للمعنيين فقط
في الوقت الذي لم نكف فيه عن لفت نظر القنوات الفضائية اليمنية ومطالبتها بضبط ادائها العشوائي وغير المسؤول عن طريق فتح المجال واسعا أمام أصوات تدعي أنها فنية وغنائية، مع انها في الأساس والواقع ليست سوى أصوات أدمنت واستسهلت اللهث وراء التعدي على روائع تراثنا الفني الغنائي من خلال استمرائها القيام بعملية التقليد والتقليد فقط الذي لم يبقها في معزل عن محاولة معرفة واكتشاف نفسها واختبار قدرتها على التطور والتميز والخلق والإبداع وحسب، وانما كرسها وعمل على فرضها كعوامل تشويه وتشويش لما تم انجازه وخلقه من ابداع فني متميز على يد فنانين عظام صاغوا بعطاءاتهم وجدان وخلق وملامح أمة، لا بل أدى تقبلها على مجمل علاتها لتحولها الى عقبة وساتر حديدي يحول دون بلوغ ذلك الفن الأصيل والمؤثر والفاعل الى جنبات ووجدان الأجيال الجديدة القادمة الذي وان كان هناك جيل مازال يستطيع وهو يستمع الى واحد من هذه الاصوات المقلدة ان يذكر اسم الفنان الحقيقي، فاننا قد بدأنا نشعر ونلمس نواة جيل لا يعرف ان ما يقدمه هؤلاء (الفنانون) المقلدون من أغان ليست لهم بل أنها لغيرهم ويأخذون في ترديدها ونسبها اليهم.ان حجم ما بلغته وستبلغه هذه المحطات الفضائية اليمنية من خلال دأبها النشط في فتح الباب واسعا أمام طوابير الفنانين المتطفلين المنقطعين على التقليد وعلى العبث، من اساءات بالغة وعميقة لتاريخ فني خصب هو بمثابة هوية وعنوان لإنسان وأرض. لن يجعلهم في منأى من محاكمة ومحاسبة ولعن التاريخ لها ولدورها المسيء والمشوه لمسيرة الابداع الفني لأمة المفروض انهم ينتمون اليها ويدركون مكانتها، كما لن يطول أمد اكتشاف دورها التخريبي وضياع فعلها التنويري الابداعي المتمثل في عدم كفاءتها وتخلفها وتراجع دورها في ان تساهم في خلق واظهار جيل فني مواكب له سماته وصفاته المستقلة الخاصة به.