كانت عدن بحراً وحباً وسينما وأغاني وفلاً وضفائر متروكة للريح وكان للقانون مهابة «تناصل الركب». كانت ظروف الناس متواضعة لكنك لم تكن تجد احدا هناك مشغولا بكيف « ينتع» فلان أو كيف ينهب مؤسسة علان عشان يكمل بناء الدور الثالث من بيته.البيوت في عدن كانت مشاريع دولة ؛ والتعليم كان مشروع دولة ؛ والوظائف للناس مشروع دولة، وكان للدينار نفوذ وقلما كنت تلمح عرض جدران المحلات والدكاكين عبارة «ممنوع الدين»...ــــــــــــــــــــــــــــــفي الظروف الحرجة لابد من التجرد لإخراج الوطن، وان تتراجع الأطماع الخاصة والحزبية من أجل الحفاظ على الوطن والحفاظ على المصالح الخاصة، فلا وجود للمصلحة الخاصة في ضياع المصلحة العامة، ولا وجود للمصلحة الحزبية في غياب الدولة وضياع الوطن والوحدة.... إن الواجب التاريخي يقتضي أن تتنازل القوى عن أطماعها ونزقها الخاص وألا تكون هذه القوى مهما بلغت نواياها الحسنة أداة تخريب وإعاقة.ــــــــــــــــــــــــــــــ لسنا ضد أي ظاهرة حضارية ومدنية كالعصيان المدني اذا ما التزم بالمبادئ والاسس المنظمة له واحترم مواقف وقناعات الآخرين وحدد له مكان وزمان لايؤثر على حياة الناس والحياة العامة، واعتقد أن القوى السياسية لن ترفض ذلك من حيث المبدأ، لكن عليها مسؤولية اليوم في الجلوس إلى قيادات الحراك ومن ينظمون العصيان للوقوف على مصلحة عدن وأهل عدن الذين أصبحوا يعانون كثيرا بفعل عصيان هو أقرب للفوضى ولا يستبعد أن قوى سياسية متضررة من الوضع الحالي في اليمن تقف خلفه لإثبات إفشال خصومها على الواقع وهنا المصيبة الكبيرة اذا ما صحت هذه التكهنات.فالقوى السياسية في عدن لاسيما اللقاء المشترك ينبغي أن يكون لها دور فيما يجري ويحدث في المدينة من ظواهر تضر بها وبأبنائها.ــــــــــــــــــــــــــــــ يبدو أن القتل في اليمن صار وجبة رئيسية او عند البعض مهنة لا ينقصها الا الترخيص الرسمي غير المعلن ؟؟ فبدلا من الاتفاق جميعا على تكريس وتعزيز الفعل السلمي في احتجاجاتنا وفعالياتنا لكي يغدو ثقافة عامة وفعلاً سلوكياً يستخدم كقوة ضغط للتاثير على القرار واجباره للارادة الشعبية للناس يلحظ أن قوى الممانعة تمارس عملاً ممنهجاً يناهض الحراك السلمي بل ويدفعه إلى الإقدام على ردة فعل عنيفة في محاولة جره إلى مربع العنف.
للتأمل
أخبار متعلقة