غزة/متابعات:أفادت مصادر فلسطينية أن أكثر من ثلاثين شخصا استشهدوا منذ فجر امس، ليرتفع عدد الشهداء إلى 135 فضلا عن نحو ألف جريح منذ بدء الحملة الإسرائيلية على قطاع غزة منذ ستة أيام.وتسببت أحدث الغارات الإسرائيلية باستشهاد ثمانية فلسطينيين بينهم خمسة بمدينة غزة، والثلاثة الآخرون في جباليا وخان يونس والبريج، وفق الناطق باسم وزارة الصحة بالقطاع أشرف القدرة.كما أفاد مراسل الجزيرة بالقطاع وائل الدحدوح بوقوع غارتين جديدتين، إحداهما على عجلين وخلفت جريحين، والأخرى على حي الزيتون وخلفت شهيدا وثلاثة جرحى.ومن بين ضحايا السبت كذلك ستة شهداء قتلوا في قصف استهدف حي الشيخ رضوان شمال غزة، ومن ضمنهم نضال الملش ابن شقيقة إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفتاتان استشهدتا في غارة استهدفت جمعية للمعوقين في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وثلاثة فلسطينيين استشهدوا في متنزه بحي التفاح شرقي القطاع.وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت شريط فيديو يظهر قصف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلا بقطاع غزة بعد مرور 56 ثانية فقط على سقوط ما تصفه سلطات الاحتلال بقذيفة تحذيرية على المنزل.وقد أظهر مقطع مصور بُث على الإنترنت لحظة قصف قوات الاحتلال منزل إحدى العائلات في قطاع غزة بصاروخين من طائرة إف 16 بعد نحو دقيقة من إطلاق صاروخ تحذيري.كما أظهر مقطع مصور من مستشفى في قطاع غزة بُث على الإنترنت والدا يبكي طفله البالغ من العمر أربع سنوات والذي استشهد جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم شمال القطاع ليل أمس الاول.وقال مراسل الجزيرة إن الغارات الإسرائيلية على القطاع لم تتوقف طوال الساعات الماضية، وأكد أن الاحتلال يصعّد في عملية استهدافه لمنازل المدنيين دون سابق إنذار لبعضهم، مما أدى إلى سقوط ضحايا جدد.وذكر المراسل أن أكثر من نصف عدد الشهداء من الأطفال والنساء، موضحا أن عدد المصابين يقترب من ألف، ونقل صورة عما تعرض له منزل عائلة نوفل من دمار هائل جعل العائلة من دون بيت ولا مأوى.وبيّن المراسل أن هذه الحرب تميّزت باستهداف سلطات الاحتلال لمنازل المدنيين.وبالإضافة إلى ذلك، استهدف القصف الجوي منازل أعضاء في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، ومواقع أمنية وإدارية في مناطق متفرقة من القطاع.وعلى الأرض، تتواصل استعدادات قوات الاحتلال لهجوم بري على القطاع، وتمت تعبئة نحو ثلاثين ألفا من جنود الاحتياط لهذا الغرض.وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الجنرال الموز موتي للإذاعة العسكرية السبت إن الاستعدادات تجري للمراحل التالية في العملية، كي تكون القوات جاهزة لدخول الميدان. وتابع «نأخذ في الاعتبار جميع التشعبات، وكل ما ينبغي فعله».من جهتها، قالت مراسلة الجزيرة إن معلومات تشير إلى أن جيش الاحتلال قسّم غزة إلى مربعات وفقا لما سماها «خارطة الألم» تهدف إلى ضرب كتائب المقاومة بغرض إضعافها، وهو ما يسعى لتحقيقه عبر الغارات الجوية.في سياق متصل قالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها ستقصف تل أبيب بصواريخ «80 جي» ، في حين واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة قصفها الصاروخي لأهداف في الضواحي الجنوبية لتل أبيب بعد قصفها لمطار بن غوريون ومنطقة مفاعل ديمونة النووي.فقد دعت الكتائب -في بيان صوتي بث على التلفزيون- المدنيين الإسرائيليين إلى توخي الحذر ووسائل الإعلام للتصوير عند قصفها لتل أبيب، كما دوت صافرات الإنذار بمدينة القدس وسُمع دوي انفجارين في المدينة بعد ذلك.وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن القبة الحديدية اعترضت ثلاثة صواريخ أطلقت نحو القدس، وإن أربعة صواريخ سقطت في أماكن مفتوحة قرب الخليل بالضفة الغربية مما أوقع أضرارا ببعض المنازل الفلسطينية.وقال الجيش الإسرائيلي إن صاروخين سقطا في مناطق غير مأهولة، بينما اعترضت منظومة القبة الحديدية صاروخاً ثالثا. كما أطلقت صواريخ عدة باتجاه مدن أشكول وأسدود وبئر السبع الواقعة في النقب.من جهته، أكد مراسل الجزيرة أن عدة صواريخ أطلقت باتجاه الضواحي الجنوبية لتل أبيب، وأن القبة الحديدية اعترضت أربعة صواريخ على الأقل في سماء مدينة رحوفوت جنوب تل أبيب التي تبعد بضعة كيلومترات عن مطار بن غوريون الدولي.وأضاف المراسل أن صافرات الإنذار دوت في رحوفوت ويافني ونس تسيونا والد. كما تعرضت مدينتا عسقلان وأسدود لوابل من الصواريخ اعترضت القبة الحديدية اثنين منها. ولم يبلغ عن وقوع إصابات أو أضرار في هذا القصف.وقال مراسل الجزيرة في وقت سابق امس إن كتائب القسام أعلنت امس استهدافها مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخ «إم75». كما عاودت القسام قصف منطقة ديمونة النووية الحساسة بثلاثة صواريخ.وكان مراسل الجزيرة قال قبل ذلك إن كتائب القسام استهدفت عربة عسكرية إسرائيلية على حدود قطاع غزة الشمالية بصاروخ موجه. كما دوت صافرات الإنذار في مدينة القدس وسُمع دوي انفجارين في المدينة بعد ذلك. ولم يعرف إن كان دوي الانفجاريْن نتيجة لاعتراض القبة الحديدية للصواريخ.وردا على تصعيد المقاومة لعملياتها، قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون إن إسرائيل تستعد لأيام كثيرة من القتال، مضيفا أن الجيش يواصل وضع الخطط لاستكمال المراحل المقبلة من العملية العسكرية.بدوره، قال قائد سلاح الجو الإسرائيلي إن الغارات الجوية لا تقل أهمية عن العملية العسكرية، معتبرا أن الغارات الجوية لا تقل أهمية عن العملية البرية التي نصح بعدم اللجوء إليها لتفادي المجازفة بتكبد خسائر.وتواصل تل أبيب التلويح بشن عملية عسكرية برية على قطاع غزة مع دخول الغارات الجوية يومها السادس، في محاولة لإيقاف إطلاق صواريخ المقاومة على المدن والبلدات الإسرائيلية، وهو القصف الذي أوقع عشرات الشهداء وجرح المئات ودمر عشرات المنازل.الى ذلك تلقى وزير الخارجية القطري خالد العطية اتصالاً هاتفياً من نظيره الأميركي جون كيري بحثا خلاله الأوضاع الجارية في قطاع غزة، وسط مساع دبلوماسية مكثفة لبلورة مسودة اتفاق تهدئة ينهي العدوان الإسرائيلي على القطاع.ولم تورد وكالة الأنباء القطرية أي تفاصيل أخرى عن فحوى الاتصال الهاتفي بين العطية وكيري الذي جاء عقب اتصال هاتفي مماثل أجراه الأمين العام للأم المتحدة بان كي مون مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.يأتي ذلك في وقت أعلن فيه وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أنه سيبحث وقفا لإطلاق النار في قطاع غزة مع نظرائه الأميركي والفرنسي والألماني جون كيري ولوران فابيوس وفرانك فالتر شتاينماير على هامش الاجتماع بشأن الملف النووي الإيراني اليوم الأحد في فيينا.وقال هيغ في بيان إن هناك حاجة إلى تحرك دولي عاجل ومنسق بهدف إرساء وقف لإطلاق النار كما حصل العام 2012.وتزامن ذلك مع كشف صحيفة يديعوت أحرونوت أن مصر بدأت بالتعاون مع عدة دول عربية -بما فيها قطر- لبلورة مسودة اتفاق تهدئة ينهي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تستند إلى مقررات التهدئة التي تم التوصل إليها في عملية «عامود السحاب» على القطاع قبل نحو عام ونصف العام.وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن الاتفاق الجديد يتضمن شرطا وضعته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يقضي بإطلاق سراح جميع الأسرى المحررين ضمن صفقة تبادل الأسرى مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وعددهم 56 أسيرا والذين أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقالهم خلال عمليات الدهم التي شهدتها الضفة الغربية قبل ثلاثة أسابيع، إضافة إلى إطلاق سراح قيادات الحركة بالضفة.وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن حماس ترفض حتى الآن الخوض في تفاصيل التهدئة.وفي سياق متصل، قالت صحيفة إندبندنت إن واشنطن تبحث عن حلفاء عرب يمكن أن يقوموا بالوساطة للتوصل إلى هدنة سريعة واتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.وتوضح الصحيفة البريطانية أن الولايات المتحدة لا تبدو على علاقة مباشرة بقادة حماس، لذلك فهي تبحث عن وسطاء بالمنطقة لمساعدتها في ذلك.وقد تستعين واشنطن بالقاهرة للتأثير على حماس لوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وفي حال ترددها قد تلجأ إلى قطر أو تركيا.وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال هاتفي الخميس الماضي أن واشنطن مستعدة للوساطة لتهدئة الوضع في غزة.وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست «نحن مستعدون لاتخاذ إجراءات مماثلة لتلك التي اتخذناها في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، لتسهيل وقف لإطلاق النار ومحاولة التوصل إلى نزع فتيل التوتر.من جهتها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جينيفر بساكي إن كيري تحدث إلى نظيره المصري لحث القاهرة على استخدام نفوذها لتهدئة الوضع.وأبلغت بساكي الصحفيين أنه «جزء من مسعى الوزير كيري هو التواصل مع دول في المنطقة بما في ذلك قطر، وبما في ذلك مصر».وقال مسؤول أميركي بارز إن الإسرائيليين «يعرفون أننا على اتصال مع مصر وقطر لطلب المساعدة في تهدئة الوضع في غزة».يأتي ذلك في وقت حذر فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من «مخاطر التصعيد العسكري، وما سيسفر عنه من ضحايا من المدنيين الأبرياء» في قطاع غزة خلال استقباله مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط توني بلير.وقال المتحدث باسم الرئاسة إيهاب بدوي إن الحكومة المصرية تجري «اتصالات مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لوقف العنف والعمليات العسكرية»، مشيرا إلى ما تواجهه هذه الجهود «من عناد وتعنت».وكان بلير وصل إلى القاهرة امس السبت لإجراء محادثات تتركز على الوضع المتفجر في قطاع غزة.ومن المقرر أن يعقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا له على مستوى وزراء الخارجية العرب غداً الاثنين في القاهرة، وذلك لبحث تدهور الأوضاع في غزة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.وقال مصدر مسؤول في الأمانة العامة للجامعة العربية أمس إن هذا الاجتماع يأتي بناء على طلب من دولة الكويت -رئيس القمة العربية- حيث تسلم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي دعوة رسمية بهذا الشأن.ويأتي هذا الاجتماع في أعقاب فشل مجلس الأمن الدولي في اتخاذ قرار بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بالإضافة إلى استمرار الاحتلال الإسرائيلي في اعتداءاته المتواصلة على قطاع غزة، والذي أسفر حتى الآن عن سقوط 126 شهيدا ونحو ألف جريح.
(135) شهيدا في غزة وإسرائيل تواصل غاراتها
أخبار متعلقة