الشهيد ناجي العلي
جلال أحمد سعيد كان الشهيد ناجي العلي يقول « الرسم هو هذا الذي يحقق توازني الداخلي، هو عزائي ولكنه أيضا يشكل عذاباً لي».ناجي العلي الشاب المهاجر قسراًً من فلسطين إلى مخيم عين الحلوة في لبنان وهو في ريعان الصبا أحب أن يكون الرسم وسيلته التعبيرية في المقاومة، مقاومة المحتل الذي أقتلعه من وطنه ونفاه، ومقاومة كل أشكال الغربة الداخلية والخارجية التي تملكته بعد النفي ، ومقاومة كل المؤامرات التي استهدفته وباقي أبناء فلسطين حين فرضت عليها اللجوء ، كذلك مقاومة كل الظروف التي تحاول منع الثوار الفلسطينيين من تحقيق هدفهم في العودة إلى فلسطين . وهكذا تحول ناجي العلي إلى أيقونة للثورة الفلسطينية ، فأنجز فناً قلما نجد له نظيراً من الالتزام للقضية قضية الفن وقضية الثورة.لقد كانت ريشته تقض مضاجع العدو ليل نهار، وكان في غربته مصدر قلق لهذا العدو أكثر مما كان وهو في فلسطين.لقد تنقل ناجي العلي بفنه بين مواضيع شتى تبتدئ بفلسطين وتنتهي إليها ، فمن الانتماء للأرض إلى الانتماء للثورة ومن فضح العدو وممارساته الهمجية إلى فضح الإخوة المتواطئين مع العدو ، وأخيراً كشف وتعرية الصمت الدولي على جرائم العدو وفضح القوى الدولية الداعمة للعدو والمحتل وجرائمه الهمجية ضد شعب فلسطين.ورافق ناجي العلي ( حنظلة) ذلك الرمز الذي كان يظهر مكان التوقع فوق كل لوحة ليكون الشاهد على كل موضوع يطرقه العلي في لوحاته الكاريكاتورية الهادفة ، والتي من خلالها وبسببها اكتسب من الأعداء اكثر مما أكتسب من الأصدقاء ، لا لشيء بل لأنه واجه الجميع بالحقيقة من المراقب المثقف المدرك لكل ما كان يحدث ، وكل ما كان يجب أن يتخذ من مواقف.وهكذا أثبت أن الفنان الملتزم يمارس النقد من أجل تصحيح المسار في الثورة والحياة والإبداع ، فلم يعف أحداً من نقده رفاقه وإخوانه قبل أعدائه .فكان بحق إيقونة الثورة ، ولا تزال أعماله الفنية حتى يومنا هذا صالحة لتكشف وتتبنى وتتنبأ حتى بما سيأتي وهي صالحة لتصفع كل من يحاول النيل من حق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه في أرضه ووطنه.إنه الشهيد الحي والشاهد الذي لا يزال يجول في أحياء فلسطين كالطيف العائد من البرزخ وحنظلة الثابت على تلك اللوحات لا زال قادرا على التحدث بنفس القوة والصدق كما كان عندما أنجز العلي لوحاته الخالدة قبل استشهاده برصاص الموساد الإسرائيلي.في هذه المساحة ننشر بعضاً من أعماله الخالدة حتى يجد فيها الجيل الجديد من الرسامين حافزاً لينجزوا أعمالا خالدة تنتصر للحق وتزهق الباطل فأهلاً بك يا شهيدنا ناجي العلي في المعركة من أحل غزة اليوم وفي كل المعارك.