صباح الخير
يُراودني ويُحيرني هذا السؤال: هل الفقر هو سبب الحروب أم الحروب هي سبب الفقر؟وإذا ألقينا نظرة للمناطق والمجتمعات الفقيرة، سنجد أن الدول الفقيرة هي التي تكثر فيها النزاعات والحروب، والمشكلة أنها تزداد فقراً.ولنكن موضوعيين، إن الفقر موجود أيضاً في كثير من دول العالم، ومنها دول الإتحاد الأوروبي الذين يُشكلون أقوى حلف اقتصادي عالمي عرفته البشرية في الزمن المعاصر، ولكنها تختلف عن الدول النامية أو كما يود الغربيون تسميتها بدول العالم الثالث من حيث التعامل معه. فدول الغرب الأوروبي تتعامل بقدر استطاعتها في مكافحة البطالة، ورعاية العجزة، ومساعدة المتقاعدين مما ينتج عنه تخفيف التوترات، فلا تتحول إلى صراع يؤدي إلى الحرب والفقـر.كما أن مواطني المجتمعات الأوروبية يتَّـسمون بجعل مصلحة وطنهم فوق كل شيء، ويتذكرون دائماً أن الحروب تؤدي إلى الهدم، والفقر، والعودة إلى الخلف مئات السنين، وما الحربا العالميتا الأولى والثانية عنهم ببعيد.إنهم يحتجون، ويغضبون مثلنا تماماً، ولكنهم لا يهدمون البنية الأساسية للبلاد.وهناك أيضاً من يحتويهم، ويسمع لقولهم، فتجدهم يُلبون لهم مطالبهم الحقوقية بقدْر الإمكانيات المتاحة لإصلاح الوضع، وذلك بالحكمة والعقل، فيؤدي ذلك إلى تلاشي التوتر، وتنقطع عنهم سُـبُـل قيام الحرب رغم وجود الفقـر.أما في عالمنا الثالث ماذا نقول عنه؟ حيث أن هناك بطالة لمعظم الشعب، وغنى فاحشاً لقلة تربطهم صلة القربة بالسلطة أو متنفذين أو تجار محتكرين لا يخافون من الله، فتشتعل شرارة الاحتجاجات، ولا تجد من يُطفئها، ولو تدريجياً لها، فتحدث الكارثة وهي حرب الاغتيالات، والتفجيرات، فتستبدل لغة التفاهم، بلغة القتل، ويحل سفك الدماء بدلاً عن الحوار، فيضيع الجميع في سنوات من الصراعات، وعدم الأمن والاستقرار، فَـيَـتَـهدَّم البناء، ويُروَّع الآمنين، ويعود الوطن إلى الخلف، فيستشري الفقـر ويزداد.فالحل برأيي المتواضع هو أن ندرك الأمور منذ بدايتها، وهنا يجب على الدولة بمؤسساتها ومسئوليها أن ينزلوا إلى الشارع لتلمس أحوال العباد، ولمعرفة من هو المتسبب في تدهور الجانب الاقتصادي للمواطنين، وعندها توضع المعالجات الجذرية للمشكلات، وتُرسَم طرق الحلول الصادقة، وذلك بمشاركة جميع أبناء اليمن المخلصين، بعيداً عن الانتماءات الضيقة، والحزبية المقيتة، وعنصرية المناطقية، وهذا يتطلَّب شجاعة صابر، وإقدام فارس، ونية صادقة، وإرادة قوية.فلننفض عن أجسادنا غبار الكسل، ولنمحو من أذهاننا توقع الفشل قبل تنفيذ المهام، فالأوان لم يَـفُـتْ بعد، والنجاة من الغرق أكيد.* مندوب اتحاد الطلاب بقسم الصحافة والإعلام في كلية الآداب - جامعة عدن.