دعوات لتقليل استخدامه..
مروة رزق [لا يوجد نمط فقرة][فقرة بسيطة]هناك سيل جارف من الأبحاث التي أجريت عن أخطار الهواتف المحمولة، منها ما يؤكد أنه يجلب الأورام السرطانية بحسب بحث أجري في السويد، ومنها ما يقول أنه يضر بالخلايا الدماغية ويتلفها، مما يؤدي إلى فقدان الذاكرة بشكل تدريجي، وبالتالي موت خلايا الدماغ والإصابة بمرض الزهايمر، كما جاء في دراسة نشرت في المجلة الطبية الأردنية، ودراسة أخرى تقول إنه قد يؤدي إلى تدمير الحيوانات المنوية بحسب ما حذرت منه مؤسسة "كليفلاند كلينك" الأمريكية، وأخيراً ثبت علمياً، بحسب دراسات قدمت لمؤتمر علمي في كولومبيا، أن الهواتف المحمولة تفاقم بشكل متزايد من ظاهرة الاحتباس الحراري على كوكب الأرض.وفتح باب النقاش من جديد في هذا الموضوع بعد أن أعلن خبراء في السرطان بمنظمة الصحة العالمية عن أن استخدام الهاتف المحمول قد يزيد خطر الإصابة بأنواع معينة من سرطان الدماغ لدى الإنسان ويتعين على المستهلكين البحث عن سبل لتقليل الاستخدام.وأشارت مجموعة مكونة من 31 عالماً من 14 دولة في اجتماع للوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة للمنظمة، إلى أن مراجعة لكافة الأدلة العلمية المتاحة تشير إلى أن استخدام الهاتف المحمول يجب أن يصنف باعتباره " مسببا محتملا للسرطان".وأكد العلماء أن هذه النتيجة قد تدفع منظمة الصحة العالمية إلى إعادة النظر في إرشاداتها بشأن الهواتف المحمولة لكنهم أضافوا أنه من الضروري إجراء مزيد من الأبحاث قبل الجزم بوجود أي ارتباط محتمل.وكانت المنظمة التابعة للأمم المتحدة قالت في وقت سابق إنه لا يوجد دليل قوي على وجود علاقة بين استخدام الهاتف المحمول والإصابة بالسرطان.إلى ذلك أكد جوناثان سامت رئيس مجموعة الوكالة الدولية لأبحاث السرطان في بيان عبر الهاتف “بعد مراجعة جميع الأدلة ذات الصلة بشكل أساسي.. صنف فريق العمل مجالات الموجات الكهرومغناطيسية اللاسلكية على أنها يُحتمل أن تسبب السرطان للبشر".وأوضح أن بعض الأدلة تشير إلى وجود صلة بين زيادة خطر الإصابة بورم دبقي وهو نوع من أنواع سرطان الدماغ واستخدام الهاتف المحمول.وقد ارتفع استخدام الهاتف المحمول بشكل كبير منذ بدء استخدامه في أوائل الثمانينات وبلغ عدد مستخدمي الهاتف المحمول في العالم الآن خمسة مليارات، ومنذ ذلك الحين بات الهاتف المحمول جزءاً رئيسياً من الحياة اليومية ويستخدمه كثيرون من أجل تصفح الإنترنت فضلاً عن الكلام.ويقول خبراء الصناعة إن الخطر على الصحة لن يمنع الناس من استخدام الهاتف المحمول.من جانبه أكد ماثيو ثورنتون المحلل بافيان سكيوريتيز أنه بدلاً من ذلك قد يختار المستهلكون المهتمون بالأمر شراء المزيد من الملحقات مثل السماعات للحد من المخاطر. وأضاف “ستكون هناك حاجة لبعض الحجج الدامغة لتغيير السلوك.وانتظرت شركات الهاتف المحمول بشغف موقف منظمة الصحة العالمية وكذلك الجماعات التي أثارت مخاوف بشأن ما إذا كانت الهواتف المحمولة قد تكون ضارة بالصحة.