عالج بالنقد الموضوعات الأكثر إشكالية وحضوراً في بيئته
حاورته / أشجان المقطري الفنان علي الذر حاني فنان تشكيلي وخطاط وكاتب من مواليد محافظة ذمار انتقل إلى محافظة تعز منذ الصغر وتعلم فيها حتى حصل على مؤهل الثانوية العامة إلى أن حصل على منحة لدراسة الفنون الجميلة تخصص ( التصميمات المطبوعة جرافيك) من جمهورية مصر العربيةـ الإسكندرية فرع جامعة حلوان عام 1987م.وحصل أيضا في نفس العام على دبلوم تحسين الخطوط العربية من معهد الخطاط محمد إبراهيم في الإسكندرية ثم عاد إلى أرض الوطن وأدى خدمة التدريس الإلزامي في إحدى مدارس العاصمة صنعاء ثم أكمل معاملة توظيفه في وزارة الإعلام والثقافة أخصائي فني عام 1988م حتى جاءت الوحدة فأرسل إلى عدن لتولي مهام إدارة الفنون التشكيلية بمحافظة عدن. [c1] لا يحبون النقد[/c]في بداية لقائنا معه قال: لم أتمكن من مزاولة عملي في هذه الإدارة لأنها كانت شكلية لا مقر لها ولا مخصص مالياً لتسيير أنشطتها وليس لها ميزانية من رئاسة الحكومة، إلا أنني لم أبق مكتوف الأيدي فقد حاولت أن أقيم معارض فنية تشكيلية جماعية وفردية لفناني المحافظة.. مما تبقى في صندوق مكتب الثقافة الخاص بإقامة الاحتفالات الموسمية للأعياد الوطنية والمناسبات النادرة، كما عملت على إقامة بعض الورش لتعليم مبادئ وأسس الرسم للأطفال وكذا إقامة بعض الندوات والمحاضرات هنا وهناك حول الفن وعلم الجمال وهموم الفنانين والصعوبات التي تواجههم. وواصل حديثه قائلاً: كما قمت بعمل بعض الملاحق الثقافية للصحف المحلية الرسمية حول قضايا الفن التشكيلي في اليمن.وفي بعض مقالاته النقدية عمل على تشخيص جوانب القصور في بعض التجارب الفنية اليمنية وحول مسيرة التجربة التشكيلية في بلادنا وخاض سجالات في هذا الشأن مع بعض زملاء المهنة الذين يكتبون عن الفن التشكيلي في بلادناً. واستطرد قائلاً: أن أغلب فناني الوطن اليمني لا يحبون النقد من أجل تطوير تجاربهم الفنية فبدؤوا بمحاربة هذا الفنان الجريء الذي لا يخاف في الله لومة لائم حتى كتابة هذه الأسطر.وأوضح بأنه خاض في مجال العملية التعليمية وعمل مدرساً لمادة التاريخ وتحسين الخطوط العربية في معهد جميل غانم للفنون الجميلة ومادة مبادئ وأسس التصميم، حيث شارك في معارض جماعية ( محلية وخارجية ) منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي في كل من ( مصرـ والإمارات ـ والكويت ـ وسوريا ـ ومسقط ـ والعراقـ والجزائر ـ والأردن ـ وبريطانيا ـ وفرنسا) وقبل ذلك كانت في ( تعز ـ وصنعاء ) مع الفنان المرحوم هاشم علي ومع بقية الفنانين المرموقين أمثال عبد الجليل السروري وعبد الحكيم العاقل وآمنة النصيري وعبد العزيز إبراهيم وعبد الجبار نعمان وفؤاد الفتيح ورشاد إسماعيل وغيرهم.[c1] ثغر اليمن الباسم ( عدن ) [/c]وأضاف قائلاً: اعتليت منصب رئيس لقسم الفنون التشكيلية بمعهد جميل غانم للفنون الجميلة، كما أنني عضو مؤسس لنقابة الفنانين التشكيليين اليمنيين، وعملت في سبعينيات القرن الماضي في المتحف الوطني للآثار ودور الكتب، ولدي بعض الإسهامات والمقتنيات المتواضعة، إلى جانب أنني قمت بتصميم العديد من الشعارات والملصقات الفنية وكان من أبرزها الملصق الفائز بالجائزة الأولى لأحسن ملصق سياحي عن ثغر اليمن الباسم ( عدن )، بالإضافة إلى أنني فزت بجائزة الملصق الأول في مسابقة منظمة الصحة العالمية المكتب الإقليمي لدول البحر المتوسط عام (84) والذي كان مكرساً لصحة الأطفال باعتبارهم ثروة الغد.وأشار إلى أن مكتبة الإرشاد بصنعاء تعاقدت معه لأجل كتابة بعض الكتيبات التعليمية في تجويد وتحسين الخطوط العربية: ( النسخ ، والرقعة ، والديواني الفارسي يسمى ( أمشق خط عربي ) ، إلى جانب ذلك كلفته وزارة الإعلام والثقافة بوضع رسوم لقصة ( الحبة ) للكاتب علي محمد عبده وهي قصة للأطفال. [c1] جدل واسع [/c]وقال: لقد أقمت معرضاً فنياً خاصاً بأضرار القات وعرضته في كل من عدن وتعز وصنعاء وأثار ذلك المعرض جدلاً واسعاً واقتنى الناس بعض أعمال المعرض، كما قام برسم كاريكاتير مضاد يدافع فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن قام الرسام الدنماركي بالإساءة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأقيمت حول ذلك الرسم ندوة في الصهاريج، واستضفت في أحد البرامج التلفزيونية من أجل الحديث عن ذلك الرسم.