مع اقتراب موعد انتهاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل والشعب يتطلع إلى مخرجات المؤتمر التي ينبغي لها أن تحمل حزمة من الحلول والمعالجات التي تلبي حاجات ومتطلبات الانفراج السلمي للأوضاع والقضايا اليمنية المأزومة وفي مقدمتها القضية الجنوبية وبناء الدولة.. الخ حيث ان القضية الجنوبية وكما هو معلوم للجميع هي القضية الأساسية والمحورية في مؤتمر الحوار الوطني وبحاجة إلى تكاتف الجهد الوطني لاستيعاب الحاجة الضرورية التي تسهم بروح المسؤولية الوطنية الواعية للواقع الحقيقي للقضية ومعاناتها من قبل البعض بدافع الواجب الوطني والشعور بالمسؤولية تجاه الجنوب وأبنائه بعيداً عن الحديث في موضوع التمثيل وإنما الرؤية هذه أو تلك تعبيرا عن نقل للشعور الشعبي وتفاعلاته في الداخل الجنوبي والأهمية البالغة والضرورة الواجب أخذها بعين الاعتبار أثناء وضع الحل الذي ينبغي أن يحافظ على وحدة الصف الجنوبي الذي تم توحيده بعد مسيرة نضالية طويلة لعب فيها رواد الحركة الوطنية منذ وقت مبكر ومعهم الوطنيون الأحرار من أبناء الجنوب في مراحل النضال الوطني دوراً فاعلاً إيجابياً للوصول إلى هذا المنجز الوطني الكبير الذي تحقق على الساحة الوطنية الجنوبية من المهرة شرقاً وحتى باب المندب غرباً وإعلان ذلك مع تحقيق الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م بخروج آخر جندي بريطاني من أرض الجنوب وإعلان قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ومن ذلك الوقت حافظ الجنوب على وحدته وقوته وعزته وكرامته على الرغم من المشكلات والمعضلات التي واجهته والأخطاء التي رافقت مسيرة بناء الدولة الوليدة والتنمية الاقتصادية الشاملة.أن تلك الجهود الوطنية الطيبة للوطنيين الأحرار في الشطر الجنوبية من الوطن، كانت في سياق النضال الوطني الواعي ثقافياً وفكرياً بالأهمية لاستعادة الوحدة اليمنية بين شطري الوطن كمشروع وطني نهضوي حديث على طريق الوحدة العربية الشاملة والتعايش السلمي بين الشعب كهدف استراتيجي أممي لنشر قيم المحبة والإخاء والتكامل والتكافل في العالم.وباعتقادي أن رؤية الحل أو أي رؤية للحل تخرج البلاد والعباد من هذه الأزمة المعقدة في ظل التصدعات والشروخ التي برزت على الجدار العظيم لبنية الوحدة وأصبحت تهدد الدولة بالانهيار وبما لا تحمد عقباه وهو الأمر الذي وضع جميع الأحزاب والتنظيمات ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية بمختلف أطيافها وانتماءاتها السياسية والفكرية أمام مسؤولية وطنية عظيمة تقع على عاتقهم من أجل العمل على إخراج البلاد والعباد بسلام إلى بر الأمان والمؤشرات التي باتت تلوح في الأفق وعلى وجه الخصوص بناء اليمن الجديد الذي استدعى الإجماع على تغيير شكل الدولة إلى دولة اتحادية وهناك رؤى مختلفة وحالياً يدور الحديث عن أقلمة الجنوب الذي كان مقسماً إلى ستة إقليم وهناك رؤية أخرى تقول بإقليمين من منطلق الحفاظ على ما تم تحقيقه في وحدة الجنوب الذي كان مقسماً إلى عدد من المشيخات والسلطنات في عهد الاستعمار البريطاني للشطر الجنوبي من الوطن وكذلك الحفاظ على الشمال الذي كان موحداً في النظام الإمامي وعلى أعضاء مؤتمر الحوار أثناء بحثهم ومناقشة الحل البحث عما هو أفضل وأحسن ويحافظ على وحدة اليمن في سياق مرحلة اليمن الاتحادي المدني الحديث الأخذ بعين القاعدة الشائعة للسياسة الاستعمارية القائلة: ( فرق تسد) وحتى لا نقع في مطب المشروع الاستعماري الجديد المعلن عنه بخارطة الشرق الأوسط الجديد الذي تروج له السياسة الصهيوأمريكية وعليه ينبغي البحث فيما يجنب الشرور والمحن ومخاطر الفتن ما ظهر منها وما بطن نحو بناء اليمن الجديد والحكم الرشيد وتطبيق مبدأ سيادة القانون على طريق اليمن الديمقراطي المدني الحديث وفي الأول والأخير فإن ما يطرح من رؤى هي مجرد رؤى مقدمة من هنا وهناك إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل صاحب الكلمة الفصل في اتخاذ وإقرار ما يراه مناسباً للحل الذي ينبغي أن يكون ويحقق المصلحة الوطنية ويحافظ على السلم الاجتماعي والأمن والاستقرار على امتداد الساحة الوطنية اليمنية.
|
آراء
أهمية الحل العادل والمنصف للقضية الجنوبية
أخبار متعلقة