آخر كـلام
ماذا بعد عشرة أشهر من الحوار؟ وكانت الحصيلة المخرجات التي رسمت خارطة طريق لبناء دولة حديثة.. لابد أن تكون الإجابة على هذا السؤال هي كالتالي: ينبغي أن يكون شعارنا للمرحلة القادمة من الآن هو (قليل من الكلام كثير من العمل) لأن المتحاورين قد تحاوروا قرابة العام ولم يتبق إلا تعبيد الطريق لكي نمشي عليه بسهولة ويسر وتتحقق بالفعل ويلمسها الناس وترى النور وأن تقوم الدولة بتعريف الناس بهذه المخرجات وتهيئتهم لاستيعابها عبر وسائل الإعلام المختلفة مثلما عودتنا الدولة والحكومة كل مرة بتهيئة الناس منذ مدة أو زمن محدد لأي فعالية كالانتخابات مثلاً حتى يوم الاقتراع يكون الناس قد أعدوا أنفسهم للذهاب إلى صناديق الانتخابات والمشاركة فيها بقناعة واهتمام بالغ ومثل ذلك يتم التعريف بمخرجات الحوار وبعد ذلك بنود الدستور القادم وفقراته بعد صياغته حتى إذا جاء يوم الاستفتاء عليه يكون كل مواطن قد عرف حقوقه وواجباته فيه فيقبل عليه بالقبول لأن الإنسان عدو ما يجهل وهنا تأتي أهمية تعريف الناس بعقدهم الاجتماعي الجديد. وينبغي أن يكون من اهتمامات الحكومة في مرحلة ما بعد الحوار ممارسة مهامها تجاه الإعلام غير المسؤول الذي يغرد خارج السرب وخارج المرحلة التوافقية هذا الإعلام المغرض الذي يعمل على زعزعة الثقة بكل ما يحدث من تقدم والتشويش والتشويه لكل ما تقوم به الدولة والحكومة وكأن هذا الإعلام المنفلت من كل ضوابط أخلاقيات المهنة ينتهز الفوضى وعدم الاستقرار في بعض مناطق الوطن وينطبق عليه المثل الشعبي: ( إذا غاب الأسد ترندع الدرين).ما بعد الحوار يتطلب منا التركيز على تطبيق النقاط العشرين والإحدى عشرة من أجل إعادة الثقة لدى الناس وإشعارهم بأن هناك أمل. وجدوى من نتائج هذا الحوار وأن الحوار هو أفضل وسيلة حضارية من لغة السلاح والقتل والدمار والعنف والانتحار والإرهاب وعلى الدولة إيصال رسالتها حول مخرجات الحوار إلى كل ناحية وقرية ومنطقة نائية من الأرض اليمنية حتى يستوعب الناس نتائج مجهود الأشهر العشرة من الحوار ويؤمنوا بأن الدولة جادة في مسعاها لصنع مستقبل جديد لهذا البلد الكبير وإقناع الناس بمشروعهم هذا عن طريق الحوار السلمي الذي تنتهجه كافة الدول المتحضرة والمتقدمة ويمكن الاتعاظ من الصراع في دولة عربية شقيقة كسوريا الذي دخل شعبها في صراع منذ ثلاث سنوات وفي الأخير ها هم في جنيف يجلسون حول طاولة حوار ومفاوضات وفي نفس الوقت المعارك على أشدها في كل محافظة وريف من أرض سوريا ولا يصح إلا الصحيح . ينبغي التركيز عندنا على رفع مستوى التثقيف والمعرفة السياسية بمشاكل البلد لدى كل فرد في بلادنا وعلى وجه الخصوص ابن الريف وابن القبيلة لأن كل مشاكل البلاد نلاحظها تأتي من قبل الأماكن التي تخلو من سيطرة الدولة وفرض هيبتها فيها فأبراج الكهرباء والغاز والنفط والنزاعات القبلية والطائفية يدل على غياب الدولة وعدم قيامها بمسؤولياتها في تلك المناطق النائية والقرى والأرياف.