وأفاد بأنه تم اختيار احد أعماله الفنية التشكيلية ليكون ضمن رسالة دكتوراه غير منشورة من جامعة الإسكندريةـ كلية الفنون الجميلة قسم التصوير 2008م وكان صاحب الرسالة الدكتور منير الحميري حيث حملت الرسالة عنوان ( أثر الفن اليمني القديم على التصوير اليمني المعاصر الفصل الثاني الباب الثاني ( 1970ـ 1990 ). [c1] كتابات وأحداث [/c]وقال إن هناك من كتب وتحدث عني كفنان تشكيلي وأولهم الناقد السوري الراحل خليل صفية في مجلة الحياة التشكيلية العدد 51ـ 52 السنة الثالثة عشر نيسان ـ أيلول 1993م الصادرة عن وزارة الثقافة دمشق سوريا (علي الذر حاني ) له مشروع لطموحات كبرى تصطدم بالواقع الحياتي بتقاليد تقيد سلبياتها ما هو إيجابي من موروث شعبي وتحاصره بحصار محكم تشكيلي يمني متمرد تتلمذ على يد كبار الجرافيكيين المصريين.. حيث يقول أصبحت مهمة محاربة القات ( فنياً ) في لوحاته ومحفوراته هاجساً سياسياً في تجربته الشابة.. إلا أنني لم أجد فناناً رائداً أعطى لموضوع القات وخطورته على الإنسان مثل علي الذر حاني... ضمن سلسلة لوحات عن أضرار القات تتسم بجرأة في الشكل والمحتوى ومحققة بواقعية نقدية ذات وشائج تعبيرية تصل حدود البشاعة والتشويه، إلا أن علي الذرحاني هو فنان الموقف الذي عالج بالنقد الموضوعات الأكثر إشكالية وحضوراً في بيئته. وأضاف :كما كتب عني الفنان التشكيلي المعروف فؤاد الفتيح في عموده (فكر وفن) حيث قال بأن هذا بدأ يجمع بكل صدق مفردات أصيلة لهذا الفن الجميل فهو اليوم يعتبر أحد أكثر الفنانين التشكيليين ارتباطاً بالتراث والأصالة والباحث المستمر لمضامين جديدة.. كما كتب عنه الدكتور عبد العزيز بأن عنده أفكاراً جرئية ومتضاربة وموضوعاته متعددة ويحاول أن يمارس هذه الأفكار في إطار تكنيك الجرافيك إنه فنان يقرن التكنيك بالثقافة الفنية الواعية ويبحث عن طريقة بصورة شاخصة.وهناك الكثير والكثير من تحدث عنه ولا يسع الحيز لذكر ما كتبوا عني.. الكاتب والشاعر والقاص علي المقري، وكذا الكاتب والصحفي القدير عبد الله الدويلة شقيق الفنان اليمني المعروف هاشم علي الدويلة ، وكذلك كتب عني الفنان التشكيلي حكيم العاقل، وممن كتب عني أيضا الدكتورة آمنة النصيري والكاتب والشاعر جلال أحمد سعيد، واستضفت في تلفزيون (عدن) أكثر من مره في برامج فنية.[c1] التجربة التشكيلية [/c]وحول التجربة التشكيلية للفنان التشكيلي علي الذر حاني منذ بدايتها وحتى آخر لوحة رسمها عن الإرهاب فلخصها في النقاط التالية: 1ـ محاولة البحث والاكتشاف عن هوية مميزة تدمغ الشخصية الفنية بطابع الفرادة والخصوصية. 2ـ تبني أسلوب التجريب الواعي في إطار المحاولات الإبداعية التي تسعى لتكوين رؤية بصرية ( واضحة ـ محلية ـ عربية ـ إسلامية ـ عالمية ـ ومعاصرة ) والتعطش لاستخدام خامات متنوعة من أجل إبداع أو إضافة طرق أو علاقات جمالية نوعية تعبر عن روح العصر بإيجابياته وتناقضاته واضطرابه. 3ـ محاولة السعي لامتلاك أساس فكري وتراكم معرفي يساعد على تعميق الرؤية الفنية والفكرية لدى الفنان من خلال استلهام وتمثل عناصر تراثية يمكن استشفافها وتلمسها في وجدان الشعب والعصر وتجاوزها إلى استشراف المستقبل والوصول عن طريق الجمال إلى الجلال والتطلع إلى الكمال وذلك هو أسمى هدف.[c1]أعمال فنية بصورة ميكانيكية [/c]وحول ذلك يختتم الأخ علي الذرحاني حديثه قائلاً: على كل فنان تشكيلي يمني ما زال يجتر ويستنسخ أعماله الفنية بصورة ميكانيكية تخلو من مكابدة إبداعية مضافة لعالم الفن التشكيلي، وننصحه أن يستلهم موضوعاته من خبراته التراكمية ومن الفكر الإسلامي والإنساني، ومن ثقافته الشعبية ومحيطه الاجتماعي ومن التراث والفلكلور ومن قضايا وهموم الناس والعصر والواقع ومن الفلسفة والفكر والآداب والثقافة ومن أي فكرة يلتقطها لأنها ضالته وهو أحق بها.