الطبيب اليمني المغترب في الهند رئيس الوفد الهندي الزائر لبلادنا الدكتور وليد البكيلي لـ ( 14 اكتوبر ) :
لقاء / بشير الحزمي الدكتور وليد محمد البكيلي مواطن يمني من مواليد مدينة عدن هاجر الى الهند قبل 26 عاماً كطبيب . وقد شق طريقه فيها ليواصل مسيرة حياته العملية حتى اصبح من كبار الاستشاريين في المجال الطبي وبات يعمل مسؤولاً للشرق الاوسط والخليج العربي في اكبر مجموعة طبية هندية هي ابولو الطبية التي تضم 54 مستشفى في الهند ولها تواجد في العديد من دول العالم .. وها هو اليوم يعود الى بلده كمستثمر ورئيس لوفد هندي تجاري وصناعي رغم انه لا يحمل الجنسية الهندية لكن خبرته العملية ونجاحاته المهنية وصدق تعامله قد أهلته لينال هذه الثقة من الحكومة الهندية ويكون رئيساً لوفد هندي الى بلده .. صحيفة( 14 أكتوبر) انتهزت فرصة تواجده في صنعاء وأجرت معه هذا اللقاء فإلى تفاصيله :- * بداية هل لكم أن تعرفونا ببطاقتكم الشخصية وتطلعونا على طبيعة الزيارة الحالية التي تقومون بها على رأس وفد هندي لبلادنا وأهدافها وبرنامجها ؟** اولا احب ان ابعث ومن خلالكم تحياتي الخالصة لكل العاملين في صحيفة 14 أكتوبر هذه الصحيفة التى نعتز كثيرا بها وهي تعبر عن تاريخنا ومنذ طفولتي وأنا اتابعها .. وطبعا انا طبيب وباحث استشاري في طب الاطفال ومسئول القطاع العربي لمجموعة ابولو الطبية في الهند وقد اتيت مع الوفد التجاري الصناعي الهندي كرئيس للوفد . وأنا أول شخص غير هندي تختاره الهند ليترأس وفداً رسمياً دون أن احمل جنسيتهم . وهذا يعطيني انطباعاً أنني مصدر ثقة وهو ما أعتز به كثيرا .وطبعا أنا مغترب في الهند منذ 26 سنة كاستشاري في طب الاطفال وأمارس مهنة الطب . وقد اتينا في هذا الوفد التجاري الصناعي الى اليمن حاملين معنا عدة ملفات لنخلق تعاوناً وشراكة بين اليمن والهند في كل القطاعات ومنها قطاع الصحة وقطاع الاتصالات والبنية التحتية والنفط والمعادن وقطاع التصنيع والزراعة والثروة السمكية . وطبعا اتينا لننظر لليمن كموقع استراتيجي هام ومكانة تفرض على الكل أن يعطيها ثقلها التجاري . اليمن بلد خصب و فيه الكثير من الفرص لعمل ضخم أكان استثمارياً أو تجارياً أو مشاريع .وفيما يتعلق بزيارتي كرئيس للوفد فهي لتعميق فرص التعاون والشراكة التجارية بشكل عام بين الهند واليمن ، الى جانب مساعدة اليمن في بعض القطاعات بما فيها القطاع الصحي الذي انا مهتم به كثيرا . فالى جانب مجيئي كرئيس للوفد اتيت معي بفريق طبي متخصص بأمراض السرطان وهذا الفريق بدأ عمله في المستشفى الجمهوري بصنعاء منذ اليوم الاول لزيارة الوفد حيث يقوم بمعاينة المرضى وإجراء العمليات المجانية والاستشارات المجانية وهذا يعتبر الوفد السابع الذي اتيت به الى اليمن خلال سنة والوفد الثاني الى صنعاء خلال شهر ، الى جانب أن لنا خططاً في عدن في مواصلة انزال الاستشاريين ومعاينة المرضى مجانا . الى جانب اننا في صنعاء سنفتح محطة فضائية للتشخيص عبر الاقمار الصناعية لنساعد فيها ضعف التشخيص في البلد ، كما سنفتح عيادات استشارية وسندخل في شراكة مع بعض المستشفيات وإجراء عمليات توأمة في صنعاء . وفي عدن نحن الآن نتناقش مع المنطقة الحرة لإعطائنا الجزيرة التى لم تسلم لنا حتى الآن رغم أننا قد وقعنا الاتفاق قبل سنة الى جانب أننا بدأنا في انشاء مركز للجراحات الدقيقة في مدينة المنصورة بعدن وقد بدأ الحفر لأساسات المشروع ، الى جانب اننا في عدن سنعيد نشاط وترتيب وضع محطتنا الفضائية الموجودة في عدن في المنصورة .