صباح الخير
إلى أصحاب تيارات (عاكس خط)، أفيدونا إلى متى أنتم مستمرون في مساراتكم، ضد حركة الأيام واتجاه الريح وخط التغيير.. كنتم وما زلتم ضد الجمهورية ، وواصلتم ضد الثورة ، استمر نشاطكم ضد الحوار، وحاليا صامدون ضد المخرجات. مساعيكم لم تقوض بنيان الجمهورية أو توقف مسيرة الثورة ... لم تفشلوا الحوار فكيف سيكون لكم تأثير على مخرجاته؟!!... أخاطب المنطق والعقل فيكم، أخاطب الإنسان السوي الذي كرمه الله على سائر المخلوقات، فهل من معتبر..ودي لو أصرخ بأعلى صوتي وأخاطب الشباب الذين لهم نصيب من المستقبل، يجب أن لا نسمح للجيل القديم المثقل بالأحقاد والصراعات والكراهية والفشل أن يلبسنا جلبابه الأسود، فنعيش الدهر نحصي الخيبات ونذرف الدموع على أطلال من زمن قديم لم يكن لنا فيه مكان ولا ذكرى.فنحن نحب الماضي لأنه فات ولو عاد لكرهناه، أدواتنا غير أدواته، متطلباتنا لا تتوافق معه، وتفكيرنا وطموحاتنا لن يستوعبها لأنه مغلق، والإنسان يصبح عجوزاً حين تحل الأعذار محل الأمل، كما يقول جون ناريمور. تلك أيامهم وليست أيامنا، ذكرياتهم التي ينوحون عليها صباح مساء ولسنا جزء منها، (نحن أولاد النهار ده)-حد المقولة المصرية- ويجب أن نعيش زماننا وواقعنا بالطول والعرض، وعليهم هم أن يخرجوا من أحلامنا ومستقبلنا ويقفون على طابور الانتظار ليلتحقوا بأمم قد خلت من قبلهم. راقبوا ثقافة الأقدمين أيها الشباب، لم تغادر مربع الصراع ورفض الأخر، العنف والإفتخار بالدم وتقديس القرابين، يتفننون بصناعة الموت واحصاء الشهداء، وقليلا ما تجد مفردات الحياة والسلامة والأمان والحب فيما يصدر عنهم ، هم باختصار تجار موت ، مخترعو عنف وحلبة عراك بامتياز ومسيرة حياتهم شاهد على ما نقول، راجعوا التاريخ، تاريخهم إذ فيه العبر، تبا لقوم سائرون إلى نفس الحفر.نريد أن نكافح وننشط ونتجمهر كي نعيش، نريد الوطن كي نحيا فيه كراما لا قبورا ونصبا تذكارية، و وردة واحدة لإنسان على قيد الحياة أفضل من باقة كاملة على قبره. يقول توماس كارليل (الشجاعة الحقيقية ليست شجاعة الموت بطريقة مشرفة، بل شجاعة الحياة برجولة).ختاما .. حياتنا أغلى من أن نهدرها في انتظار ما فات ، وطاقاتنا أولى بتسخيرها فيما ينفعنا وأهلينا حاضرا ولا تذهب هباء في ملاحقة سراب. خريطة (سايكس بيكو) ليست من ثوابت الكون، وقواعد الوجود، تبدلت أقطاب العالم وغيب الفناء حضارات وأمماً وطوينا القرن العشرين ،الأحداث مرت بعيدا وفرضت وقائع جديدة ونحن في محطة الأقلمة ولم يعد الجنوب جنوبا ولا الشمال شمالا، فيما بعضنا يأبى أن يتأقلم مع الجديد ويظن باستطاعته تقليب السنين والطقس وحركة الشمس والقمر. ينصحنا(جيروم) أن الأفضل لنا دائماً أن نتطلع للأمام بدلاً من النظر إلى الخلف.