آخر كـلام
بالأمس الثلاثاء اختتمت مجموعة أصدقاء اليمن أعمال اجتماعها السابع في العاصمة البريطانية لندن الذي استمر يوماً واحداً؛ مرحبين بإنجازات المرحلة الانتقالية، ومؤكدين دعمهم الكامل لوحدة، واستقلال اليمن، وعدم التدخل في شؤونه، ودعمهم بالتالي للمراحل المتبقية، حتى تستقيم البلاد على قدميها كدولة اتحادية، ديمقراطية، حديثة، تنطلق باليمنيين ـ على أجنحة العدالة والمواطنة المتساوية ـ صوب الآفاق الرحبة للتنمية والازدهار .ولكن؛ المسألة تحتاج إلى ترجمة على أرض الواقع، فما العمل ونحن نرى تنظيم القاعدة لا يجيد التكاثر إلا على أرض اليمن ؟ وفوق ذلك ما هو أفظع، وخصوصاً إذا وضعنا في الحسبان أن 70 % من هذا التنظيم قادم أيضاً من الخارج بكَله وكلكله، وأن القاعدة حالياً تعمل بأكثر من وجه ويافطة؛ في حلف ظلامي، محلي وخارجي، تلتف عروقه الشيطانية، وتمتد إلى وجهة واحدة لا ثاني لها، يعرفها القاصي قبل الداني، ولكن هنا مربط الفرس، فلا أحد يحرك ساكناً، وكأننا نتكلم عن أحاجي مغلقة على الفهم .نحن نريد أن يبدأ العمل من هنا .. أوقفوا هذا العدوان أولاً !! لا تضعوا اعتباراً لأحد من الأوثان !! اليمن وسلامتها أهم من كل المسميات الزائلة .. أوقفوا هذا الرعب المستكلب !! إنه يضرب جذور الحياة .. إنه يحاصرنا من كل اتجاه .. إنه يخنقنا بالأزمات .. إنه يعمق جراحاتنا السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية .. أين دور المجتمع الدولي الصديق ؟ ثم أين دور أجهزة الدولة الواقية ؟! لاشك أن هناك أدلة في أيدي الجهات الأمنية، والقضائية المختصة، فأين هذه الأدلة ؟ ولماذا لا تستعمل على الأقل دبلوماسياً، وعبر المجتمع الدولي لإرغام هذا العدوان على التقهقر ؟ أم أنها تضيع وتسرق وتهرَّب كالعادة ؟ ثم أين علاقات هذه الجهات مع الإعلام، ولو على الأقل الإعلام الخارجي ؟ هل هناك قيود ؟ ولماذا نقيد أصلاً إذا كان الوطن كله في خطر من هذا الرعب الذي ما عاد يستثني أحداً ؟ وإذا كانت القيود المانعة هي قيود دولية؛ فما الجدوى ؟ وحتى متى ؟ وأين هذا الدعم المعلن في المناسبات ؟ لماذا لانكشف نحن مصْدر العدوان، ومُصَدِّرَه، وداعمَه مادياً، ومالياً، ولوجستياً ؟ ولماذا لا نستعمل قرار مجلس الأمن ذا البند السابع في حق هذه القوى التي ترفع أسلحتها ليل نهار في وجه أجهزة الدوله، وفي وجه جنودها ؟ بل تنهب كذلك ملايين الريالات من البريد، وربما من البنوك بتنسيق عجيب يستعصي على الكشف، ويسجل في الغالب على مجهولين، مثله مثل أرواح خيرة كوادر البلاد الذين يقتلون في الشوارع على أيدي بعض المجرمين المدربين تدريباً لا يصل إليه إلا أفراد قوات خاصة، عالية التدريب، من تلك التي تنهض بالأعمال الوقائية، أو مكافحة الإرهاب، أو ما شابه !! حلوا لنا هذه الأحجية أولاً !! فسروا لنا حقيقة ما يجري !! لقد بلغ السيل الزبا، وصار الوطن قاب قوسين أو أدنى من منحدر الخطر، نحن بحاجة اليوم أن يقف الشرفاء، وأبناء ورجال الثورة في القوات المسلحة والأمن، وكل جماهير الشعب الحريصة على وطنها .. أن نقف صفاً واحداً، ودون هوادة؛ خلف الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي لكشف وفضح كل المؤامرات، وكل صناعها، وأن نطالب المجتمع الدولي بالوفاء بتعهداته وتأكيداته لوقف هذا التيار العدواني الخارجي بكل صوره، ومسمياته، والداخلي بكل تمويلاته الخارجية، والهادف إلى إسقاط الدولة اليمنية الوليدة، وكل مكتسبات الثورة، وتلويث السجل النضالي لقادة الوطن والثورة، وإسقاط الإرادة الشعبية، والتهاوي بالوطن والشعب إلى مصير مظلم من الحروب التي قد لا تنتهي قبل أن تنهينا . لقد غادرت البلاد بسبب هذا الوضع المخيف 34 شركة نفطية وغازية، بعد أن توقف نشاطها جراء اتساع الأعمال الإرهابية، القادمة من أكثر من مسمى، فضلاً عن الاستثمارات المحلية والدولية، وصارت البلاد تحيا أزمة خانقة في الوقود، وأزمة تمويل، وهبط الاحتياطي النقدي من العملة الصعبة بما يقارب الثلث، واتسعت الدعوات للحل بالجرع المهلكة، وتعويم العملة مجدداً من بعض المرضى، بهدف دفع المجتمع إلى هاوية جديدة من الفوضى العارمة؛ التي قد لا يبقى معها وطن، ولا شعب . هذا الكلام لا أقوله من فراغ، بل هو رأي الكثيرين، يقول وزير الخارجية البريطاني في هذا الصدد، وهو البعيد عنا جغرافياً، واللصيق بنا في مصالح بلاده وأمنها .. يقول : إن تراخي الجهود الدولية قد يؤدي إلى انهيار المكتسبات السياسية المحققة في اليمن، مشيراً بذلك إلى الأخطار المترتبة على أي تراخٍ، فما بالكم في جعجعات لا آخر لها، لم نجد من ورائها لا طِحْناً، ولا حتى حب شعير خشن يسد حاجة وفاقة الجائعين؛ من العاطلين عن الأعمال، والمهمشين، المحترقين بجوعهم في الأزقة، والشوارع المهملة، في المدن قبل الريف !! .إننا ندعو المختصين ـ كلاً في مجاله ـ إلى العمل الجاد والعاجل مع أصدقاء البلد، والتعامل بشفافية، وصدق على مختلف الصعد، ومع المجتمع الدولي، وتحميله أعباء التزاماته، وتفعيل دوره، في كل ما من شأنه الخروج من نفق المرحلة، وإيقاف المد الإرهابي الخارجي، المدار محلياً ، والممول خارجياً، وتفعيل القرارات الدولية في مواجهة كل قوى الهدم والعرقلة، ورفع الجاهزية القتالية للأمن بكل فروعه، والدفاع بكل تشكيلاته، والضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار اليمن، ووحدتها، وسلامة أراضيها، أياً كان، ومهما كان، فقد اتسع التمادي، واستأسدت الثعالب .