بيروت / متابعات :أبلغ قائد الجيش اللبناني جان قهوجي مجلس الوزراء أن المسلحين الذين دخلوا من الأراضي السورية انسحبوا أمس الخميس من عرسال شرقي لبنان, وقال إن الوضع العسكري للجيش في البلدة "جيد جدا"، بينما دخلت سيارات إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني البلدة لإجلاء الجرحى.من جهته قال مصدر عسكري لبناني إن الجيش اللبناني يقيّم الموقف للتأكد من انسحاب جميع المسلحين من داخل عرسال ومنطقتها.ويأتي هذا الانسحاب عقب اتفاق قاده وفد من هيئة العلماء المسلمين المؤلف من رجال دين لبنانيين سنة بين المجموعات المسلحة والجيش اللبناني.وقال عضو هيئة العلماء المسلمين في لبنان حسام الغالي إن جميع الأطراف التزمت بالهدنة في عرسال, وإن كافة المشاكل العالقة في البلدة ستنتهي خلال ساعات قليلة, وأضاف أن الهيئة اتفقت مع جميع الأطراف على تنظيم الأمور في البلدة إلى حين دخول القوات اللبنانية.وأوضح الغالي أن بلدة عرسال أضحت شبه خالية من المجموعات المسلحة، وأن العدد المتبقي من المسلحين سيغادرون خلال الساعات القادمة، مشيرا إلى أن هدف المساعي الآن إعادة المدينة إلى الشرعية.كما أوضح أن هناك إجراءات لفتح الطريق نحو عرسال، إلا أنه لفت إلى أن الوضع الإنساني داخل البلدة متدهور للغاية.وفي السياق ذاته أفادت الأنباء من عرسال بأن 17 سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني نقلت 44 جريحا مدنيا إلى مستشفيات خارج البلدة.ونقلت الأنباء عن مصدر طبي أن غالبية الجرحى هم من المدنيين السوريين، إضافة إلى أربعة جرحى من أهالي عرسال.من جهتها قالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن أجواء من الهدوء التام تسود البلدة الواقعة شرقي لبنان، وذلك بعد عودة الحركة الطبيعية إليها إثر الانسحاب الكامل الذي فرضه الجيش على المسلحين باتجاه الحدود اللبنانية السورية.وتأتي هذه التطورات عقب خمسة أيام من الاشتباكات بين المسلحين والجيش اللبناني راح ضحيتها 58 قتيلا وعشرات الجرحى.وبدأ التوتر في عرسال عقب توقيف الجيش قائد إحدى كتائب جبهة النصرة عماد جمعة الذي أعلن بيعته لتنظيم الدولة الإسلامية قبل أسابيع، ورد المسلحون بمهاجمة مواقع للجيش في البلدة ومحيطها.وتعد هذه المعارك الأخطر في بلدة عرسال -ذات الغالبية السنية المتعاطفة مع المعارضة السورية- منذ اندلاع النزاع السوري قبل أكثر من ثلاثة أعوام، والذي ينقسم اللبنانيون بشأنه بشدة.من جهة أخرى أبلغ مصدر أمني في لبنان بأن المسلحين ما زالوا يحتجزون 16 عسكريا اختطفوا من أكثر من موقع للجيش اللبناني في أطراف عرسال.وكانت مصادر من الجيش اللبناني قد أكدت في وقت سابق من صباح أمس أن جيش تمكن من تحرير سبعة من جنوده كانوا قد احتجزوا لدى المسلحين السوريين في عرسال.
انسحاب المسلحين من بلدة "عرسال" اللبنانية وبدء إجلاء الجرحى
أخبار متعلقة