وسعت مجموعات الصناعة على الفور إلى التهوين من القرار وشددت على أن فئة “المسببات المحتملة للسرطان” تتضمن أيضاً مواد مثل الخضراوات المخللة والقهوة.وكانت بعض الدراسات قد ربطت بين استخدام الجوال وزيادة خطر الإصابة بالسرطان، ولكن دراسة أخرى كبيرة لمنظمة الصحة العالمية أظهرت نتائج غير حاسمة.كما توصلت دراسة أجرتها الوكالة الدولية لبحوث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية حول احتمال وجود صلة بين الهواتف المحمولة وسرطان الدماغ إلى نتائج غير حاسمة بهذا الشأن وإن الأمر يتطلب دراسة أعمق للموضوع.وقال الباحثون بعد إجرائهم دراسة على نحو ثلاثة عشر ألفاً من مستخدمي الهواتف المحمولة على مدى عشر سنوات أملاً في معرفة ما إذا كانت هذه الأجهزة تسبب أورام الدماغ،إن بحثهم لم يقدم إجابة واضحة عن هذا السؤال.ومن جانبه، أكد كريستوفر وايلد مدير الوكالة الدولية لبحوث السرطان، أن نتائج الدراسة لا تسمح لنا حقيقة بأن نخلص إلى أن هناك أي خطر يرتبط باستعمال الهاتف المحمول لكن من السابق لآوانه أيضاً أن نقول إنه ما من خطر يرتبط به.وأضاف وايلد أن جانبا من المشكلة مع هذه الدراسة التي بدأت عام ألفين يتمثل بأن معدلات استخدام الهاتف المحمول في الفترة التي تغطيها كانت منخفضة نسبياً مقارنة مع اليوم.وأوضحت اليزابيث كارديس التي أشرفت على الدراسة من مركز بحوث الأوبئة البيئية في برشلونة بأسبانيا، أنه لا يمكننا استنتاج عدم وجود أي تأثير لأن هناك مؤشرات قوية لنشعر بالقلق.وأضاف اتحاد "جي اس ام" الذي يمثل شركات الهاتف المحمول الدولية ومقره بريطانيا، أن نتائج الوكالة الدولية لبحوث السرطان تتفق مع الكمية الضخمة من البحوث القائمة وآراء كثير من الخبراء التي خلصت في كل الحالات إلى أنه لا وجود لمخاطر صحية مؤكدة.وأظهرت بيانات هذه الدراسة التي نشرت في “المجلة الدولية لعلم الأوبئة”، أن مستخدمي الهاتف المحمول بشكل عام كان لديهم في الحقيقة خطر الإصابة بسرطان الدماغ أقل من الأشخاص الذين لم يستخدموه أبداً ولكن قال 21 عالماً أجروا الدراسة إن هذه النتيجة أشارت إلى مشاكل في الأسلوب أو معلومات غير دقيقة من المشاركين.كما أظهرت النتائج أن وقت المكالمة المرتفع تراكمياً قد يزيد قليلاً من خطر الإصابة ولكن مرة أخرى النتيجة غير موثوقة. وقدر متوسط عمر المكالمة التراكمي لأولئك الذين شاركوا في الدراسة نحو مئة ساعة بمعدل ساعتين إلى ساعتين ونصف الساعة شهرياً، وكان أكثر من عشرة بالمائة من مستخدمي الهاتف المحمول يصل في المتوسط 1640 ساعة على مدى عشر سنوات وهو ما يعادل نحو نصف ساعة في اليوم.المحمول أضراره كثيرةكما حذرت دراسة لمؤسسة "كليفلاند كلينك" الأمريكية من أن الإفراط في استخدام المحمول قد يؤدي إلى تدمير الحيوانات المنوية.وقد أثبتت الدراسة أن المحمول يسبب ضعف الخصوبة، لأن الرجل الذي يستخدم المحمول 4 ساعات يوميا أو أكثر يبلغ عدد الحيوانات المنوية لديه 50 مليونا في المليمتر وحالتها متدهورة، مقارنة ب69 مليوناً لمن يستخدمه ساعتين فقط يومياً، أما من يمتنع عن استعماله على الإطلاق فيصل عدد الحيوانات المنوية لديه 88 مليوناً.