صباح الخير
دعاني الزميل العزيز الأستاذ محمد علي سعد رئيس مجلس الإدارة - رئيس تحرير صحيفة 14 أكتوبر للكتابة في هذه المطبوعة التي تحمل اسماً ناصعاً في تاريخ الحركـة الـوطنية.. وإذ يشرفني مواصلة الكتابة في هذه المطبوعة العزيزة إلى نفسي، خاصـة وقـد عمـلت فيـها قـرابة خمـسة أعـوام تعـلمت خـلالها الزاد الكثير وبخاصة من القامات الإعلامية التي كان - ولا يزال - لها دور مـؤثر في تشكيل وجدان الرأي العام المحلي وغـرس قنـاعـات وقيم الخير والمحبــة والســـلام.وليعــذرنـي القــارئ الكــريم إذا مـا أسهـبت في هــذه النقطة وذلك بالنظر إلى أهمية الدور الذي تضطلع به هذه المطبوعة تحديداً في التوعية بمتطلبات المرحلة وفي طليعتها التعريف بمضامين مخرجات الحوار الوطني والتي لا يزال البعض - مع الأسف الشديد - يجهل المردودات الإيجابية العظيمة التي ستنعكس على الواقع في حال انجازها.إن نجـاح هـذه المهمة لا يقتصر فقـط على أداء هذه المطبوعة أو تلك وإنما تتطلب تضافراً إعلامياً في القطاعين الرسمـي والحزبي وباقي الإعلام الأهـلي لتحـمل هـذه المسؤولية الوطنية في التقـاط هذه اللحظة التاريخية التي صاغتها العقول اليمنية ووضعتهم جميعاً على مسـار الإصلاح والبناء دون كلفة باهظة كما هو حال بعض أقطار ثورات الربيع العـربي..وبالتالي اعتماد خطاب إعلامي مسئول يوضح مجمل تلك الحقائق ويزيل الغشاوة عن عديد ممن لا تزال في أذهانهم بعض التصورات المغلوطة عن طبيعة هذه التحولات الجذرية التي يعيشها الوطن.إن مـن أهـم ثمـرات مخـرجات مـؤتمـر الحوار أنهـا أعادت الثقة بين الأطراف اليمنية و وضعت إطاراً موضوعياً لمختلف القضايا الوطنية وفـي طليعتها - بالطبع - القضية الجنوبية التي لا يختـلـف على عدالتها اثنـان.. المـهـم أن تتهيـأ الظـروف لتـرجمـة هـذه المخـرجـات علـى أرض الـواقـع حتى يلمس المواطن - وتحديـداً في المنـاطق الجنـوبية - ثمرة هــذه النتـائج، سـواءً في تطبيقات النظام الاتحادي القائم على الأقاليم أو في بلـورة الشـراكة الوطنية في السلطة والثروة.ختاماً لابد من التذكير بأن مـن بين أبرز تجليات هذه المخرجات التي جاءت على قاعدة التوافق ما يرتبط بقيام الدولة المدنية الحديثة وكفالة حقوق الإنسان والتأسيس لدولة النظام والقانون والحكم الرشيد، فضلاً عن تصحيح أخطاء الماضي ووضع الآليات الكفيلة بعدم تكرار مثل هـذه الأخطاء التي تراكمت منذ قيام الثورة اليمنية مروراً بتحقيق الوحدة الوطنية وانتهاء بالأزمات التي كـادت أن تأتي على الأخضـر واليـابـس..وهي القيم والمثل التي حملتها ثورة التغيير في اليمن وأصبحت مسلكاً عملياً يتطلب معها ضرورة اضطلاع الإعـلام بمهمة ومسؤولية التوعية بمثل هذه القيم التي باتت تتبلور على أرض الواقع اليوم.