بغداد / متابعات :أكد ناشطون اندلاع اشتباكات في عدة محاور في الفلوجة ومناطق أخرى بمحافظة الأنبار صباح أمس بين مسلحي العشائر والجيش العراقي، فيما أعلن رئيس الوزراء نوري المالكي إبقاء الجيش بالمحافظة وتعزيزه بقوات إضافية.وتمكن مسلحون من اقتحام مبنى مديرية الشرطة بالفلوجة غرب بغداد، وأطلقوا سراح مائة سجين بعدما أخلاه عناصر الأمن.وقال شرطي يشتغل بالمدينة إن مسلحين حاصروا مراكز الشرطة، وأجبروا جميع أفرادها على مغادرتها «بدون أسلحتهم إذا أرادوا النجاة بأنفسهم».وذكر مسلحو العشائر في الكرمة -شرق الفلوجة- أنهم تصدوا لمحاولات متكررة للجيش الذي حاول اقتحام المدينة وكبدوه خسائر كبيرة -على حد تعبيرهم- وتزامن ذلك مع نشر صور على الإنترنت تظهر عددا من عربات عسكرية قال ناشطون إنها احترقت بنيران مسلحي العشائر عند مدخل المدينة.وأفادت مصادر طبية بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 14 آخرين من المسلحين والمدنيين أمس بالكرمة، في حين قتل عدد من عناصر الجيش في الاشتباكات التي تسببت أيضا في نزوح مئات العائلات من منازلها.وفي منطقة الجرايشي بالرمادي، قال مسلحون إنهم تصدوا لقوات أمنية، فيما أحرق مسلحون آخرون أمس أربعة مراكز للشرطة.وإلى الشمال من بغداد قالت الشرطة إن ما لا يقل عن أربعة من أفرادها لقوا حتفهم وأصيب 12 آخرون بجراح عندما هاجم مسلحون مقار للشرطة في بلدة الطارمية.وتحدثت مصادر الأمن العراقي كذلك عن مقتل جندي أمس وجرح ثمانية آخرين في حادثين منفصلين في مدينة تكريت شمال بغداد.تزامن ذلك مع تراجع المالكي أمس الأول عن قرار سحب الجيش من مدن الأنبار، وإعلانه إرسال قوات إضافية إلى هذه المحافظة التي تشهد مدنها مواجهات متواصلة، وقال «لن نسحب الجيش بل سندفع بقوات إضافية».ونقلت رويترز عن مكتب محافظ الأنبار قوله إن «المحافظ أحمد خلف توجه بنداء إلى المالكي لإبقاء الجيش في المحافظة لأن مقاتلي تنظيم القاعدة تمكنوا من الدخول إلى بعض المناطق وسيطروا عليها أمس الأول».ووجه المالكي أمس دعوة إلى التفاوض خص بها من أسماهم «أهل الأنبار الحقيقيين»، موضحا أنه لن يتفاوض مع من تورطوا في الأزمة، أو مع السياسيين الذين يسعون لاستغلالها لأغراض انتخابية، وفق تعبيره.وشدد على أنه لن يُسمَح لأحد بالخروج على النظام العام، وأن ذلك ينطبق على المحافظات كافة وليس الأنبار وحدها، وتعهد بملاحقة «المليشيات المسلحة الخارجة على القانون» في عموم البلاد، ومواصلة الحرب على ما سماه الإرهاب في محافظة الأنبار.وكان المالكي قد أكد أن ساحة الاعتصام في الأنبار تحولت إلى مقر لتنظيم القاعدة، مانحا المعتصمين مهلة للانسحاب منها قبل أن يأمر بتحرك القوات المسلحة العراقية لفضها، مما أدى إلى اندلاع مواجهات مع العشائر.
أفراد من الجيش العراقي في الأنبار