وانتصرت إرادة التغيير
جاء قرار التعديل الحكومي الذي اصدره الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي يوم أمس بمثابة إعادة الثقة إلى الشارع بإمكانية التغيير ووضع حد لمجمل الاختلالات وتجاوز مكامن القصور والسلبيات التي اعترت أداء بعض وزراء حكومة الوفاق الوطني خلال الفترة المنصرمة، بل ويرتب مسئوليات جسيمة في التعامل مع مهام المرحلة الراهنه ومتطلبات المستقبل بكفاة عالية وتفان جاد لاخراج الوطن من دوامة الازمات الراهنة، وبما يحقق تطلعات أبناء الوطن في التغيير الشامل وبناء المستقبل.حقاً لقد جاءت هذه الخطوة الرئاسية في توقيتها المناسب خاصة بعد أن تفاقمت الأوضاع الاقتصادية واستفحلت مظاهر التسيب المالي والإداري وشيوع أجواء العشوائية إذ أن من شأن هذه القرارات أن تعيد الطمأنينة إلى نفوس المواطنين الذين باتوا في الآونة الأخيرة يعانون كثيرا جراء تلك لأوضاع المتردية والممارسات الخاطئة وهي الأسباب التي أدت بعديد منهم للتعبير عن مشاعر الغضب بتلك الصور الفجة التي تجاوزت في بعضها حدود التعبير عن الرأي والإضرار بالمصالح العامة والخاصة وتعطيل انسيابية الحياة اليومية وهو ما يتطلب تضافر الجهود لمحاصرة تلك التداعيات. وبالمناسبة فإن مشاعر الترحاب والتأييد الشعبي لهذه القرارات في إصلاح المنظومة الحكومية قد أكد مرة أخرى الالتفاف الوطني الواسع حول قيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي والالتزام الثابت والواضح بدعم خطواته الشجاعة في إطار إعادة البناء النهضوي الشامل لليمن الاتحادي القائم على مبادئ العدل والحرية والمساواة وكفالة حقوق الإنسان والحكم الرشيد ومن هنا تأتي أهمية التأكيد على ضرورة اصطفاف مختلف مكونات العمل السياسي والحزبي على الساحة الوطنية مهما كانت تبايناتها وتغليب مصالح الوطن العليا على ما عداها من مصالح فئوية ومناطقية ومذهبية ضيقة .. والعمل الجاد والصادق مع القيادة السياسية والحكومة في اطار التزام اخلاقي يسهم في إيقاف التدهور الأمني والكف عن تهييج الصراعات المسلحة وتفعيل أداء هذه المكونات وتوجيه مؤسساتها في الإطار الذي يحشد الامكانات ويهيئ المناخات لتعزيز وحدة اصطفاف الجبهة الداخلية فضلاً عن تأمين سلامة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل وصولاً إلى الاستحقاقات التي يتطلع إليها عموم أبناء الوطن والمحيطان الاقليمي والدولي بكل تفاؤل وارتياح، ما لم فإن الصعوبات ستظل حجر عثرة امام تحقيق تلك التطلعات في استكمال انجاز ملامح التغيير الشامل وإعادة البناء، وفقاً لأسس التحديث ومتطلبات العصر.