عبدربه منصور هادي
خلال استقباله أمس الأول الشيخ محمد بن ناجي الغادر وعدداً من مشايخ ووجاهات خولان قال فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي (انني اليوم وبصفتي رئيساً للجمهورية ورئيساً لمؤتمر الحوار الوطني اقدم اعتذاري نيابة عن نظامي صنعاء وعدن لما حدث لمشايخ خولان في حادثة بيحان عام 1972م مؤكداً ان من سقطوا في هذا الحادث المؤلم يعتبرون شهداء الثورة اليمنية وعلى الحكومة ان تهتم بأبناء الشهداء).بهذا الاعتذار الذي أعلنه فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي يكون أول رئيس يمني يقدم اعتذاره للآخر ويعترف بأخطاء نظامي صنعاء وعدن وبما ارتكباه بمشايخ خولان والذي وقع في بيحان العام 1972م. وبهذا الاعتذار حمل فخامة الرئيس نفسه مسؤولية معالجة خطأ فادح لم يكن له فيه يد أو قدم فقد اعتبر القتلى من مشايخ خولان في الحادثة المعروفة بحادثة بيحان 1972م شهداء الثورة اليمنية موجهاً الحكومة إلى الاهتمام بأبنائهم.وبهذا الاعتذار النبيل قدم فخامة الأخ عبدربه منصور هادي بأنه رئيس لكل اليمنيين ومسؤول عن كل اليمنيين دونما تفريق أو انحياز غير محمود لمنطقة أو قبيلة أو محافظة وقدمنا فخامة الرئيس ان المسؤولية مغرم لا مغنم وأنه من موقع مسؤولياته الوطنية والرئاسية ان الرئيس الذي لا يعمل على تضميد جراحات الماضي بكل مآسيه لا يمكنه بأي حال من الأحوال ان ينطلق بقطار البلاد نحو المستقبل كيف لا وهو من قال: (ان ملفات الماضي مليئة بالمحطات الصعبة والمؤلمة التي عاشها اليمن بشطريه من حروب ومواجهات خلفت العديد من المآسي والأحداث المؤلمة، ولكن اليوم علينا النظر إلى الامام واغلاق صفحة الماضي باعتباره جزءاً من التاريخ نستشف منه الدروس والعبر).وهنا دعونا نسأل اسئلة مشروعة والاجابة عليها تحتاج إلى ذاكرة قوية وشجاعة أدبية واخلاقية تعترف بالواقع كما كان لا كما نريده نحن والاسئلة نسردها على النحو التالي:أولاً: منذ انتصار ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م حتى اليوم فقد تولى رئاسة الجمهورية شمالاً وجنوباً عدد من الرؤساء فهل تتذكر عزيزي رئيساً واحداً اعتذر عن اخطائه مع أن رؤساءنا السابقين كانت اخطاؤهم تعد بالمئات.ثانياً: عزيزي القارئ منذ انتصار ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م حتى الساعة كم رئيس يمني اعتذر عن اخطاء سابقيه وتعهد قولاً وعملاً بإصلاح تلك الاخطاء التي اقترفها الرئيس الذي سبقه بحق الشعب؟ثالثاً: هل سمعت عزيزي القارئ على الصعيد العربي ان هناك رئيساً عربياً واحداً اعتذر عن الأخطاء التي اقترفها واقترفها نظامه بحق الشعب وبحق انسانيته وكرامته ووطنيته وبحق حقوقه؟من جانبنا نحن لم نسمع رئيساً لا يمنياً ولا عربياً يعتذر عن اخطائه أو أخطاء الذين سبقوه ولكن نترك للقارئ العزيز ان يفيدنا إذا ما سمع شيئاً مؤكداً في هذا الشأن وبإمكانه الكتابة وسوف نقوم بنشرها.المهم ان اعتذار فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لمشايخ خولان والحادث الأليم المعروف بحادثة بيحان 1972م هو تأكيد آخر على ان فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي هو نموذج متفرد من الرؤساء عنده استعداد نفسي وعقلي ان يقدم اعتذاراً غالياً عن أخطاء ارتكبها غيره لان الوطن ومعافاته من مشاكل الماضي هي الغاية الأغلى عنده كرئيس وإنسان وقائد لهذا الشعب .. وعندما قلنا ان عبدربه منصور هادي رئيس متفرد لليمن فإننا قلنا هذا لعدد من الاسباب ونوجزها على النحو التالي:أولاً: عبدربه منصور هادي أول رئيس سعت إليه الرئاسة ولم يسع إليها.ثانياً: عبدربه منصور هادي صار رئيساً بالتوافق من قبل كل الأطراف وبمباركة دولية لم يعرف العالم لها مثيلاً.ثالثاً: عبدربه منصور هادي أول رئيس يمني لم يأت للرئاسة على ظهر دبابة أو عقب انقلاب دموي لكنه جاء منتخباً ويشهد له الوطن بنظافة الذمة واليد والقلب.ونجد ما قلناه في حديثه صراحة مع مشايخ خولان .. حيث قال فخامة الرئيس: (لم أكن يوماً متطلعاً أو ساعياً للسلطة لكن الظروف هي من فرضت علي تحمل تلك المسؤولية في ظرف استثنائي من اجل تجنيب الوطن ويلات لا يستطيع أحد التكهن بنهايتها مضيفاً أن قبول السلطة في تلك المرحلة لا يغري أحداً لحساسية الوضع وتعقيداته وتدهور الأوضاع على مختلف الأصعدة إلا انه ومن اجل الوطن يجب على الجميع في لحظة تاريخية ان نتحمل الأعباء والمهام بمسؤولية لمصلحة السواد الأعظم من أبناء الوطن).أخيراً .. فإن عبدربه منصور هادي رئيس انقذ البلاد في لحظة فارقة من الاقتتال وعبدربه منصور هادي كان زاهداً بالسلطة التي سعت إليه ولم يسع إليها ويكفينا ان عبدربه منصور هادي أول رئيس يمتلك شجاعة الاعتذار حتى عن أخطاء سابقيه لان محبة عبدربه منصور هادي لشعبه ووطنه تفوق آلاف المرات محبته لكرسي السلطة.