تعيش أمتنا العربية حالة مضطربة. ولا ندري هل هذا مخاض لولادة متعسرة، هل هو بحر متلاطم الأمواج وظلمات بعضها فوق بعض، أم هي سحابة صيف تمطر غيثاً طيباً؟وما أحوجنا في زمننا هذا الذي نعيش فيه إلى حكمة، إلى رجل حكيم، إلى جماعة حكيمة تأخذ بيد هذه الأمة لما هو خير لها. ليس من المستحيل حدوث ذلك وخاصة إذا تذكرنا مثالاً ونموذجاً مشرفاً. استطاع هذا النموذج أن يؤسس ويقيم دولة حقيقية ذات نهضة فعلية. إنه الحكيم (زايد)..نعم يكفي أن نقول (زايد) فيعرف من هو القاصي والداني لقد حفر هذا الحكيم اسمه في أنصع صفحات التاريخ بحروف مضاءة.أنظروا إلى الدولة التي تشهد له. إنها الإمارات العربية المتحدة. ولقد أسموه فعلاً (بحكيم العرب) وهو يستحقها.الرجل لم يفكر في جمع الأموال لشخصه، لم يفكر في أن يجمع النفوذ من حوله، لم يفكر في أن يستأثر بالسلطة لنفسه، هو لم يفكر في نفسه مطلقاً. هذا ما تدل عليه نتائج عمله. نعم الرجل عاش لشعبه، ما قام به من إنجاز وما بذله من جهد واجتهاده في بذل العطاء ما كان إلا من أجل وطنه. وها هم أهله من بعده ـ ليس أهله من النسب فقط ـ لأنه اعتبر الشعب كله أهله. ها هم ينعمون بهذا الإنجاز للرجل الحكيم، بل إنهم يحافظون على ذلك ويعملون بكد ونية صادقة، لتحقيق الأفضل للمستقبل، هم في ذلك جعلوا الحكيم قدوة لهم فهم بهذا يكونون خير خلف لخير سلف وهناك أيضاً نموذج مشرف آخر.. رجل عاش في بلد آخر تسلم السلطة في بلده وهو أحد رجال القوات المسلحة في بلده ولكنه تعهد بأن لا ينغمس في الحكم وتنزه عن السلطة كان صادقاً أوفى بوعده وترك الحكم والسلطة وسلمها في انتخابات بشرف وصدق.هذا الرجل حفر اسمه بحروف من ذهب في صفحات التاريخ إنه ابن السودان عبدالرحمن سوار الذهب.بينما هناك نماذج أدخلت نفسها من البوابة المظلمة لصفحات التاريخ ألم يقل المولى سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز (كل نفسٍ بما كسبت رهينة) فهؤلاء هم أنفسهم حشروا أنفسهم في هذا الزقاق المظلم السيئ الذكر، وارتضوا لأنفسهم أن يكونوا نموذجاً سيئاً.هذان نموذجان، نموذج حكيم العرب وسوار الذهب نموذج يتحلى بالبصيرة النافذة والعقل والفكر المستنير والنفس المطمئنة والبطون القانعة الراضية وأما النموذج الثاني فهم أصحاب العقول والأفكار المظلمة والنفوس الفزعة والبطون الشرهة، نموذج يأخذ بأصحابه إلى جاهلية جهلاء، جاء الإسلام الحنيف ليقضي عليها ويبغضها رب العباد.ولعل ما يدور ويحصل في بلادنا في هذه الأيام يبشر ببارقة أمل فهذه جهود يبذلها عقلاء، تحملوا عناء المسئولية، وبذلوا وما زالوا كل جهد وكل عطاء يستطيعونه لإخراج وطننا الحبيب من أزمته ومن تعثره : يعمل هؤلاء العقلاء من أجل اعلاء شأن هذا الوطن ومن أجل نهضته وترسيخ أساس تنميته لينعم هذا الشعب بما يستحق من رفعة وأمان وسلام وعيش رغيد في عزة وكرامة وعدالة..اللهم آمين.
بارقة أمل
أخبار متعلقة