حركة كبيرة بدأت ونشطت وضمت الكثير وكانت لها أهدافها ومشاريعها ومطالبها وحقوقها ونقاطها لم تشبها أي شوائب وتحولت بعد ذلك إلى مبعث قلق لوجود الانقسامات وعدم التوحد بين قياداتها وتوزيع الاتهامات ودخول الصور وكثرة الأعلام. وصادف ذلك خروج آخر شبيه بها لكنه كان لاحقا لها، الأولى كانت لها الأسبقية وفي الحقيقة وجدت من يستمع لها ويقدر مطالبها وأهدافها لكن الشيء الذي أزعجنا وعطلها هو خروج أصوات تدعو لأشياء غير عقلانية وغير مدروسة في ظل ضعف أصاب الأقوياء منهم فما بال الضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة وعدم وجود قوة تدافع عنهم الا قوة الكلمة الصادقة والمطالب الحقوقية الحقيقية. ويوجد في هذه الحركة أناس خرجوا معها مثقفين وعسكريين ومدنيين وشعب صبور مسالم كلهم قد عانوا وظلموا بل وضاعت كثير من حقوقهم لهم ولكني أرى أن المجال مازال مفتوحاً والفسحة في الاستجابة مهيأة ولها أسباب سوف تساعدها وهو التحرك العقلاني الذي يجب أن يبدأ من وحدة القلوب وصفائها ووحدة الأهداف العملية للبناء وليس الهدم، تحرك يبدأ من ذات أنفسنا من حاراتنا وشوارعنا تحرك يبعث الطمأنينة في النفوس بين الكبار والصغار تحرك لا يفرق ولا يشتم ولا يجرح ولا يخوف ولا يخون ولا يعطل المصالح العامة والخاصة تحرك تعطى فيه الفرصة للمتعلمين الذين لهم قبول وحب واحترام عند الناس.لنتحرك لعودة الشوارع نظيفة والدوائر مصانة والإيرادات تحصل الى خزينة الدولة والمال العام لا ينهب والممتلكات لا يعتدى عليها والمدارس يحافظ عليها وعلى التعليم فيها والمرور تحترم قواعده وآدابه والطرقات والأزقة تترك واسعة للعبور وعدم رمي التهم على الآخرين وعدم التوصيف والتصنيف.لنتحرك ليؤمن رجل الأمن في الشرطة والعسكري في الجيش، والتجارة تنتعش والبسطاء يتحسن حالهم والمرضى يجدون حق الدواء والأطفال يدخلون المدارس.. تحركوا ليتوقف العابثون عندما يرون توحداً في مصداقية المطالب ولنرسل رسائل لغيرنا بسمو أفعالنا وأخلاقنا وسلامنا وخروجنا للمطالبة بحقوقنا.. فلنستمع لنصائح العلماء الصادقين والدعاة الحقيقيين، فلنتحرك من أجل إيقاف نزيف الدم الذي حرمه الله وقتل النفس التي يهتز لها عرش الرحمن، فلنتحرك للازدهار والأمان ونسيان الماضي بكل مراحله وآلامه.أتمنى أن تقوم الدولة بأخذ أشخاص مندفعين بأفكارهم إلى دول متقدمة ليدرسوا مراحل التغيير كيف تتم عندهم وماذا استفادت الدول الأخرى من دروس الحروب والتأخر وكيف فتحت الأنظمة والقوانين والدساتير والحوارات وبها بنت دولها وشعوبها. ويعود هؤلاء وقد أخذوا الدروس الصحيحة في حل المشاكل المعقدة قبل السهلة.لنصرخ جميعا لنسمع الجميع باننا مسلمون وما يحصل منا لغيرنا ومن غيرنا بنا من عبث مرفوض وغير مقبول. التحرك من الحركة، والحركة يرضى بها الله اذا كانت في سبيل إحياء النفوس وعدم هلاكها. إنها اليمن التي دعا لها النبي وأحبها وأحب ناسها الذين يزاحم عليهم الناس يوم القيامة ويكرمهم بحبه وشفاعته.يا دولة تكلمي واحكمي واعدلي فرقاب الشعب كله بيدك ويد كل من هم جالسون في كراسي الدولة يتحملون المسؤولية بعدالة الحل لكل شيء. تحركوا من أجل ذلك ولا تنسوا شعبا كبيرا في ذمتكم ورقابكم.
تحركوا من أجل الشعب
أخبار متعلقة