الإمام صُهيب ويب •
عندما أسافر إلى بلدان أخرى، توجّه إليّ أسئلة كثيرة، أولها: "كيف يبدو شهر رمضان في أميركا؟ بالنسبة للمسلمين الأميركيين، وهم كغيرهم من المسلمين في كل مكان، يعتبر شهر رمضان بالنسبة لهم مناسبة لتجديد التواصل مع الله من خلال الصوم، ومن خلال التأمل والتدبر، والإكثار من الصلاة والصدقات وأعمال الخير.وخلال هذا الشهر الكريم، تظل معظم المراكز الإسلامية مفتوحة طوال الوقت بحيث تسهل زيارة أي منها والتعبّد فيها. وفي أغلب الأحيان، تلقى المحاضرات في المساجد، ولذلك، فبالإضافة إلى العبادات المذكورة أعلاه، تُتاح الفرصة لإحياء الاهتمام الفكري بالدين وتجديد شعلة الإيمان.ويتردد الضيوف على المراكز الإسلامية بأعداد متزايدة في هذا الشهر. إذ يصطحب المسلمون الجدد الذين اعتنقوا الإسلام حديثا أفراد أسرهم غير المسلمة، ويشارك زملاء العمل وجبة الإفطار الرمضاني مع أصدقائهم، وبالتعاون مع الجامعات والمدارس والمؤسسات الدينية الأخرى، يُدعى الزوار لتذوق الطعام الرمضاني والإحساس بالأجواء الروحانية لهذا الشهر المعظم وتلمُّس البركات فيه. وفي كثير من الأحيان، تزور القيادات المدنية والسياسية المراكز الإسلامية، وتعترف بأهمية مساهمات المسلمين الأميركيين.كما تقدم معظم المساجد موائد إفطار يومية - وهي في الواقع وجبة عشاء يتم تناولها في موعد الإفطار. وتضم قائمة الطعام ما لذ وطاب من أنواع الأطعمة المختلفة بدءًا من المأكولات الأميركية المحضة ووصولا إلى خيارات شتى من جنوب شرق آسيا والدول العربية وأفريقيا وأوروبا. إنه حلم لعشاق ومحبي الطعام. وخلال الليل تُقام صلوات إضافية يؤمّها عادة أحد قارئي القرآن المهرة من ذوي الصوت الرخيم، فيستمتع الحاضرون بالمشاعر الروحانية الجارفة والفريدة من نوعها في هذا الشهر المبارك.إن شهر رمضان في أميركا يمزج الشعور الفردي بالمسؤولية بشعور أكبر من الاعتزاز والفخر وتكاتف المجتمع. رمضان هنا هو شهر فريد من نوعه، تماما كما هو فريد من نوعه في بلدان أخرى. إنه الوقت الذي تبقى فيه البطون خاوية في حين تمتلئ القلوب وتصبح عامرة.• الإمام صهيب ويب، وهو مواطن من ولاية أوكلاهوما، كان يُعرف باسم ويليام ويب قبل أن يهتدي إلى الإسلام في شبابه.الإمام صُهيب ويب هو باحث مقيم بالمركز الثقافي للجمعية الإسلامية في بوسطن.