[c1]كتب/ المحرر السياسي[/c]تتـزامـن احتفـالات شعـبنا هـذا العالم بالعيد الرابع والعشرين لإعادة تحقيق وحـدة الـوطن و قيام الجمهورية اليمنية مـع تحـولات عميقة في مجـرى التغيير السياسي الهادف إعـادة بنـاء الوطن على أسس حديثة ومتطورة.ومع الإقرار بخطورة التحديات التي تعترض مسيرة التغيير التي يقودها الرئيس عبدربه منصور هادي إلا أن ثمة معطيات تؤكد قدرة اليمنيين على تجاوز تلك الصعوبات التي كشرت عن أنيابها خلال السنوات الثلاث الماضية من حيث اتساع مخططات الهدم ومحاولة تقويض العملية السياسية، تارة بإثارة الاضطرابات واستهداف الخدمات وأخرى بجرائم الإرهاب التي بدأت تنكمش مع تواصل ضربات أبناء القوات المسلحة والأمن الصناديد ومعهم أعضاء اللجان الشعبية لاجتثاث هذه الظاهـرة من جذورها و تخليص الوطن من شرورها.و إذا كـانت الوحدة - كمنجز وطني عظيم - قد شاب تطبيقها بعض الممارسات الخاطئـة و اختلاف الأطراف و استقواؤهم بالسلاح لحسم تلك التباينات والتي أدت بالنتيجة إلى اندلاع حرب صيف 1994م بكل مراراتها وسلبياتها، إلا أن الوحدة في مضمونها الحضاري والتي نعيش اليوم ذكرى الاحتفاء بها قد أضحت بمنأى عن خطـورة إعادة تلك التجاذبات التي طبعت تلك الفترة ، خاصة بعد التوافقات الوطنية في مؤتمر الحوار الوطني الشامل على وضع رؤية جديدة ومغايرة لتلك التي كان يهيمن على إدارة منظومتها دكتاتورية الفرد وسلطة الاستقواء ومركزية الدولة المغرقة، إذ ركزت مخرجات الحوار على إعطاء القضية الجنوبية حقها من الاهتمام بمعالجة الاضرار التي لحقت بها خلال تلك الفترة، فضلاً عن الأخذ بعين الاعتبار في الدولة الاتحادية المنشودة التمثيل المتساوي في مؤسسات الدولة المختلفة و التخلص من قيود المركزية وذلك بتجسيد المضامين الحقيقية للحكم الرشيد ومنظومة الأقاليم كتجربة رائدة يمكن أن تنتشل الأوضاع المأزومـة من حالتها الـراهنة إلى فضاءات الخير والنماء وبما يعود بالنفع والفائدة على اليمنيين جميعاً.وفي هـذه السياقات، فإن العقد الاجتماعي الجديد الذي سيحكم الفترة المقبلة إنما يعكس تطلعات أبناء الوطن في أن يروا بلادهم مستقرة و مزدهرة و ذلك من خلال ما تحلت به القيادة الحكيمة للرئيس هادي و مختلف المكونات السياسية في بلورة تلك المخرجات البناءة.. على أن شرط التوصل إلى استكمال ملامح هـذه الرؤية و هـذه التطلعات مرهون كذلك بالمزيد من الاصطفاف الوطني و بخاصة من قبل باقي المكونات خارج دائرة هذا التوافق و الانخراط جدياً في خندق الدفاع عن هـذا المشروع الحضاري، فضلاً عن مجابهة وفضح القوى التي ما تزال مرتهنة إلى حسابات الماضي و تسعى الى خلط الأوراق في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة من التحول الوطني الشامل.وفي غمرة استحضار دلالات وعظمة الوحدة، لا بد من التأكيد مجدداً على أهمية دعم قرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي الشجاعة ، سواءً في جهوده لإسقاط مخططات التآمر على استقرار الوطن أو في تثمين نجاح إدارته للفترة الانتقالية بكل مسؤولية واقتدار، الأمر الذي استحق عليه دعماً إقليمياً ودولياً وتأييداً شعبياً غير مسبوق مما يعطي فرصة إضافية لأن تكلل مهام واستحقاقات المرحلة المقبلة في قيام اليمن الاتحادي الحديث والمتطور الذي يلبي ويحقق طموحات اليمنيين و في الاستقرار والخير والسؤدد.
الـوحدة.. استـلهام الدروس وجدية التغـيير
أخبار متعلقة