المعلم منبع العلم وضياء الكون، وأهل المعرفة.. اليه تحج قوافل الطلاب، يقيم العدل والمساواة في مملكته، فينصر الضعيف، ويأخذ بيد القوي، فالقوي عنده ضعيفاً حتى يقتص منه، والضعيف عنده قويا حتى يساوي مظلمته، لا يشتري دينه بدنياه، ولا يلهث خلف الحطام والمتاع الزائل.. متجرد حزبه الوطن الكبير ولا حسب، يرفع شعار «لكلٍ حزبه والتعليم للجميع»، فمهنته من أقدس واشرف المهن على الإطلاق.. انها مهنة الأنبياء والمرسلين، فهو من يحمل عن سيدنا جبريل عليه السلام الفعل «اقرأ» كخطاب متجدد تتجدد به حياة الإنسان المؤمن، كما كان يعتمل في الرعيل الأول في صدر الدعوة الإسلامية، فللمعلم مكانة عظيمة وسامقة تتجدد من خلاله وحدة التراب الوطني الواحد بما يحمل من فكر وثقافة ترفرف في سماء الوسطية والاعتدال، فيشرب الطلاب العقيدة والالتزام والسير وفق الهدي النبوي حتى ان تعثرت قدماه طلب العون والمدد من المولى عز وجل وطلائع الإيمان التي تتسامى في نصرة المعلم الذي لم يغدق عليه العطاء.فالمعلم (بوضعه المادي والاجتماعي) شريك فعال للأنبياء والمرسلين في تبليغ الرسالة السماوية العظمى، وهذه مكانة حظي بها هذا المقدام الهمام الذي يرفض الكبر والغرور والحجب وما الى ذلك من أدواء وعلل النفس البشرية السقيمة، متحليا بالأناة والاتزان والتواضع وحسن الخاطر كي تتعاظم لديه القدرة على الكسب لدين الله عز وجل (الاسلام)، فالمعلم ينبغي عليه ان يفهم عمله ورسالته العظيمة، وأن يرتقي إلى مستواها مرشدا ومهذبا وداعيا، حيث يجب على المعلم أن يطور من قدراته وإبداعاته ذاتيا ان لم يتمكن مع محيطه الدراسي، اذ يجب عليه أن يكتسب مهارات وإبداعات وقدرات خلاقة يمكن أن تسهم في تحسين الأداء والناتج التعليمي والتربوي، ونقترح على ديوان عام وزارة التربية والتعليم وفروعه في مكاتب المحافظات والمديريات والمناطق التعليمية والتربوية أن يفرضوا التسامي في الوضع التأهيلي للمعلم عن طريق البرامج التعليمية المكثفة والدورات التأهيلية والعمل على تأسيس المعلم تأسيسا سليما في اتجاه إعادة التأهيل والتدريب.اذا أتينا نرى واقع المعلم اليمني ماديا فانه لا يساوي شيئا أمام واقع المعلم السعودي والقطري مثلا على الرغم من تحسين وضعه في عام 1998م في ما كان يعرف بقانون المعلم والمهن التعليمية (الذي كان فيه ظلم كبير في التطبيق) فان ذلك التحسين ابتلعه الارتفاع في سعر العملة اليمنية لتكون تلك الزيادة أثرا بعد عين، فالمعلم اليمني متحمل مسؤولية أبناء وزوجة وما يفرضه ذلك من زيادة في الأعباء والالتزامات المالية التي تتضاعف عليه بين الفينة والأخرى مما يضطره الى تحسين دخله المعيشي والمادي في ظل غياب فرص العمل التي لم تستوعب البطالة فما بالك بالذين لديهم أعمال الأمر الذي يدفع بالمعلم -عند ضعاف النفوس- ان يشتري دراجة نارية ويعمل عليها.ان تلكم الممارسات والتصرفات الرعناء أثرت على مستقبل التعليم في الوطن سلبا بيد ان العالم اجمع تعارف على تكريم المعلم حيث يجري في الوطن اليمني الاستعداد لتكريم كوكبة من المعلمين والمعلمات والتربويين والتربويات مركزيا ومحليا، اذ تولي قيادة وزارة التربية والتعليم ممثلة بمعالي الأخ أ.د. عبدالرزاق يحيى الأشول وزير التربية والتعليم هذا الأمر أهمية بالغة حيث صعدت من مجمل التجهيزات، وتحاول أن تظهر في هذا العرس التربوي بمظهر لائق وحسن، ونحن ومن خلال هذا المنبر الحر الشامخ ندعو قيادتنا السياسية الظافرة ممثلة بفخامة المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية- حفظه الله ورعاه- إلى ايلاء قضايا التعليم أهمية خاصة بشكل عام وقضية تحسين وتأهيل المعلم اليمني معيشة وعلما أهمية عامة بشكل خاص، فعلى سواعد المعلمين تبنى الأمم وعلى أكتفاهم تنهض الشعوب، ومن خلال مجهودهم تزدان الحياة بالحبور والسعادة فحقا يا شوقي:«كاد المعلم أن يكون رسولا».
كاد المعلم أن يكون رسولاً
أخبار متعلقة