للمعنيين فقط
أن أسوأ الأخطاء وأشنعها التي ارتكبناها بحقنا كأمة تنادت بحب وسخاء وطواعية تريد الوحدة بقوة، لهو التفريط منذ اليوم الأول للتوقيع عليها، بهيبة ومكانة الدولة والانشغال بما دون سلطة القانون والنظام ليصبح حالنا كما أمسى أشبه بمن أضاع وخسر رصيد حياته من راحلة وزاد ومال، وشرف واكتمال، مقابل الحصول على خفي حنين.هذا المرود البخس الحقير الذي ظل موثوقاً إليه غير قادر على الفكاك منه، والتخلص من أعباء التصاقه به ودوام تذكيره بمدى جهله وغبائه، ودونية فعله وسهولة التلاعب به وانزلاقه بعيداً عن امتلاك أسباب استقراره وحله و ترحاله واستعادة عافية احلامه وتطلعاته، ووفق بواعث استمرار تغييبها وتفتتها وتلاشيها.لا لانه يجهل مسببات ما آل إليه أمره وانتهى فيه حاله. بل لكونه مازال يستمرئ الانجرار وراء البحث عن مخارج بعيدة كل البعد عما يطمح إليها ويرجوها من حلول حقيقية تعفيه وتنجيه من ضياع الوقت وطول أمد الآلام والمتاعب والفواجع ومنعرجات الفوات.حلول ومخارج أسسها وأساسها اليوم كما كان بالأمس، وغداً بناء دولة مؤسسات تستمد هيبتها وقوتها ووجودها من هيبة وقوة فرض وبسط سلطة القانون والنظام، وأولى خطوات السير على هذا الطريق تعني بكل بساطة العمل أولاً وقبل كل شيء على نزع السلاح من الحوثيين والسلفيين والقبائل والمشايخ بلا تحديد أو استثناء وبلا قيود أو شروط.فما يجري اليوم ومنذ عقود خلت في شمال الشمال من حروب طاحنة وتعديات ظالمة لا تعني دفاعاً عن النفس ولا انتصاراً لمذهب ضد آخر. ولا سيطرة قبيلة على اخرى بل هي حروب موجهة ومنطلقة من منطلق واحد هو ضرب أي مشروع لقيام دولة، وبالتالي افشال أية مشاريع تعليمية ثقافية فنية اقتصادية انسانية نهضوية تدل عليها أو تبشر بها فلا قيام لدولة ولا نجاح لاستقرار أو حوار أو مخرجات إلا بنزع السلاح وبسط سلطة القانون والنظام.. والسلام ختام.