وقد أرجعت الدراسة السبب في ذلك إلى أن الإشعاع الصادر عن المحمول ربما يكون مضرا للحمض النووي الذي يؤثر علي خلايا الخصيتين التي تنتج هرمون "التستوسيزون" أو الأنابيب التي تضع فيها الحيوانات المنوية.كما توصلت العديد من الدراسات إلى أن الحيوانات المنوية غير الطبيعية من أهم أسباب العقم، حيث أن النقص الهرموني عند الرجل كعامل لعدم الإخصاب تمثل أكثر هذه المشاكل رغم ندرتها عن المرأة، فهناك حوالي 5 % فقط من الرجال يشكون من هذه المشكلة كسبب لعدم إخصابهم.وفى معظم الأحيان لا تظهر الاضطرابات عند الرجل إلا بعد تحليل السائل المنوي، إذ أن الاضطرابات الهرمونية الناتجة عن عدم الإخصاب عند الرجل صعبة التقويم وتعتمد درجة نجاح معالجتها على مدى تطور الحالة المرضية أو تقدمها. تأثيرات المحمول أوهامالتعرض للموجات اللاسلكية للهواتف المحمولة لا يسبب ألما في الرأس أو ارتفاعاً في ضغط الدم.. هذا ما أكده بحث نرويجي أجري مؤخراً، حيث أكد أن سبب شعور البعض بتلك الأعراض هو أنهم يتوقعون إنها ستحدث.وقد جاءت هذه النتائج بعد أن جَنَد الدكتور جونهيلد اوفتيدال وزملاؤه بجامعة النرويج للعلوم والتكنولوجيا في تروندهايم 17 شخصاً عادةً ما يشعرون بألم أو عدم راحة في الرأس أثناء أو في أعقاب التحدث في الهاتف المحمول لفترات تتراوح بين 15 إلى 30 دقيقة.وقد أجري اختبار للمشاركين في الدراسة أثناء تعريضهم للموجات اللاسلكية للهواتف المحمولة وأخرى زائفة دون أن يعرفوا هذه من تلك، واستمرت كل جلسة 30 دقيقة وتم إجراء 65 تجربة مزدوجة، ومنها تبين لفريق البحث أن الموجات اللاسلكية التي تنبعث من الهواتف المحموله ليس لها علاقة بآلام الرأس أو ارتفاع ضغط الدم.ولم يلاحظ الباحثون أي ارتباط ملموس بين التعرض الفعلي للموجات وحديث عينة الدراسة عن شدة الأعراض كما لم يجدوا أثرا للتعرض للموجات على تغييرات في معدل نبضات القلب أو ضغط الدم.وخلص فريق اوفتيدال إلى أن التفسير الأكثر ترجيحاً للصداع وعدم الراحة الذين تحدث عنهما أفراد عينة الدراسة "هو أن الأعراض سببها توقعات سلبية".وأشارت دراسات سابقة إلى أن المحمول يسبب الأورام السرطانية، وسرعان ما ظهرت دراسة لتنفي ذلك وتؤكد أن المحمول لا يسبب السرطان.وأوضحت الدراسة - التي أعدها علماء بريطانيون، والتي تعد الأكبر حول تأثيرات المحمول حتى الآن- أن استخدام الهاتف المحمول لا يؤدي إلى مخاطر الإصابة بأورام الدماغ.ومن جانبها، أوضحت باتريشيا ماكيني البروفسورة في علوم الأوبئة للأطفال بجامعة ليدز، أنه بالنسبة للمواظبين على استخدام الهاتف المحمول، فإنه لم تسجل زيادة في خطر الإصابة بأورام “جلايوما” الناجمة عن استخدام الهاتف المحمول، إلا أنها أشارت إلى وجود خطر أكبر، كما يبدو، بين المصابين بسرطان في الدماغ، في ظهوره في جهة الرأس التي كانوا ينصتون بها إلى المكالمات الهاتفية للمحمول.وكانت تقديرات قد أشارت إلى أن أغلب حالات ظهور هذه الأورام الدماغية في إحدى جهتي الرأس، قد سجلت لدى أشخاص قالوا أنهم استخدموا الهاتف المحمول، واستمعوا إلى المكالمات الهاتفية عبر تلك الجهة.