[c1]مشاريع طبية في اليمن[/c]* بحكم اهتمامك بالجانب الصحي وترؤسك للقطاع العربي في مجموعة ابولو الطبية في الهند وعملكم كطبيب واستشاري خارج اليمن منذ 26 عاماً ..ما الذي قدمتموه لليمن وخاصة في ما يتعلق بالتعاون الصحي خلال الفترة الماضية ؟** كمؤسسة مجموعة ابولو التى انتمي اليها اشرفنا وأدرنا عدة مشاريع طبية في اليمن منها مستشفى اليمن الدولي في محافظة تعز الذي اشرفنا على انشائه وأدرناه والآن يدار من قبل مؤسسة هايل سعيد انعم .. فأنا من اشرف على المشروع من طرف مجموعة أبولو ، وقد قدمنا منح تدريب مجاني للجانب الحكومي من الاطباء في الصحة ، وجرى تعاون سابق مع بعض المؤسسات الخاصة مثل جامعة العلوم والتكنولوجيا في صنعاء ومستشفى البريهي ومستشفى النقيب في عدن لتبادل خبرات وتدريب وتأهيل الاطباء والدخول في بعض العمليات الجراحية وقد قمنا بإجراء بعض العمليات الجراحية الصغيرة في مستشفى 22 مايو في عدن وقريبا سنكون في مستشفى الوحدة لمساعدتهم في جراحة المناظير للنساء والولادة مع الدكتور العزب . فعملية التعاون قد بدأت من قبل والآن نحن نسرعها وقد جاءت الاحداث التي مرت بها اليمن خلال السنوات الثلاث الماضية لتعرقل التواصل والعمل الذي بدأناه لكننا نحن الآن عائدون لمواصلة العمل . وفيما يتعلق بجانب الحكومة الهندية فقد قدمت بعض الدعم من ضمنه 5 ملايين دولار كأدوية ومعدات وكان هناك مبلغ كبير مخصص لإنشاء مشاريع كهدية من الحكومة الهندية وإن شاء الله ستصل الى أكثر من 30 مليون دولار .ونحن الآن في عملية التواصل في كيفية استثمارها في اليمن في المشاريع الطبية .[c1]مجالات عديدة [/c]* ترى ما هي اهتمامات اعضاء الوفد .. وكيف وجدتم تفاعل واهتمام المسئولين في بلادنا ؟** الوفد طبعا مشكل من تسعة اشخاص من كبرى الشركات الهندية في المجالات المختلفة التى سبق أن ذكرتها في بداية حديثي الى جانب فريق طبي من 3 بروفسورات و 3 من الطاقم المحلي والاهتمام متواجد من الجانب اليمني والدليل على ذلك حضور وزير الصناعة والتجارة في الندوة وأيضا رؤساء الغرف التجارية الصناعية ورجال الاعمال اليمنيين الى جانب كبرى الشركات اليمنية ومسئولين حكوميين وهذا كله يدل على وجود اهتمام وتواصل مع الحكومة ومع رئاسة الجمهورية . وقد اتينا ايضا حاملين كتاباً لمؤسس مجموعة ابولو وهو صانع نهضة الطب في الهند وفيه شرح لكيفية نقل الهند خلال ثلاثين سنة من بلد تأكله السل والـ (تي. بي) إلى بلد من أفضل بلدان العالم طبيا . وقد اتينا بمجموعة من هذا الكتاب وسيتم اهداؤه لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وأيضا لرئيس مجلس الوزراء ولوزير الصحة كما اهدينا نسخاً منه للشباب الناجح من الاطباء اليمنيين كالدكتورة انهار قاسم وأيضا تم اهداء نسخ منه للسفير ولوزير الصناعة والتجارة ولعدد من الشخصيات اليمنية العاملين في المجال التجاري والصناعي وذلك بهدف محاولة أن نغرس في الناس فكر الاهتمام بالتقدم والنمو . وإن شاء الله تستفيد اليمن من عصارة الهند في هذه النقلة وفي هذا التطور . ونأمل أن يكلف رئيس الجمهورية من يدرس هذا الكتاب ويحاول أن يستقطب منه ما يمكن ان تستفيد منه اليمن وأنا متأكد أن فيه الكثير.[c1]دور المغترب اليمني[/c]* باعتبارك احد المغتربين اليمنيين في الهند منذ سنوات عديدة .. ترى ما الدور الذي تضطلعون به تجاه بلدكم ؟