رجعنا نصهل وراء خيول القبيلة وقعقة السيوف، وغبار السباع ، والله أكبر ..كل ذلك القاموس الحداثوي تحول في غمضة هبة إلى بنية فوق ، وبنية تحت ، هبة فوق ، وهبة تحت ، وأرتدينا إلى أدغال ما قبل الإنسان العصبيات والهويات القاتلة ، برغم المطلب العادل للجنوب، وحقهم في الإنتصار لقضيتهم ) .. أخاف يا صديقتي هدى العطاس، و(مثقفون من أجل الجنوب ) أن نراكم في صحاري الهبة ، وأنتم تقودون الحشود ، والسرب الفجاج العجاع وتصرخون : لبيك يابني مرة ، لبيكم ياأهل تغلب ، بنو قينقاع أمامكم ، وبنو جدعان ودهم خلفكم فأين المفر ؟ .ـــــــــــــــــــــــــــــ نعم أقف إلى جوار قبائلنا الجنوبية.. القبيلة التي هي إنتماء نسب، ولم تكن يوما تمايزا طبقيا مشيخيا ما قبل بدائي يستجر هياكله الاجتماعية من كهوف التاريخ كما هو عندكم. قبائلنا التي تناسل منها الحضرمي والجنوبي الذين بنوا دولا في المهاجر أصبحت دولا متحضرة متقدمة.. قبائلنا التي اندرج ابنائها في المدنية ودولة القانون حينما جاءتهم في دولة أبادتها (وحلتكم). قبائلنا التي لم نعرف منها ضيما ولا استعبادا ولا تكريسا لجهلنا. وسأقف وأطالب بدم (مقادمتنا) كما اطالب بدم أي جنوبي سقط شهيدا دفاعا عن أرضه. للمعلومة: لم نعرف لفظة الشيخ في حضرموت إلا منذ عام 90م! .ــــــــــــــــــــــــــــــ يخيفني مايجري في اليمن والذي يستعر بحمى التنافس المرئي والمستتر بين أطرافه على الهروب من فلكها الوطني الواحد إلى أفلاك التشتت والتشظي وفقدان التوازن كما يخيفني ذلك الانحطاط الذي يتفتق عن مكائد وسموم الهوية والهوية المضادة والتي لاتكتفي بالابقاء على هذا البلد يدور حول نفسه بحركة متكررة تشبه رقصة الدراويش، بل إنها من تعيده إلى جاهلية ما قبل التاريخ، وأخشى أكثر أن يفرز الحوار صيغة فيدرالية تكون مقدمة لانفصال ناعم يلد سلسلة من الحروب القبلية والجهوية على غرار حرب قبائل الدنكا والنوير في جنوب السودان إن لم تأخذ طابع حروب داحس والغبراء التي تعد مثالاً سيئاً ومعبراً عن ضحالة العقل العربي.ــــــــــــــــــــــــــــــلو يعرف كبارات هذا البلد كم في اليمن من خيرات، لنسوا أطماعهم الشخصية وراحوا يحثون الناس على العمل والإنتاج. لكن الواضح أن كباراتنا اعتادوا على حياة الشحت. وأصبح تجويع الناس وإهانة حياتهم - بالنسبة إليهم - عادة أصيلة ولا يمكن الاستغناء عنها. ــــــــــــــــــــــــــــــكم قتلوا اليوم بالضالع يا جماعة ؟ عشرون شخص، وثلاثون جريح، والحصيلة ربما أكثر.مرت عشر دقائق لا أكثر ، وصديقنا الذي كان يتساءل عن عدد الضحايا عاد مجدداً ليسأل عن سوق القات، وهل القات اليوم رخيص أو غالي؟..أنها سخرية أبشع بكثير من سخرية قتل الخطأ ..
للتأمل
أخبار متعلقة