسرائيلي جدعون ساعر الأربعاء لإذاعة الجيش الإسرائيلي إنه "هدف مشروع"، ويجب استغلال أي فرصة "لتصفيته".وأضاف ردا على سؤال عن هذه الغارة أن "محمد ضيف يستحق الموت مثل (زعيم القاعدة أسامة بن لادن ) ، وهو هدف مشروع، وعندما تسنح الفرصة يجب استغلالها لتصفيته".وقال ساعر إنه لا يعرف إن كان ضيف قتل في الغارة التي استهدفت المنزل الواقع في حي الشيخ رضوان في قطاع غزة.وجاء ذلك في ظل تصعيد الغارات الإسرائيلية التي استؤنفت منذ مساء أمس الثلاثاء إثر فشل مفاوضات القاهرة، وأودت بحياة 19 شخصا حتى الآن وإصابة ما يزيد على مائة آخرين.ومن بين الشهداء الذين سقطوا في غارة جوية استهدفت فجر أمس منزلا يعود إلى آل الدلو في حي الشيخ رضوان زوجة القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف ونجله في محاولة فاشلة لاغتياله.وأسفرت الغارة الإسرائيلية على المنزل الذي يعود لعائلة الدلو عن جرح 45 شخصا آخرين كما أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة.واعتبرت كتائب القسام في بيان نشرته على موقعها أن "العدو بخرقه للتهدئة وارتكابه مجزرة في منزل عائلة الدلو فتح على نفسه أبواب الجحيم وسيدفع ثمنا باهظا".وواصلت إسرائيل قصف مناطق مختلفة في غزة بالطائرات والمدفعية. وقال مراسل الجزيرة تامر المسحال في غزة إن ثمانية أشخاص بينهم عائلة مكونة من أب وأم حامل في شهرها التاسع، وأربعة أطفال استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت فجر أمس الأربعاء منزلا في دير البلح بوسط القطاع.كما استشهد أربعة آخرون بينهم امرأة ورضيعة، وأصيب أكثر من أربعين آخرين -بينهم أطفال- في غارة إسرائيلية على منزل آل الدلو في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.كما أصيب مسعفان في قصف إسرائيلي استهدف سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني في منطقة جحر الديك جنوب شرق مدينة غزة.وأفادت الأنباء بإصابة أربعة أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في بيت لاهيا شمالي القطاع.وذكر مسؤولون فلسطينيون أن الغارات الأخيرة تسببت في إصابة أكثر من خمسين شخصا بجروح.وبذلك، يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 8 يوليو الماضي إلى 2029 على الأقل وأكثر من عشرة آلاف جريح، مقابل 64 قتيلا من الجنود الإسرائيليين وثلاثة مدنيين.