كتب/ المحرر السياسي- بـوضوح تام وشفافية متناهية، أجمل الأخ المناضل عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية مهام المستقبل الذي ينتظر اليمنيين في ضوء تحديات الراهن والتطلع إلى الغد على قاعدة متينة من التغيير الشامل الذي تجسد في سلسلة متصلة من النجاحات التي عبرت عنها القيادة السياسية وبارادة وطنية ودعم إقليمي ودولي غير مسبوق.إن التوقف عند دلالات وعظمة هذه المناسبة الوطنية التي يدلف معها شعبنا اليمني عامه الــخامس والعشرين من عمر الوحدة المباركة التي أضاءت سماء الوطن والمنطقة بإعلان قيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م.. أن التوقف أمام دلالات وعظمة هذه المناسبة، إنما يستحضر إرادة اليمنيين التي تجلت في لحظة تاريخية استثنائية أدهشت العالم الذي يرقب اليوم باهتمام بالغ ما يجترحه هذا الشعب من بطولات وتضحيات وهو يتمسك بتطلعاته الوطنية المشروعة وخياراته الصلبة في مجابهة الصعوبات التي تحاول -يائسة- وأد هذا الحُلم وإعادة عقارب التاريخ إلى الوراء.وما من شك في أن الثورة اليمنية الخالدة التي اجترحها اليمنيون مطلع ستينيات القرن الماضي وهم يسطرون أروع ملاحم البطولة والفداء للخلاص من ربقة أعتى نظام سلالي عرفته البشرية في شمال الوطـن والنضال المشترك لطرد المستعمر البريطاني عن أرض الجنوب الحبيب.. وقد واجهت هذه الثورة مؤامرات داخلية وخارجية أقحمتها في متاهات وتعرجات عديدة، لكنها لم تستطع -تحت إرادة اليمنيين -تحقيق غايات تلك المؤمرات، حيث كان الإنتصار حليف أبناء الوطن على مختلف تلك التحديات والمؤامرات.. إلى أن تمكن اليمنيون من الانتصار على مخلفات التجزئة والتشطير وإعـادة تحقيق وحـدة الوطن ولم شمل الأسرة الـواحدة التي شتتها عقود التشطير بكل مراراتها ومآسيها.وإذا كان أبناء الوطن يعيشون اليوم أفراح هذه اللحظة التاريخية، فإنهم -دون شك - يعانون من مترتبات جسامة المخطط التآمري الجديد الذي يستهدف ضرب هذا المنجز الوحدوي العظيم ببث نعرات الفرقة والتشتت والاختلاف، فضلاً عن استهداف أمن واستقرار اليمـن والإضرار بمصالح المنطقة، خاصة بعد أن نجح اليمنيون في الانتقال بالسلطة من حالة الاستلاب الفردي التي كانت تعيشها وأثرت كثيراً على مسار الوحدة بتجذير الممارسات الخاطئة والسياسات الرعناء التي عبرت عن ضيق أفق ونزق سياسي هيأت المناخ أمام الحرب الظالمة على الجنوب صيف عام 1994م وما تلا ذلك من أخطاء استراتيجية باعتماد سياسات الضم والإلحاق حتى أعاد الحراك الجنوبي و ثورة الشباب السلمية تصويب تلك الأخطاء و إستعادة ديمومة الثورة و روح التآلف و الوحدة التي تجلت واضحة في الانتقال السلمي للسلطة.. وفي الجهود الوطنية المتواصلة منذ تلك الفترة وحتى لحظة إعادة تشكيل منظومة دولة الوحدة على أسس وطنية جديدة وأساليب حديثة ومتطورة تواكب العصر ومتغيراته، أساسها الشراكة الوطنية الكاملة والعدالة الانتقالية وترسيخ قيم الحرية والديموقراطية والحكم الرشيد القائم على جغرافيا الأقاليم ونبذ كل صور التخلف والاستبداد والدكتاتورية. والحقيقة فإن خطاب الرئيس هادي بهذه المناسبة الوطنية الغالية، لم يخيب ظن أبنـاء الشعـب والمراقبين على حد سواء وهو يؤكد صلابة الموقف تجاه استمرار عملية العطاء والتغيير نحو المستقبل الأفضل مهما كانت جسامة التحديات وخساسة المؤمرات، فضلاً عن حديثه الصريح والشفاف تجاه مكامن الأخطاء وسلبيات مواقف بعض الأطراف و رموز الفساد وجماعات الإرهاب والتطرف والانغلاق والمجموعات المسلحة التي تحاول تعكير أجواء الوفاق والتلاحم، لكنها لن تستطيع إيقاف حركة التغيير و البنـاء.. باعتبار أن تلك التصرفات الرافضة لإرادة اليمنيين في التمسك بجوهر الإصلاح والتغيير لن تقوى على ثني الارادة الوطنية في استكمال إنجاز المشروع النهضوي لليمن الجديد.. و دون أن نغفل –بالتأكيد سقوط وتلاشي هذه المشروعات الصغيرة التي لا تستقيم –بأي حال من الأحوال –مع تطلعات اليمنيين وقيادتهم السياسية ونخبهم الوطنية في تحقيق الحُلم الذي طال انتظاره.. و إن غداً لناظره قريب .
الرئيس هـادي.. يقين الانتصار لخيـارات المستقبل
أخبار متعلقة