** وجودي الآن في بلدي اليمن وأنا مغترب منذ 26 سنة في الهند يعكس انتمائي لليمن اكثر من انتمائي الى أي شيء آخر . أكيد أن الانسان المخلص لبلده ولناسه ولأهله عليه أن يسعى بكل ما يستطيع من كل الابواب وأن يقدم ولو شيئاً بسيطاً لهذا البلد الذي ينتمي اليه وتربى فيه واكل من خيره وشرب من مائه . انا عن نفسي ارى انه كلما كان أي انسان يحمل ذرة انتماء وضمير وحب لبلده اليمن عليه ان يسعى ويدق أي باب يخدم فيه بلده اكان في قطاع الصحة أو في قطاع الصناعة أو الاستثمار أو في قطاع السياحة فبمجرد كلمة طيبة عن اليمن يمكن أن ترسل 3 - 4 سياح ويدخلون مبلغاً بسيطاً للبلد ليتحسن الوضع الاقتصادي . فلابد أن نكون كمغتربين رسلاً لوطننا .[c1]التجربة الهندية في الطب[/c]* ترى كيف يمكن نقل التجربة الهندية في المجال الطبي إلى اليمن والاستفادة منها؟** الكتاب الذي نحمله ونهديه لقيادة البلد والمسئولين فيه والشخصيات الهامة هو عصارة للجهد في هذا الجانب ونحن بحاجة أول شيء الى تأسيس مجلس استشاري طبي وهو ما أقترحه وأن يتكون هذا المجلس من كبار الاستشاريين الناجحين في اليمن ويخضع مباشرة لرئاسة الجمهورية وتكون من مهامه إعداد سياسات وخطط وقوانين تنظم العلاقة بين الطبيب والطبب وبين الطبيب والمستشفى وبين الطبيب والمريض ويحدد كل اطر وسياسات وزارة الصحة وأهدافها الاستراتيجية مقدما . فنحن الآن في الهند نمضي في خطة مرسومة من الحكومة الهندية تهدف الى ماذا نريد أن نكون في عام 2020 م ونسعى وراءها وهو ما نفتقده في اليمن . فاليمن بحاجة الى فريق عمل جاد وأمين يعمل لهذا البلد وأعتقد انه سيستفيد ويمكن ان نعمل اشياء كثيرة اذا وجد هذا الأمر .[c1]خبرات وطنية في المهجر[/c]* أنتم كخبرات يمنية في الخارج قد يستفاد منكم اكثر مما يستفيد منكم بلدكم .. فهل لديكم توجه للعودة الى اليمن وخدمة بلدكم اذا ما استقر الوضع فيه؟** اذا تحدثت لك عن نفسي فانا يمني ولكن خبرتي اصبحت دولية بمعنى ان هناك بلداناً عديدة تطلب مني استشارات وخبرات ووضع سياسات في المجال الصحي منها العراق والأردن ومصر والبحرين والإمارات لكن بلدي اليمن لم تطلب للأسف الشديد رغم انني من اركض وراءهم ونقول تعالوا لنعمل من اجل اليمن وأنا مستعد كشخص اذا اتى اليوم الذي تخطو فيه اليمن خطوة الى الامام فاني سأكون أول من يعودون الى هذا البلد . واعمل عيادات هنا ومشاريع وندخل في استثمارات ، وأنا في الأصل مستثمر في اليمن حتى في مشروع مستشفى اليمن الدولي بتعز فأنا مستثمر فيه وأنا من ضمن المستثمرين وسأكون من اسعد الناس أن أكون اول شخص يعود الى بلده اذا حصلت الجدية والدعم وأنا أشعر ان الدعم موجود ولم يقصر فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في التواصل معنا والرجوع الينا . وللعلم بعض المشاريع الحكومية فخامة الرئيس حددها لنا بالاسم ونتناقش فيها لدعم اليمن .[c1]التغيير في اليمن[/c]* باعتبارك مغترباً خارج اليمن .. هل تتابع المشهد السياسي في اليمن وما يجري فيه .. وكيف تنظرون الى مستقبل اليمن ؟** انا احد شباب الثورة وما زلت وسأظل واحدا منهم وأنا الصديق المخلص للعديد من الشخصيات التى قادت عملية التغيير في اليمن ومن اداروا الحوار فيه . وقد اجتمعت معهم في مصر وكونا فصيلا اسمه (تنوع).وهذه الثورة وان لم تتحقق كافة اهدافها إلا انها اوجدت ارضية وفتحت ابواب الامل للتغيير .