تونس / متابعات :قال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي إنه لن يقدم السلطة إلا إلى رئيس منتخب، ووصف نجاح الحوار الوطني بالمعجزة التونسية، في وقت تعثر التصويت على الدستور الجديد بسبب خلافات حادة بين نواب المجلس الوطني التأسيسي في باب السلطة القضائية.وأكد المرزوقي في خطاب للشعب التونسي عشية الاحتفال بالذكرى الثالثة للثورة فشل ما أسماه انقلابا على الشرعية وعلى الثورة، واعتبر أن تونس على المسار الصحيح، داعيا إلى ضرورة الإسراع في إنجاز الاستحقاق الانتخابي القادم.وأقر الرئيس التونسي بأن البلاد, وبعد ثلاث سنوات من انتصار الثورة, لا تزال بعيدة عن تحقيق جملة من الأهداف، موضحا أن الفساد مستشر في تونس, وأن تنمية الأماكن الفقيرة متعثرة فضلا عن عدم تطبيق مبدأ المحاسبة.وأكد المرزوقي أن «الإرهاب» فشل في زعزعة أمن واستقرار تونس، وحث «الشباب المغرر به» على الجهاد في بلاده ضد الفقر و الجهل، حسب تعبيره.ويأتي هذا الخطاب في وقت شهد فيه التصويت على فصول الدستور الجديد للبلاد بالمجلس التأسيسي تعثرا أمس الاول الاثنين عندما سادت حالة لافتة من التوتر خلال عرض الفصل 103 من باب السلطة القضائية على التصويت.وجرى نقاش حاد داخل قاعة المجلس وصل حد التلاسن عندما قدمت النائبة سناء المرسني عن كتلة حزب حركة النهضة مقترح تعديل على الفصل 103 يقضي بأن «التعيينات في الوظائف العليا القضائية تتم بأمر حكومي بناء على اقتراح من وزير العدل».وأثار مقترح التعديل حفيظة نواب المعارضة وخاصة الكتلة الديمقراطية التي رأت في ذلك مسا بشرط استقلالية السلطة القضائية عن هيمنة السلطة التنفيذية.وأسقط الفصل بعد حصوله على 98 صوتا فقط مقابل رفض 70 نائبا واحتفاظ 12 آخرين بأصواتهم.وقبل ذلك صادقت الجلسة العامة للمجلس التأسيسي على الفصول 97 و98 و99 من مشروع الدستور التي تندرج ضمن القسم الثاني من باب السلطة التنفيذية المتعلق بالحكومة.كما صوت النواب بالأغلبية لصالح الفصول 94 و95 و96 المتصلة بمسؤولية الحكومة أمام مجلس نواب الشعب، والفصول 91 و92 و93 التي تحدد صلاحيات رئيس الحكومة.وفيما يواصل نواب المجلس سباقهم مع الوقت من أجل إتمام المصادقة على كل فصول الدستور الجديد للبلاد من أجل الإيفاء ببنود خريطة الطريق فيما يتصل بالمسار التأسيسي، شهدت تونس أمس الثلاثاء مظاهرات عدة احتفالا بمرور ثلاث سنوات على الثورة التونسية وهروب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي يوم 14 يناير 2011.ودعا الاتحاد العام التونسي للشغل، كبرى المنظمات الراعية للحوار الوطني، إلى تجمع نقابي أمام مقره.من جانبها تنظم حركة نداء تونس، أحد أهم الأحزاب المعارضة، اجتماعا عاما بقصر المؤتمرات بالعاصمة يكلل بمظاهرة في شارع الحبيب بورقيبة.أمّا حزب حركة النهضة فقد دعا أنصاره إلى مظاهرة بشارع الحبيب بورقيبة، ينتظر أن يعرض خلالها موقف الحركة من القضايا السياسية المطروحة الراهنة.ودعت الجبهة الشعبية، وهي ائتلاف لأحزاب يسارية، أنصارها للتظاهر منتصف النهار بشارع الحبيب بورقيبة، ومن المنتظر أن يغلب على شعارات الجبهة البعد الاحتجاجي.أما عائلات شهداء وجرحى الثورة فقد قررت إحياء الذكرى بالتظاهر انطلاقا من ساحة حقوق الإنسان في اتجاه شارع بورقيبة للمطالبة بكشف قتله أبنائهم في إطار فعاليات «ضد النسيان» التي انطلقت أول من أمس الاثنين.
الرئيس التونسي: لن أقدم السلطة إلا لرئيس منتخب
أخبار متعلقة