لم تفاجئنا بعض المنابر الاعلامية الرخيصة والمحسوبة على بعض القوى التقليدية القبلية والدينية وهي تقف موقف العداء السافر ضد الجيش اليمني في مواجهته للقاعدة، وذلك لاننا ندرك ونعي تماما طبيعة التوجه الايديولوجي للقائمين على هذه الوسائل الاعلامية والمساندين لها وعلاقتها الوثيقة بالجماعات الارهابية والاوكار التي فرخت منها وطبيعة النشأة والتربية التي دأبت عليها والمشبعة بافكار التطرف والكراهية والغلو والادعاء الدائم باحتكارها للحقيقة.ولم يثر استغرابنا الدفاع المستميت عن الارهاب التي ظهرت به تلك الوسائل الاعلامية، لاننا نعلم انها تسير على نفس خطاه ومنواله، ولكن الغريب في امر هذه الوسائل الاعلامية الرخيصة انها حاولت خلال عقد من الزمن التنصل عن العمليات التي ينفذها تنظيم القاعدة وظلت تناور عبر اساليب سياستها الخادعة، الا ان حقيقة ارتباطها الوثيق بالتنظيم الارهابي ما يلبث ان يفلت من افواه بعض مشايخها فتسارع بالترميم ولكنها في كل مرة تعجز عن مواراة حقيقتها.فعلى سبيل المثال نشرت احدى المطبوعات المقربة من (الجماعة) مقالا اتهمت فيه الجيش اليمني في معركته التي يخوضها ضد تنظيم القاعدة في محافظات ابين وشبوة والبيضاء بتكريس الظلم والطغيان، ووصفت المعركة التي يخوضها الجيش اليمني بالمعركة الخاسرة لم يكن الوطن بحاجة اليها في ظل الوضع الاقتصادي المتردي وغياب الخدمات وعلى رأسها الكهرباء، وشككت الصحيفة بقدرة الجيش على خوض حرب العصابات واتهمت الضباط بخذلان الجنود وخيانتهم.ومضت تقول ان المعركة تأتي تنفيذا لصفقة عقدت مع الامريكان، ووصلت الى مستوى وصف المعركة البطولية الرائعة التي يخوضها ابطال قواتنا المسلحة بالعملية التجارية والاستثمارية.وبالتأمل الى المفردات التي استعرضنا بعضها من تلك المطبوعة والمقال المنشور فيها نجد ان هناك تخبطا واضحا لدى كاتب هذه المقالة وحقدا دفينا على المؤسسة العسكرية الدفاعية والأمنية وكذا غياب الحجج العقلية، فمرة يصف المعركة باسم الوطن ومرة اخرى باسم امريكا، وثالثة بغياب الخدمات ورابعة بالاستثمار الى آخر هذا التخبط!!. وكأن الجيش اليمني يخوض معركة ترفيه ضد القاعدة.. وكأن هذا التنظيم الارهابي يحمل مشروعا نهضويا وتنمويا.ويبقى ان نقول لهؤلاء الناعقين هل خطر على بالكم الشهداء من خيرة ضباط وأفراد القوات المسلحة والأمن ممن تم اغتيالهم على أيدي هذه الجماعة ومنذ سنوات وقبل المواجهات الأخيرة التي يخوضها ابطال القوات المسلحة والأمن الميامين ضد الارهاب؟.نعم.. الجيش والأمن ليس بحاجة لفتح جبهات هنا وهناك، لكن الشعب والوطن في أمس الحاجة للأمن والطمأنينة ومواجهة من يقلق سكينته ويعطل مصالحه ويعمق المأساة في معيشته.نقول لأولئك، ألا تخجلوا من أمهات وزوجات وأبناء الشهداء الذين اغتيلوا بدم بارد في مختلف محافظات الجمهورية بدءا من مجمع العرضي على أيدي هذا التنظيم الذي يفاخر بعد كل عملية اجرامية بما اقترفه ضد هؤلاء الابرياء وانتهاء باقتحام المنطقة العسكرية الثانية والرابعة والسابعة وحادث ميدان السبعين الذي راح ضحيته 250 من ضباط وجنود الأمن المركزي وفي حادث كلية الشرطة ومسجد النهدين وقائمة طويلة من ضباط الأمن السياسي وغيرهم الكثير والكثير؟!.ولعل رئيس الجمهورية كان يدرك حقيقة هذه الاصوات في كلمته التي القاها في اكاديمية الشرطة حين أكد ان 70 % من افراد التنظيم المتواجدين في اليمن يحملون جنسيات أجنبية واستدل على ذلك بجثث القتلى من القاعدة الموجودة في ثلاجات الموتى. وربما ان الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي سعى من خلال الافصاح عن هذه الحقيقة الى اخراس اصوات المزايدين باسم الوطن والشعب لادراكه ان اصواتهم ستتعالى عقب كل نصر يحرزه الجيش على الارهاب.وفي الاخير اليس من الغرابة ان تتبنى اطراف محسوبة على المنظومة السياسية في اليمن الدعوة الى الحوار مع القاعدة؟.
محاربة الإرهاب قضية وطنية
أخبار متعلقة