والآن التغيير ملموس ونشاهده بأعيننا . ورغم ان الفساد ما يزال موجوداً وإنهاك البلد ما يزال قائماً والمنظومة السابقة ما زالت موجودة ولكن الامل في التغيير كبير. وأنا احد المؤيدين قلبا وقالبا لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي فيما يسعى فيه ولما نطمح له . وليس له كشخص رئيس ولكن كرجل توجه في طريق نحن نتمناه . فعملية النقل في اليمن تحتاج الى مرحلية وهدوء بحكم انه بلد مسلح وبلد فيه التخلف وبلد تحكمه قبائل وتحكمه توازنات . فانا مع التغيير .وبالنسبة لمستقبل اليمن فأنا متفائل به جدا ونحن الآن في طريقنا نحو المستقبل الافضل وان كان هناك بعض الصعوبات والتى نتوقع أن تستمر لعدة سنوات لكننا ماضون في الاتجاه الصحيح . وأنا متأكد أن اليمن بعد عدة سنوات ستكون شيئاً آخر وهو ما حلمنا به .[c1]مستثمر في بلدي[/c]* هل تفكر على المدى القريب أن تقدم أكثر لليمن في المجال الصحي كمستثمر ؟** لقد قدمت لليمن وما زلت اقدم وسأقدم أكثر .. وصحيح انني مستثمر بمالي ومستثمر من خلال مؤسستي (ابولو) وقدمنا منحاً مجانية للتدريب والتأهيل للكادر اليمني الطبي وهو مفتوح على الـ 54 مستشفى التابعة لمجموعة ابولو وهذه المستشفيات بها 10آلاف سرير و 75 ألف موظف وهي مفتوحة للتعاون ونقوم بإحضار فرق طبية ونجري عمليات وإذا كان هناك مشاريع نأخذها والباب مفتوح سنقوم بذلك . وإذا كان هناك مكان استثماري ونستطيع ان نستثمر فيه سنستثمر . وقد عملنا مركزاً استشارياً وسنعمل محطة فضائية وسندخل في توأمة مع احد المستشفيات الكبيرة .[c1]منح علاجية مجانية[/c]* هل تقدمون منحاً علاجية مجانية للمرضي اليمنيين ؟** المنح العلاجية المجانية اذا كانت الحالة شخصية وفقيرة سنعمل لها العملية مجانا على شرط ان لا تكون عملية روتينية . لكن نحن نقدم منحاً علاجية هنا في اليمن مجانا حيث نأتي ونقوم باجراء عمليات . لكن في الحالات المستعصية والمعقدة والتى تكون ظروف اصحابها صعبة نحن على استعداد ان نغطي الى 30 % على شكل ادوية وتخفيضات .[c1]عدن روحي وصنعاء قلبي[/c]* بعد أن تم الاعلان عن مستقبل اليمن الاتحادية وتقسيمها الى اقاليم .. ماذا سيقدم الدكتور وليد محمد البكيلي لإقليم عدن باعتبارك من ابنائه ؟ ** اول ما تم اعلان عدن اقليماً طلبت من الفريق الهندسي التابع لي ان يذهب الى الارضية التى امتلكها ويضع الاساس لبناء اول مركز في الجراحات الدقيقة والذي سيستغرق بناؤه سنتين وهو مشروع سيكلف حوالى مليوني دولار والعمل فيه قد بدأ . وأنا من الناس الذين اذا استقرت أوضاع عدن سأكون اول من يعود اليها ويعيش فيها وسأعمل فيها وأمارس مهنة الطب، لكن صنعاء سيكون أيضا لي فيها نشاط وعمل . فإذا كانت عدن روحي فإن صنعاء هي القلب النابض .[c1]رسالة للشباب في الصحة[/c]* هل من كلمة او رسالة تحبون توجيهها في ختام هذا اللقاء ؟** لكل شاب خصوصاً العاملين في القطاع الصحي أقول : عليكم ان تنهضوا وتقوموا وان تنتعشوا وتزيلوا عنكم الاحباط . فاليمن صحيح فيها محبطات أكثر من المحفزات لكن ازرع حبه في قلبك . وتعالوا لنعمل يدا بيد فاليمن بخير . وأتمنى من القطاع الصحي على وجه الخصوص أن يتكاتفوا ويتعاونوا ويحاولوا ان يخلقوا عملية تفاهم ما بين القطاع الصحي العام والخاص . لان الملاحظ ان هناك كرهاً وعداء بينهما وهذا خطأ فلابد أن يتواءما لأنه لا يمكن ان يعيش في البلاد القطاع الصحي العام لوحده والخاص لوحده . فلابد أن تكون هناك شراكة حقيقية حتى ينهض هذا القطاع ويزدهر .