مين الغلط فينا؟ نحن أم الزمن الذي نعيش فيه. لماذا أصبحنا نعيش في زمن لا ننتمي إليه ولا ينتمي إلينا. من المسؤول عن الغلط الذي يحيط بنا ؟ هل نحن من وضعنا أنفسنا في الغلط، أم أن الغلط أحاط بنا في غفلة منا؟!! وبغض النظر عمن ارتكب هذا الغلط، ومن تسبب فيه، ومن ساهم في أن يصبح بهذا الحجم، هل علينا الآن أن ننظر إليه كواقع لا يمكن تجاوزه أم أن علينا أن نسارع ونبدأ في تصحيح هذا الغلط الذي أصبح جزءاً منا، أو أصبحنا جزءاً منه.. ليس هناك فرق!! لماذا أصبح الناس يتسمون بالسلبية تجاه كل ما يدور من حولهم سلباً أو إيجاباً، لماذا أصبحوا منغلقين على أنفسهم لايكاد يفتح أحدهم بابه على الآخر، لماذا لم يعد يحتمل أحدنا الآخر؟ لماذا أصبحت ثقافة ( ونا مالي) هي الثقافة السائدة في مجتمعنا. زاد الحديث عن الدين، وزادت أعداد الملتزمين به، ولكن في واقع الحياة لم نر انعكاساً لهذا في حياتنا، فما يحدث هنا لا يطابق ما يحدث هناك، هناك تفكك في المجتمعات، حب للذات ، أنانية ، خوف من كل شيء ، لم يعد هناك ما يطمئن ، حتى من كان يفترض بهم بعث الأمانة والطمأنينة صاروا هم مبعثاً للخوف، لم يعد هناك من يقوم بدوره بأمانة وخوف من الله أو من القانون حتى من يفترض بهم حماية هذا القانون. أصبح الناس في زماننا نوعين نوع يسيء لك ونوع آخر ينظر إلى من يسيء لك ولا يحرك ساكناً. معاناة الناس أصبحت حقيقية في هذا الزمن فأين من يخفف هذه المعاناة، وأين من يوقف الظلم؟ هل كتب علينا أن يظلمنا الآخرون، أم كتب علينا أن نظلم أنفسنا باستسلامنا؟ لم يعد هناك من يقف ضد الظلم، حتى ظلم نفسه، ورغم كل هذا مازالت الدنيا بخير ومازال في القلوب بذرة خير، ولكن علينا أن نسقي هذه البذرة حتى تكبر وتتشعب أوراقها وعروقها، وتنمو براعم الخير، وأن ننمي في الناس الشجاعة وقول كلمة الحق، وترك الأنانية والدفاع عن المظلوم ولو بكلمة حق، فمن يسكت على ظلم غيره يسكت الناس على ظلمه ولو وجد الظالمون من يتصدى لهم ولو بكلمة طيبة أو بقانون لما تمادوا، وفكروا ألف مرة قبل أن يظلموا. كل يوم يمر في حياتنا تعلمنا الحياة كثيراً من المفردات فالظلم والقهر، والاستسلام كلمات لم تكن موجودة في قاموس حياتنا. تعبنا ولم يتبق من العمر الكثير لنعيشه، فهل يا ترى سيكون غداً أفضل من سابقه، وهل ستأتي الأيام بجديد يبهجناً، ويعيد الفرحة إلى قلوبنا. هل ستعود إلينا بلادنا التي ضاعت ، وحياتنا التي فقدت؟ كنا كل شيء وأصبحنا لاشيء ، ولا أدري هل مازال في العمر بقية، وفي الجسم همة لنستعيد ما فقدناه، ونكمل مابدأناه.
مين الغلط فينا؟
أخبار متعلقة