لا يختلف اثنان على أن النشء والشباب هم الشريحة الأكثر تأثراً وتأثيراً في مختلف مجالات الحياة، إذ تحتل هذه الشريحة اهتماماً بالغاً من قبل العديد من الباحثين والعلماء والمسئولين في كل المجتمعات وبخاصة مجتمعات الدول النامية، ومنها اليمن حيث يقدر عدد سكانها عام 2014م بــــ 25,956,000 نسمة منهم 8,771,000 نسمة أي ما يعادل33.8 % من إجمالي السكان هم في سن الشباب في فئة الأعمار من (10 إلى 24 سنة) أي أن هناك شخصا بين كل ثلاثة أشخاص في اليمن هو في سن المراهقة والشباب وهي نسبة أعلى من النسبة على المستوى العالمي وهذا الأمر يعود إلى ارتفاع معدل الخصوبة في اليمن بالمقارنة مع المجتمعات الأخرى رغم ما شهده هذا المعدل أي الخصوبة- من انخفاض حيث يبلغ حاليا 4.4 طفل لكل امرأة بحسب نتائج المسح الديمغرافي اليمني الذي تم تنفيذه عام 2013م.ولعل الاهتمام بهذه الفئة يرجع إلى ما يمثله النشء والشباب من قوة للمجتمع، إذ تشغل هذه الشريحة السكانية وضعاً متميزاً في الحجم السكاني وفي بنية المجتمع، وهم أكثر الفئات السكانية حيوية وعطاء، وهي عماد المجتمع في إنجاز أهدافه، ومصدر أساسي من مصادر التغيير الاجتماعي ، كما إن النشء والشباب من وجهة نظر سكانية لها أهمية خاصة في تحديد معالم الوضع السكاني في الوقت الحاضر بخصائصه الديموغرافية والصحية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وفي تشكيل اتجاهاته المستقبلية. ومن وجهة نظر سكانية فإن هذه المرحلة العمرية يدخل الفرد فيها مرحلة البلوغ، وغالباً بداية تكوين الأسرة والإنجاب، وبالتالي فان العمل في تطوير معارف واتجاهات وممارسات هذه الفئة العمرية الإنجابية والديموغرافية يعتبر استثماراً مهما ومفيداً للأسرة والمجتمع ، كما أن تحسين الخصائص التربوية والتعليمية والمهنية لهذه الفئة السكانية يؤثر إيجابياً على الخصائص العامة السكانية بشكل عام، ومع سرعة التغييرات التي تشهدها المجتمعات الإنسانية في هذا العصر في العديد من المجالات الإنسانية والتقنية، فان الشباب هم أكثر الفئات المتأثرة من التغييرات الحاصلة في مجال العمل والعلاقات الأسرية والهجرة والتحضر ومخاطر الأمراض الجديدة وعولمة تبادل المعلومات....وغيرها من القضايا والمستجدات. بناء على ذلك، نجد أن السياسة الوطنية للسكان وبرامج عملها، تؤكد في أهدافها على العمل الجاد لتعزيز صحة جميع الأطفال والشباب والمراهقين وتطوير إمكاناتهم، وتلبية الاحتياجات الخاصة بهم، مع ايلاء الاعتبار الواجب لقدراتهم الخلاقة، وتقديم الدعم لهم على صعيدي الأسرة والمجتمع، وتوعيتهم بمخاطر الإنجاب المبكر والمتكرر والمتأخر وحالات الحمل عالية الخطورة، وتوجيه قدراتهم لتوصيل المعلومات والخدمات الصحية والاجتماعية والثقافية للسكان بما فيها المعلومات والخدمات المتعلقة بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة والأمراض المنقولة جنسياً ومرض نقص المناعة البشرية المكتسبة (الإيدز). وهنا لابد ان نذكر أن هناك تحديات تواجه الشباب مع حصول التغييرات السريعة التي تشهدها المجتمعات الإنسانية ومنها مجتمعنا اليمني والمتمثلة في الهجرة من الريف إلى الحضر حيث تتغير بذلك أنماط المعيشة واتساع وتنوع مكونات المجتمع المحيطة بالفرد مما يحتم على الأسرة والمجتمع والجهات المعنية التركيز على توجيه الشباب التوجيه السليم باستغلال أوقاتهم في ما يعود عليهم بالنفع خاصة مع توفر وسائل الاتصال والتواصل الحديثة ومنها الإنترنت والقنوات الفضائية كما أن تحصين الشباب بالتحلي بمكارم الأخلاق الدينية والقيم النبيلة يجنبهم الأمراض التي تصيب الشباب في العديد من المجتمعات ومنها مرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) الذي يعتبر الشباب في العمر (24-15) ضحيته الأولى على المستوى الدولي.واخيرا فان الاهتمام بهذه الشريحة السكانية هو اهتمام إقليمي وعالمي حيث تؤكد على ذلك كل المؤتمرات واللقاءات المتخصصة حول السكان والتنمية التي تؤكد على ضرورة الاستثمار في الشباب بإدراج أهداف جديد تتعلق بالشباب في خطة التنمية لما بعد عام 2015. مدير عام الإعلام السكاني بالمجلس الوطني للسكان
الاستثمار في الشباب
أخبار متعلقة